أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الشعب الفلسطيني سيبقى في حالة دفاع مستمر عن النفس طالما هناك احتلال إسرائيلي، يستمر في الاستيطان ومصادرة الأراضي، ويمنعن في الاعتداءات على الشعب الفلسطيني.
وقال عريقات في مقابلة تلفزيونية مع "قناة الميادين" ضمن برنامج "العد العكسي" الذي تقدمه الإعلامية لينا زهر الدين، إن ما تقوم به حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على الأرض هي حرب شاملة على الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني أعزل، ويدافع عن نفسه بأبسط الوسائل التي يمتلكها أمام ترسانة إسرائيلية كبيرة، مشددًا على أن تعزيز صمود وبقاء الشعب الفلسطيني على هذه الأرض هو أساس انتصاره القادم.
نهج السلطة الفلسطينية
وعن مراجعة السلطة لنهجها في السنوات الأخيرة، قال عريقات إن مراجعة النفس والنهج الذي تسير به السلطة "قد تم وتوّجت هذه المراجعة من خلال الخطاب الذي ألقاه الرئيس محمود عباس في 30 سبتمبر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة".وأوضح عريقات أن الرئيس حدد مجموعة من المبادئ والأسس في الاستراتيجية الفلسطينية، والتي تبدأ بـ "وحدة الشعب الفلسطيني، والشراكة السياسية الكاملة، وإعادة النظر في كافة المؤسسات الوطنية".
واعتبر عريقات أن ذلك يتم من خلال عقد المؤتمر السابع لحركة فتح، وعقد اجتماع للمجلس الوطني بمشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، مؤكدًا أن ذلك سيتم خلال الأسابيع القادمة.
التنسيق الأمني
وفيما يتعلق بالتنسيق الأمني مع إسرائيل، رفض عريقات خلال اللقاء وصف البعض للتنسيق الأمني بـ "الخيانة"، موضحًا أن هذا التنسيق له بـ "الأمور الحياتية، ومن ضمن مهماته تبادل تسليم الهاربين بتهم جنائية لا أكثر".وقال عريقات "من يتحدث أن التنسيق هو تسليم أبناءنا فهذا كلام فارغ"، مشيرًا إلى أنه بعد اتفاق أوسلو تم تصنيف المناطق إلى (أ) تخضع للسلطة الفلسطينية وأخرى تخضع للسيطرة الإسرائيلية.
وأضاف عريقات أن إسرائيل تلتزم بهذه التصنيفات منذ عام 2000، بعد اندلاع انتفاضة الأقصى المبارك.
ووفق اتفاقية أوسلو الثانية الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام 1995 تم تقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق “أ” و”ب” و “ج”.
وتمثل المناطق “أ” 18% من مساحة الضفة، وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنيًا وإداريًا، أما المناطق “ب” فتمثل 21% من مساحة الضفة وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية.
إنهاء الانقسام
وقال عريقات إن "خيارنا كشعب فلسطيني أن نصارح أنفسنا، وأن نبدأ بإنهاء الانقسام المستمر في قطاع غزة، فالقدس والضفة وقطاع غزة مناطق محتلة، لا يوجد ما نختلف عليه ونقتتل حوله".وشدد على أن هزيمة المشروع الإسرائيلي السياسي يبدأ بإنهاء الانقسام والشراكة السياسية القادمة عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية، مضيفًا أن ذلك يتم عبر إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني بمشاركة حماس والجهاد الإسلامي.
الحماية الدولية
أما عن مطالبة السلطة بتوفير حماية دولية لفلسطين، أكد عريقات أن مواثيق جنيف فشلت في توفير الحماية للمدنيين، مطالباً الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ودول عدم الانحياز والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة العمل على إنشاء نظام حماية دولية خاص بالشعب الفلسطيني.وكشف عريقات أن الرئيس عباس بعث بكتاب خطي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل ستة أشهر، طلب فيه إنشاء نظام حماية خاص لفلسطين.
وأوضح أن هذا الطلب ليس بسبب الأحداث الأخيرة فقط، ولكن ما حدث من قبل ذلك من انتهاكات واعتداءات على الشعب الفلسطيني.
وبين أن كي مون شكل فريق قانوني للبحث بهذه المسألة، مشيرًا إلى أنه يمكن إصدار أي قرار نظام خاص للحماية الدولية إلا من خلال مجلس الأمن.
وضع قطاع غزة
وعن وضع قطاع غزة، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين إن إسرائيل تريد إبقاء قطاع غزة خارج إطار القضاء الفلسطيني، مؤكدًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووظف مبعوث اللجنة الرباعية السباق لعلمية السلام طوني بلير حتى يستطيع أن يصدر الأوهام بأن يكون هناك "كيان للقطاع مع موانئ وما إلى ذلك".وحذر عريقات أن ذلك يقود الى استراتيجية نتنياهو وهي "دولة بنظامين وليس دولتين"، مبينًا أن نتنياهو يريد أن يكون هناك دولة اسمها إسرائيل وداخل هذه الدولة هناك "أقلية عربية".
وأعلن أن السلطة ستعلن عن وقف كل أشكال التعاون مع إسرائيل في المجالات الاقتصادية، والأمنية، والسياسية.
وأشار إلى ميثاق فيننا في الموقع عام 1969، والذي يحدد المعاهدات بين الدول، موضحًا أن فلسطين أصبحت عضو في هذا الميثاق في عام 2014، وعليه اللجنة السياسية "كلفت بوضع كل التوصيات والجداول الزمنية لتحديد هذه العلاقة مع إسرائيل قبل نهاية الشهر القادم".
المصدر :