أعلن الرئيس محمود عباس أن السلطة لن تستمر بالالتزام بالاتفاقات الموقعة مع الاحتلال، مطالباً "إسرائيل" بأن تتحمل مسؤولياتها كسلطة محتلة. وقال الرئيس في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال70، إما أن تُمكن السلطة من نقل الشعب الفلسطيني من ‏الاحتلال إلى الاستقلال، أو أن تتحمل إسرائيل السلطة. وأوضح أبو مازن أنه "طالما ترفض إسرائيل وقف الاستيطان وترفض الالتزام بالاتفاقات فلن نلتزم بالاتفاقات". وقد استعرض الرئيس في كلمته الانتهاكات الإسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، معلناً عن دقه لناقوس الخطر لما يحدث في مدينة القدس من انتهاكات إسرائيلية بحق المسجد الأقصى. وأوضح الرئيس أن الجماعات اليهودية المتطرفة باقتحام المسجد الأقصى تسعى لفرض واقع التقسيم الزماني للسماح المتطرفين من الدخول للمسجد الأقصى في أوقات محددة يمنع دخول المسلمين خلالها للأقصى. وأكد الرئيس أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتمرير هذا المخطط، داعياً الحكومة الإسرائيلية وقبل فوات الأوان التوقف عن استخدام قواتها الغاشمة للعنف ضد الفلسطينيين. ووجه دعوة الدول الأعضاء في الجمعية العامة لمراجعة تاريخ القضية الفلسطينية والقرارات التي اتخذت لأجلها، مؤكداً أن عدم حل القضية الفلسطينية يزيد من انتشار التطرف والإرهاب. ‫وقال  إن الأمم المتحدة فشلت في رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، داعياً  المجتمع الدولي لأن يتحمل مسؤولياته تجاه ‫‏القضية الفلسطينية قبل فوات الأوان. وتطرق  الرئيس لجرائم الاحتلال والمستوطنين التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني، خاصة جريمة حرق عائلة الطفل علي دوابشة  في مدينة نابلس والطفل محمد أبو خضير في القدس وإعدام  الطفل محمد الدرة في غزة قبل خمسة عشر عاماً، مذكراً بمذبحة دير ياسين. وتوجه  الرئيس خلال كلمته العديد من التساؤلات على الحضور حول الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بسبب استمرار الاحتلال وجرائمه بحقهم :"أما آن لهذا الظلم أن ينتهي؟ أما آن لهذه العذابات أن تتوقف؟ أما آن لهذا الجدار العنصري العازل أن يفكك ويزال؟ أما آن لنقاط التفتيش والحواجز المذلة والمهينة التي يقيمها جيش الاحتلال الإسرائيلي على أرضنا أن تزول، وأن يرفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، وأن يتنقل أبناء شعبنا بحرية وكرامة في وطنهم وخارجه؟ أما آن لهذا الاستيطان الاحتلالي والعنصري والإرهابي لأرضنا، والذي يعيق حل الدولتين أن يزول؟ أما آن لستة آلاف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية أن يروا نور الحرية والعيش بين أهلهم وذويهم؟ أما آن لأطول احتلال في التاريخ جاثم على أنفاس شعبنا أن ينتهي؟". وشدد الرئيس أنه لن تسمح السلطة بحدود مؤقتة أو دويلات مجزأة، مؤكداً على وحدة الأرض الفلسطينية.

المصدر :