دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل  إلى حوار وطني شامل مع الجميع للتوافق على استراتجية مشتركة وواضحة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي. وأكد مشعل خلال مؤتمر صحفي عقد في الدوحة قدم فيه رؤية حركة حماس للخروج من الأزمة الراهنة في الساحة الفلسطينية على ضرورة تأجيل عقد المجلس الوطني إلى حين التوافق الوطني والتحضير الجيد لعقده بالصورة الصحيحة والمطلوبة. وأوضح مشعل أن الدعوة للمجلس الوطني من قبل الرئيس محمود عباس بشكل فردي يعمق الانقسام ولا تعطي المنظمة مزيدا من الشرعية. وقال  "إننا حملنا صائب عريقات القائم بأعمال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رسالة للرئيس محمود عباس أن يؤجل انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني لان ذلك يضر الوحدة الوطنية ويعمق الانقسام". وأضاف رئيس المكتب إنه يجب إنهاء الانقسام من خلال التطبيق العاجل لملفات المصالحة المتفق عليها خلال اتفاق القاهرة والدوحة والشاطئ. وتابع " لنرتب بيتنا الفلسطيني ونحمل هموم الشعب الفلسطيني ونتصدى للاحتلال الإسرائيلي معاً". وشدد مشعل على ضرورة دعوة المجلس التشريعي للانعقاد، وتشكيل حكومة وحدة وطنية لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني موحد وجامع. وتمني من الرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية الاستماع إلى صوت حركته وكافة الفصائل التي تغار على المصالحة الفلسطينية وتدعو إلى إنهاء الإنقسام. ودعا مشعل إلى المبادرة لدعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير للاجتماع من أجل التشاور بالوضع الراهن وبمختلف الهموم الفلسطينية، مؤكدا استعداد حماس لعقده في أي عاصمة عربية. وتساءل القيادي هل يعقل تغييب حماس والجهاد الإسلامي اللذان يمثلا الجزء الأكبر من برنامج المقاومة الفاعل عن أي مجلس وطني فلسطيني.

نفير للأقصى

وفي السياق، أكد مشعل أن تقسيم المسجد الأقصى المبارك لن يمرر، وأنه لا يمكن السكوت أو الصبر على إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في ساحات المسجد الأقصى المبارك. وجدد مشعل التأكيد على أن ما يحدث في المسجد الأقصى المبارك من إجراءات التقسيم أمر بالغ الخطورة "لا يصبر عليه" مشددا على أن المقاومة بكل أشكالها دون قيد أو حدود بوجه احتلال تجرأ على قبلتنا الأولى. ووجه التحية للمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى الذين أراد الاحتلال أن يبعدهم عن الأقصى وأن يمرر التقسيم ويفرض وجود الصهاينة وممارسة طقوس اليهود على ساحات الأقصى. وقال مشعل "هذا الأمر الخطر أصبح واضحا"، داعياً الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل عام 1948 إلى النفير العام وشد الرحال إلى المسجد الأقصى. وطالب بغضب فلسطيني وفعاليات نصرة للأقصى من أهلنا في الشتات وخاصة في مخيماتهم الصامدة رغم آلامهم. ودعا مشعل حركة فتح والفصائل والسلطة الفلسطينية لتبنى استراتيجية مشتركة لكيفية انقاذ الأقصى وحمايته من التقسيم. وطالب الدول العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها خاصة تلك الدول التي لها خصوصية بمسؤولية عن رعاية المقدسات وخص الأردن والسعودية والمغرب، إضافة إلى تركيا وقطر وكل دول الخليج والمنطقة العربية والإسلامية شرقا وغربا. ووجه مشعل رسالة إلى العالم الغربي قائلا "حذار أن تمرروا مخطط إسرائيلي بالقدس والأقصى فإن استهداف القدس والأقصى ومحاولة فرض التقسيم ستخلق غضبًا لن يخدم الاستقرار في المنطقة".

المصدر :