أثارت صورة جثة طفل سوري ملقى على شاطئ البحر الأبيض المتوسط جنوب تركيا تعاطفًا وسخطًا واسعين من غالبية متابعي مواقع التواصل الاجتماعي عربيًا وعالميًا.
وجرفت مياه البحر جثة الطفل السوري من بين 12 لاجئًا غرقوا أثناء محاولتهم التوجه من تركيا إلى إحدى الجزر اليونانية عبر قاربين.
ونقلت صحيفة "حرييت دايبلي" عن وكالة أنباء دوغان التركية أن القاربين كانا متوجهين من شبه جزيرة "بودروم" في تركيا إلى جزيرة كوس اليونانية، وكان أحد القاربين يقل 16 لاجئًا سوريًا، وغرق القارب بعد مغادرته بقليل، فقتل 7 فيما أنقذ خفر السواحل التركي 9 آخرين.
مشهد جثة الطفل الملقاة على الشاطئ يتجاوز أزمة اللاجئين والخطر الذي يواجهونه في "مراكب الموت"، إلى أزمة إنسانية عالمية أُهملت خلالها حياة مئات الآلاف من اللاجئين الذين نزحوا هربًا من نار الأزمة المسلحة إلى ماء الغرق.
وتناول المتابعون والمغردون صور الطفل السوري بشكل كبير، محملين القادة العرب مسؤولية هذه المأساة لعجزهم على حل الأزمة السورية، كما حملوا الدول الأوربية المسؤولية أيضًا بسبب فرضها لبعض القيود على طلب اللجوء.
أما في العاصمة المجرية بودابست، تظاهر مئات اللاجئين الغاضبين أمس الثلاثاء أمام محطة للقطارات مطالبين بالسماح لهم بالسفر إلى ألمانيا فيما توشك قواعد أوروبية خاصة بطلب اللجوء على الانهيار تحت وطأة موجة هجرة لم يسبق لها مثيل.
وأغلقت السلطات المجرية محطة القطارات بالكامل ثم أعادت فتحها لكنها منعت المهاجرين من الدخول، حيث احتشد نحو مئة من أفراد الشرطة وهم يحملون الهراوات ويلبسون الخوذات لحراسة المحطة.
وقرار منع المهاجرين من ركوب القطارات المتجهة غربا يخالف ما حدث يوم الاثنين الماضي عندما سمحت المجر والنمسا لقطارات مكدسة بالمهاجرين الذين لا يحملون وثائق بالذهاب إلى ألمانيا في انتهاك لقواعد أصدرها الاتحاد الأوروبي ولا تملك الدولتان سلطات كثيرة لتطبيقها.
وأربك وصول مئات الآلاف من المهاجرين، أوروبا التي عززت ضوابط السفر على الحدود بين 26 من دول منطقة "شنجن" لكنها تلزم طالبي اللجوء بالبقاء في الدولة التي وصلوا إليها في بادئ الأمر إلى أن يتم النظر في طلباتهم، بحسب اتفاقية دبلن.
وتصل الأغلبية العظمى من اللاجئين السوريين إلى الأطراف الجنوبية والشرقية لأوروبا في البداية لكنهم يسعون للجوء إلى دول أغنى وأكثر كرمًا شمالًا وغربًا.
ويرغب القادة الأوروبيون أن يبذل الاتحاد الأوروبي مزيدًا من الجهود لتنظيم توافد اللاجئين الذي لم يسبق له مثيل والمساعدة في التفرقة بين من يستحقون اللجوء وبين من يمكن إعادتهم إلى مسقط رأسهم بسلام والمشاركة في تحمل عبء استقبالهم في الدول الأعضاء البالغ عددها 28 دولة.
المصدر :