أكد النائب عن حركة فتح محمد دحلان أنه لا يحق لحركة حماس أن تتفاوض نيابة عن أحد في موضوع سياسي متعلق بإسرائيل، "لأن منظمة التحرير هي من تفاوض". وقال دحلان في حوار مع صحيفة اليوم السابع نشرته الثلاثاء: " حسب معلوماتى لا يوجد توافق حتى هذه اللحظة بين إسرائيل وحماس من أجل إبرام هذا الاتفاق رغم خطورة أن توافق حماس على مبدأ التفاوض وتسليم الورقة الفلسطينية لتركيا". وأضاف " إسرائيل بدأت مع حماس من حيث ما انتهت مع منظمة التحرير، حيث يتم الاتفاق على ممر بحري يربط غزة بقبرص، وهى توافقات "مسخرة" لا ترتقى لحجم تضحيات الشعب الفلسطيني في غزة خلال آخر 3 حروب". وشدد على أنه "  لو اتفقت إسرائيل وحماس برعاية تركية فإنها تعد جريمة سياسية، وإذا لم يتفقوا فهو عار على من حاول الاتفاق، وأن المستفيد الأول والأخير هي إسرائيل".

الخلاف مع أبو مازن

من جهة ثانية، وصف دحلان الرئيس محمود عباس بـ " الديكتاتور الصغير تحت الاحتلال الإسرائيلي"، مشدداً على أن " المشكلة الحقيقية أن يتم تقنين ما تمت السيطرة عليه بالبلطجة السياسية فهذا أمر غير مقبول، لأن منظمة التحرير الفلسطينية كيان معنوى لا أكثر ولا أقل". وقال : " بمجرد وجود خلافات شخصية قرر أبو مازن انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني بدون توافق لا مع الفصائل الفلسطينية ولا مع المعارضة. وأكد أن دعوة المجلس الوطني للانعقاد الآن يشكل خطرا استراتيجيا على الشعب الفلسطيني، وهو هدية تقدم لإسرائيل، "فمشكلته أنه لا يستطيع أن يحكم وأنا موجود". وأشار إلى أن الخلاف مع عباس بدأ منذ توليه السلطة، "حيث كان يعتقد أنه لن يكون رئيساً فعلياً إلا إذا تخلص منى، فتمت إقالتي رغم كوني عضواً منتخبا في اللجنة المركزية لحركة فتح". ولفت إلى أنه يريد أن يعيد الكرة من جديد على كل أعضاء اللجنة المركزية من خلال عقد المجلس الوطني في هذا التوقيت وبهذه الأجندة الملتبسة. وقال دحلان : " لو كنت أريد منصب الرئيس أبو مازن لما ساعدته في أن يعود إلى البلاد حيث كان يمكث في تونس، وقد سهلت له العودة واحتضنه وانضممت للحملة الانتخابية من أجله، إضافة لخلافي مع أبو عمار كي يكون أبو مازن أمين سر اللجنة التنفيذية، فأنا أحب أن أرى نظاما سياسيا جيدا وقويا، متماسكا، مبدعا".

الحالة الفلسطينية

وأضاف " الحالة الفلسطينية يمكن إعادة بنائها، فهي تحتاج لجهد وتفكير موجودين بالفعل، فالحلول موجودة بحيث تأتى بحركة حماس بالمحبة أو بالإكراه لكي يتم الاتفاق على صيغ وحدة وطنية ويمكن لمصر أن تساعد في ذلك، لكن لابد أن تكون جادا في هذا الطرح". وتابع " فإسرائيل لا تريد أن تعطينا شيئا، وجولدا مائير كانت قد قالت إن كبارهم يموتون وصغارهم ينسون، فليس هناك شيء اسمه مستحيل، فالوحدة الوطنية هي الأساس لتحقيق الشراكة السياسية مع القوى والفصائل كافة". وبين " أن أبو مازن هو الشخص رقم واحد الذى عليه أن ينفذ ذلك، فإذا لم ينفذ فالمبادرة الوطنية التي طرحتها هي البداية وهى الطريق لذلك، ولابد من وجود برنامج تنمية حقيقية وجدية، برنامج الحد الأدنى السياسي، فما هي الأسس التي يجب أن أتفاوض بها مع إسرائيل، هل اتفاق أوسلو صالح". وأردف "إسرائيل دمرت اتفاق أوسلو منذ 15 عاما، إذن لماذا أتمسك به أنا؟.. لذلك يجب أن تُقلب الطاولة بالعقل وبالعمل السياسى، فأنا لا أطالب بحمل رشاشات وأن نذهب للقتال فقط، لكنني أشير لضرورة امتلاكنا الأدوات التي نستطيع بها أن نجبر إسرائيل على أن تعيد النظر في سياساتها". وتسائل " لماذا يعطينا نتنياهو حقوقنا في ظل عدم رغبة أبو مازن في اندلاع انتفاضة أو العودة للمفاوضات، ولا يرغب في تظاهرات، ولا يريد الذهاب للأمم المتحدة، إضافة لعدم رغبته في مقاضاة إسرائيل في الجنائية الدولية".

المساعدات الخيرية لغزة

من جهة ثانية، قال القيادي المفصول من فتح إن المساعدات في قطاع غزة واجب وليس لها أي علاقة بالمماحكات السياسية، "لأن شعبنا مظلوم ومقهور ولا يقدم له مساعدة لا من سلطة عباس ولا من سلطة حماس فقد ترك لقدره، لذلك المساعدات إلى فئات وليس إلى حماس وتم توزيعها للجامعات ولمن استشهدوا ثم إلى 12 ألف جريح ثم إلى العائلات الفقيرة حيث كشوف الشؤون الاجتماعية ثم إلى عائلات فردية إلى إسر الشهداء الذين استشهدوا من أبناء فتح على أيدى حركة حماس". وأضاف" أنت لا تستطيع أن تقدم أي مساعدة لأبنائنا في قطاع غزة إلا بتوافق مع حماس وهذه كانت العقدة، لا تستطيع القيام بذلك إلا بالتفاهم معهم أو بقبول المبدأ لذلك شكلنا لجنة وطنية وإسلامية برئاسة فتح - لجنة التكافل الاجتماعى-  وتقوم بالتوزيع على الفئات". وأكد دحلان استعداده للقاء والحوار مع الجميع وتحديداً حركة حماس والجبهتين الشعبية والديمقراطية والجهاد الإسلامي لاقترابهم من هذا البرنامج، فأنا لا أدخل في تحالفات مع أحد ضد محمود عباس، فأبناء فتح كفيلون بأبو مازن ولا نحتاج لتحالفات.

مروان البرغوثي

وفيما يتعلق في القيادي الفتحاوي مروان البرغوثي، قال دحلان إنه يستحق أن يكون خارج السجن فورا، "فهو قائد، وضحى، وهو نموذج لجيل شاب تربينا معا حتي عمر العشرين، أما عدم الإفراج عنه فلا يوجد لدي تفسير له سوى أن أحدا لم يطلب الإفراج عنه". وأضاف أنه بخصوص الإفراج عنه، فهذا يُعتبر مسؤولية القيادة السياسية الفلسطينية وحماس، مشددا على أن "مروان البرغوثي لن يخرج من السجن إلا بصفقة سياسية أو صفقة تبادل، وتلك واجب أن يقوم بها محمود عباس". وأوضح أن مروان كان يقود الانتفاضة الثانية فى الضفة الغربية وكان هو عنوانها ورمزها، وكانت يده تحرك كل الأعمال وكان يعلم أن عليه دفع ثمن لذلك.

المصدر :