قال الرئيس محمود عباس، إنه قدم استقالته من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مع تسعة أو عشرة من أعضائها. وأكد خلال استقباله الصحفيين البولنديين المشاركين في المؤتمر العاشر للإعلام البولندي في الأراضي المقدسة، الأحد، أن اللجنة التنفيذية هي "حكومة دولة فلسطين وتمثل كل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج". وأضاف "نحن بحاجة إلى تفعيل اللجنة التنفيذية، لذلك قمت بتقديم استقالتي ومعي تسعة أو عشرة من اعضائها"، مشيرا إلى أنه سيعقد اجتماع للمجلس الوطني خلال شهر. وشكر الرئيس الوفد على عقد مؤتمر الإعلام البولندي في فلسطين، وقال: "الدعوة مفتوحة أمامكم لزيارة فلسطين في أي وقت ترغبون به". وأضاف إن "تجربة بولندا تشبه تجربتنا في الحرية والاستقلال، فأنتم ناضلتم 200 عام لتحصلوا على استقلالكم، وبالنهاية حصلتم عليه، لذلك نتمنى أن ننجح مثلكم وأن نقيم دولتنا المستقلة، وان نحصل على استقلالنا". وأشاد الرئيس عباس بالعلاقات التي تربط البلدين منذ عقود، مشيرا إلى وجود سفارة لدولة فلسطين في وارسو، مثمنا العلاقات الإنسانية والاجتماعية التي تربط الشعبين الصديقين. وشكر الوفد على تنظيم معرض حول السياحة في شهر نوفمبر المقبل لدعم السياحة الفلسطينية، مشيرا إلى أن هذا المعرض يشكل علامة أخرى على مدى الصداقة التي تربط البلدين والشعبين. واستذكر الرئيس عباس زيارته إلى حاضرة الفاتيكان قبل عدة أشهر لتطويب قديستين فلسطينيتين كاثوليكيتين، كذلك زيارة البابا فرنسيس إلى الأراضي المقدسة. وأشار إلى أن رفع علم دولة فلسطين في الفاتيكان خطوة لا سابق لها، بأن تعترف بفلسطين أهم دولة كاثوليكية يبلغ عدد رعاياها نحو ملياري كاثوليكي. وأعرب عن تقديره لزيارة السياح البولنديين للأراضي المقدسة، وتمنى أن تزداد هذه الاعداد رغم الاحتلال الذي يمنع بإجراءاته المؤمن من القدوم إلى الأراضي المقدسة وأداء واجباته الدينية. وتطرق سيادته إلى الممارسات الاحتلالية وجدار الفصل العنصري والمستوطنات المقامة على أرضنا، والقتل اليومي، وحرق أبناء شعبنا كما حصل مع عائلة دوابشة وعائلة ابو خضير. وتساءل: أين الانسانية التي يدعونها وهم يقتلون ويحرقون الأطفال أحياء؟. وشدد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الممارسات ضد شعبنا الأعزل، مؤكدا أنه رغم كل هذه الممارسات نقول لإسرائيل بأننا نريد السلام ويدنا ممدودة له على أساس قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي. وأكد أنه عندما يتوقف إسرائيل الاستيطان، "فإننا جاهزون للعودة إلى المفاوضات، سنقبل بما تعطينا اياه الشرعية الدولية، ولكن على إسرائيل أن لا تكون فوق القانون الدولي والشرعية الدولية وأن لا تغرد وحيدة خارج السرب". وجدد رفضه للعنف والإرهاب هنا وفي كل مكان، وقال "نحن طلاب سلام، لذلك نتوجه للعالم ليعترف بنا ويدعمنا، ونحن حصلنا على عضو مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونسعى للحصول على العضوية الكاملة في مجلس الأمن، لكن ايضا نريد هذا كله من خلال السلام". وأشار إلى أن هناك التزامات موقعة بين الجانبين منذ 20 عاما، مخاطبا الإسرائيليين: "تعالوا لنطبقها، وننفذ ما علينا وتنفذوا ما عليكم، فلغة الغرور والبلطجة لم تعد تصلح في هذا العالم". وأضاف: "لا يجوز أن يعاملونا كما تمت معاملتهم من قبل، نحن فقط نريد دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، والقدس الشرقية عاصمة لها، وأن تكون مفتوحة ليتمكن المؤمنون والسياح من زيارتها والتجول فيها بحرية ودون قيود".

المصدر :