احتفلت مصر الخميس بافتتاح قناة السويس الجديدة، وسط حضور زعماء عرب وأجانب يتقدمهم الرئيس محمود عباس والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، ورئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد توقيع وثيقة التشغيل الفعلي للقناة الجديدة والتي تمنح الإذن للسفن بالمرور فيها إن بلاده ستهزم الإرهاب، مضيفا "لم يكن العمل في ظروف طبيعية وما زالت هذه الظروف ونكافحها وسننتصر عليها" وتابع "مصر في هذا العام جابهت أخطر فكر إرهابي لو تمكن من الأرض لحرق الأرض." ويهدف السيسي من خلال مشروع القناة الجديدة، إلى تعزيز حكمه كرجل يسعى لتحقيق الاستقرار والرخاء لمصر، بالإضافة إلى تعزيز موقفه على الصعيد الدولي. وقال الرئيس المصري في الحفل إن افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة يمثل انطلاقة لمشروعات جديدة، مضيفا "ما افتتاح قناتنا اليوم إلا انطلاقة لمشروعات جديدة ولعل أكثرها اتصالا بإنجاز اليوم هو مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس حيث تم اعتماد المخطط العام للمشروع." وتابع "ستشرع الحكومة على الفور في تنفيذه بتنمية وتطوير منطقة شرق بورسعيد والتي ستشهد توسعة ميناء شرق بورسعيد وتطويره والاهتمام بالظهير الصناعي للميناء وكذلك تطوير البنية الأساسية للمنطقة وربطها مع المشروعات الأخرى الجاري تنفيذها وسيلي ذلك البدء مباشرة في تنمية مناطق الإسماعيلية والقنطرة والعين السخنة." وفي وقت سابق يوم الخميس قام السيسي وهو يرتدي بزته العسكرية بجوله في قناة السويس الجديدة، وبرفقته طفل يرتدي زي الجيش ويلوح بعلم مصر على متن يخت المحروسة، وهو أول سفينة تعبر قناة السويس الأم خلال حفل افتتاحها في نوفمبر تشرين الثاني 1869. وحلقت طائرات رافال فرنسية وطائرات إف-16 أمريكية تسلمتها مصر مؤخرا وطائرات هليكوبتر فوق القطع البحرية العسكرية التي رافقت يخت المحروسة أثناء جولة السيسي في القناة الجديدة. وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لأول سفينة تعبر المجرى الملاحي الجديد بعد توقيع السيسي على وثيقة التشغيل الفعلي للقناة وهي سفينة تابعة لشركة (سي.إم.إيه-سي.جي.إم). وذكر التلفزيون أن سفينة أخرى كانت تبحر في الاتجاه المقابل في القناة الأصلية في نفس الوقت. وأعلنت مصر الخميس أجازة رسمية وزينت القاهرة ومدن أخرى بالرايات فيما تتدلى الأنوار المبهرة على الجسور العابرة لنهر النيل وتنتشر اللافتات التي كتب عليها عبارات مثل (هدية مصر للعالم) و(من أم الدنيا لكل الدنيا). وأقيمت الخيام المخصصة للاحتفال في الإسماعيلية على الضفة الشرقية للقناة، فيما يطل تمثال ضخم لعامل كادح في القناة وهو يمسك بجاروف على المجرى الملاحي. كما وضع تمثال شاهق للإلهة الفرعونية إيزيس بجناحين محلقين بجوار القناة ووضعت خلفها أعلام لدول العالم. وكانت تعزف الموسيقى والأغاني الوطنية من قبل فرق الموسيقى العسكرية. وليخت المحروسة دلالة ورمزية تاريخة فهو اليخت الذي أقل الملك الراحل فاروق إلى منفاه الاختياري في إيطاليا بعد الإطاحة به على يد الجيش عام 1952. ويتضمن مشروع قناة السويس الجديدة إقامة مجرى ملاحي مواز لجزء من القناة الأم التي حفرت في القرن التاسع عشر وتربط بين البحرين المتوسط والأحمر، بالإضافة إلى تعميق وتوسيع أجزاء في القناة القديمة وهي أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا. ويوصف المشروع في مصر بأنه إنجاز وطني يضاهي قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس عام 1956 وبناء السد العالي في أسوان.

المصدر :