كشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس لأول مرة الثلاثاء، التفاصيل الكاملة للعملية النوعية التي نفذتها نخبة من عناصرها في موقع "16" العسكري شرق بيت حانون شمال قطاع غزة . وقالت إن هذه العملية الذي يصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى لها، قتل من خلالها 7 جنود إسرائيليين من بينهم مقدم برتبة (قائد كتيبة)، بعدما تم تنفيذ عملية إنزال خلف خطوطهم في الموقع العسكري. وأضافت كتائب القسام في بيان لها نشر على موقعها الالكتروني ، "مع بدء الاحتلال حربه على غزة بالقصف الجوي، كان مجاهدو القسام على أتم الاستعداد والجهوزية وبانتظار أوامر القيادة، في الوقت الذي استمرت فيه مراصد القسام بالعمل على رصد تحركات العدو وتحديداً على المناطق الحدودية من أجل تحديث المعلومات أولاً بأول". وتابعت "بتاريخ 20/07/2014، وصلت الأوامر من القيادة بأن العملية ستنفذ عبر النفق المعلوم والمجهز، وكان الاستشهاديون من وحدة النخبة القسامية والذين يبلغ عددهم اثنا عشر مجاهداً، على جهوزيةٍ تامةٍ، وكانوا يرتدون الزي المشابه لزي جيش العدو وغطاء الرأس، مما صعب على جنود الاحتلال التعرف على المجاهدين إلا بعد أن بدأوا بإطلاق النار". وأكدت أنه تم تجهيز المجاهدين بالأسلحة والقنابل اليدوية، بالإضافة لأجهزة اتصال للتواصل فيما بينهم، وتم تزويدهم بالأحزمة الناسفة والعبوات وقذائف التاندم، وبدأ المجاهدون. وأضافت "بالنزول إلى النفق بكامل عتادهم، والتقوا بالتكبير والتهليل والدعاء داخل النفق وقد بدت عليهم علامات الفرح والشغف للمواجهة والنيل من أعداء الله وملاقاة ربهم، كان ذلك بعد الإفطار وأداء صلاة العشاء من تلك الليلة". واتخذ مقاتلو كتائب القسام وفق البيان مواقعهم داخل النفق الذي يبلغ طوله 3000 متر، بعد السير لمسافةٍ طويلةٍ والوصول إلى الغرفة الأخيرة فيه والتي تبعد عن العين المقرر الخروج منها (200) متر، واستمر تواصلهم مع القيادة في داخل النفق بانتظار المعلومات والأوامر، حتى وصلت لهم المعلومات من القيادة بأن هدفهم سيكون "قوةً إسرائيلية من وحدة المشاة قوامها (300) جندي تقريباً، بدأت تتجمع في موقع 16 العسكري". وفي تلك الليلة وعند الساعة الثانية فجراً، أفادت المعلومات بأن القوة من وحدة المشاة، بدأت تتحرك باتجاه النفق الذي يخترق الحدود إلى موقع 16، وبشكلٍ مباشرٍ انقسم المجاهدون لمجموعتين تتكون كل منهما من ستة مجاهدين، بينما تواجد في النفق اثنين من المجاهدين من تخصص الهندسة، مهمتهم تفخيخ عين النفق لتفجيرها عقب العملية حال اكتشافها.

بدء التنفيذ

ووفق البيان فقد ووصلت الأوامر للمجاهدين من قائد العملية، بالبدء بفتح عين النفق والتنفيذ بعد صلاة الفجر مباشرةً، ومع بزوغ الفجر وفتح العين، بدأت المجموعة الأولى بالخروج على أن تتبعها المجموعة الثانية بربع ساعة تقريباً، وبالفعل خرجت المجموعة الأولى وأخذت بالتحرك لنصب كمينٍ للقوة الصهيونية ما بين الطريق الثالث والرابع، وبقيت على تواصل مستمر مع المجموعة الثانية والقيادة. وفي هذه الأثناء وصلت معلومات للمجاهدين من غرفة العمليات بأن القوة الصهيونية الكبيرة المتقدمة باتجاه النفق قد غيرت مسارها باتجاه آخر، وتوجهت نحو مدينة بيت حانون وأصبح من الصعب التعامل معها، فكان القرار بالانتقال للخطة البديلة وتنفيذ كمينٍ لدورية تسلك هذا الطريق.

القتل من مسافة قريبة

وتحرك الجيبان العسكريان من موقع "16" على الطريق الثالث فاتخذ المجاهدون مواقع هجوميةً، وفور وصول الدورية إلى الكمين أوقعوها بين فكي كماشة، فقام مقاتل الدروع في المجموعة الأولى. وباستهداف الجيب الأول، وبالفعل أصابت القذيفة الهدف بدقة ما أدى إلى تفحمه وقتل من بداخله، وعندها توقف الجيب الثاني وانقض المجاهدون عليه وأجهزوا على من بداخله من مسافةٍ قريبةٍ جداً، وعندها حاول أحد الجنود المصابين فتح باب الجيب والنزول منه، فكان المجاهدون له بالمرصاد وأردوه قتيلاً. وتقدم قائد المجموعة الأولى نحو الجيب وحاول أن يسحب أحد الجنود ولكنه وجدهم جميعاً قد قتلوا، فيما تمركزت المجموعة الثانية في مكانها بهدف إسناد المجموعة الأولى والتعامل مع أي قوة إسناد، وقد تكتم العدو على خسائره واكتفى بالاعتراف بـ 5 قتلى منهم مقدم برتبة (قائد كتيبة). في هذه الاثناء تحركت قوةٌ عسكريةٌ إسرائيلية، من قلبة "الباشا" إلى قلبة 16 المسيطرة على مكان العملية، وانتشرت طائرات الاستطلاع في المكان بكثافة، فاشتبكت المجموعة الأولى مع تلك القوة لمدة نصف ساعة، قبل أن يستشهد أفراده. وكان الأمر قد أعطي لأفراد المجموعة بالانسحاب بعد انكشافها لطائرات الاستطلاع، فنجح اثنان من المجاهدين في دخول عين النفق فيما تعرض باقي أفراد المجموعة للقصف ما أدى لاستشهادهم. وهنا أعطيت الأوامر لطاقم الهندسة لتفجير العين بعد اكتشافها حيث كانت مفخخة مسبقاً، وبالفعل تم تفجيرها، وفق ما قال بيان كتائب القسام.

المصدر :