حمل الطفل أحمد النبيه (13عاماً) بالونات حمراء بعدما لون وجهه بعلم فلسطين استعدادا للمشاركة بمسير العيد، برفقة العشرات من أطفال حي الشجاعية شرق مدينة غزة، غير آبهين بحجم الدمار المحيط بهم. ويرفع النبيه ورفاقه خلال المسير الذي نظمه مسجد الدار قطني بإشراف مركز الفرقان لتحفيظ القرآن الكريم لافتات ترحب بزيارة الغزيين لحي الشجاعية المدمر الذي وقعت فيه مجزرة بشعة خلال العدوان الأخير على القطاع الساحلي المحاصر. وما إن بدأت الأناشيد تصدح من مبكرات سيارات الإذاعة حتى شرع الأطفال بإطلاق البالونات في الهواء، لإرسال الرسالة للاحتلال الإسرائيلي الذي حرمهم من فرحة عيد الفطر. وبدأ المهرجون بالرقص وعمل حركاتهم المضحكة للأطفال أمام المسجد استعداداً لتحرك المسير ليجوب شوارع المنطقة ولمشاركة باقي أطفال الحي فرحتهم وضحكاتهم. ويقول البنية لـ الوطنيـة : " شاركت أهالي الحي وأصدقائي هذه المسير من أجل الاحتفال بالعيد وإدخال الفرحة على قلوب الأطفال الذين عانوا كثيراً خلال العدوان الإسرائيلي الأخير". ويضيف النبيه "هذه المسيرة رسالة واضحة لدول العربية والاحتلال الإسرائيلي بأن غزة بداخلها أطفال تحب الحياة كباقي أطفال العالم لا يختلفون بشي". ويتابع بعد أن وشح نفسه بعلم فلسطين "يجب على جميع المساجد عمل مسيرات للأطفال في الحي لكسب العيد وإدخال السرور والفرح على قلوبهم بعد الهجمة الصهيونية بحقهم". من جانبها، تقف الطفلة نور بلبل وبيدها لافتة تدعو أطفال الحي والمارة للمشاركة في مسير العيد، معتبرة العيد معهم أحلى لأنه يدخلهم بعالم الضحكات ونسيان ليالي العدوان. وتؤكد بلبل لـ"الوطنيـة" أن صديقاتها يحبون ثاني أيام العيد بسبب المسير الذي ينظمه المسجد بمشاركة العشرات من أهالي وأطفال الحي، مشيرة إلى أنها تشعر بالفرحة في هذا المسير. وجابت المسيرة شوارع المنطقة مع فرقة بهلوانية تشارك الأطفال وتشجعهم على اللعب وتضحكهم بحركاتهم الساخرة وكلمات مازحة. وترى بلبل أن الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يعرف أن أطفال غزة يحبون السلام ويحبون أرضهم ووطنهم ومقاومتهم الباسلة التي حمتهم ودافعت عنهم تحت القصف والدمار. بدوره، قال مدير مركز الفرقان لتحفيظ القرآن الكريم رمزي السويركي إن: "المسير هدفه إدخال البهجة والسرور والفرحة إلى قلوب الأطفال في الحي، والعمل بكافة الوسائل وبالجهد الدؤوب من أجل التخفيف عما شاهدوه في الحرب الأخيرة". وطالب السويركي لكسب عطلة أيام العيد لصالح الأطفال وعمل مسيرات واحتفالات ترفيه لهم لكسب ثقة الأطفال من جديد وتعزيز الثقة النفسية لديهم. ويرى مدير المركز بأن الرسالة من المسير واضحة جداً للاحتلال الإسرائيلي ومفادها بأن أطفال القطاع يعشقون الحياة بسلام وحب وفرحة كباقي أطفال دول العالم.

المصدر :