طالب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان النيابة العامة بالتحقيق للوقوف على الأسباب التي دفعت قوات الشرطة لإطلاق النار على المواطنين والتأكد من أنها اتخذت كافة التدابير اللازمة قبل استخدام الرصاص الحي الذي أودى بحياة المواطن عابدين، وإعلان نتائج التحقيقات على الملأ. واعرب المركز في بيان وصل الوطنيـة نسخة عنه الخميس، عن قلقه البالغ إزاء مقتل المواطن محمد عابدين، وإصابة اثنين آخرين في خان يونس، على أيدي أفراد الشرطة الفلسطينية خلال اشتباكات وقعت بين الشرطة ومواطنين غاضبين على مقتل قريب خلال شجار عائلي. ودعا الأجهزة الأمنية في غزة بالالتزام الصارم  بحدود الدفاع الشرعي عن النفس عند استخدام الأسلحة النارية بما يتوافق مع المعايير الدولية لاستخدامها. واستنكر المركز تدخل أفراد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في الأحداث، مؤكدةً أن الشرطة الفلسطينية هي الجهة الوحيدة المخولة بإنفاذ القانون وفرض النظام العام وفق القانون. واستناداً لتحقيقات المركز، في حوالي الساعة 2:00 مساء يوم الأربعاء الموافق 8 يوليو 2015، وفي أعقاب تشييع جثمان المواطن فايق علي محمد البيوك، 21 عاماً، الذي قتل الثلاثاء الماضي  بآلة حادة على يد شخص مضطرب عقلياً في خان يونس، توجه العشرات من المشيعين إلى منزلين لعائلة المتهم بالقتل. وأوضح المركز أن  عدد من المواطنين الغاضبين قاموا برشق المنزل بالحجارة ومحاولة الاعتداء عليه، وحدثت احتكاكات مع قوات حفظ النظام والتدخل التابعة للشرطة التي انتشرت في المنطقة، وعملت على منع المواطنين من الاعتداء على المنزلين وحاولت تفريقهم من المكان. وتابع المركز سرعان ما تطورت الأحداث إلى مناوشات واشتباكات بين الجانبين استخدمت فيها الحجارة بما في ذلك إلقاء حجارة من أسطح المنازل، وكذلك الزجاجات الفارغة، والهراوات والأعيرة النارية. وأكد أن أفراد من الشرطة قامت بالرد بإطلاق النار، مما أسفر عن مقتل المواطن محمد خميس حافظ عابدين، 36 عاماً، بعد إصابته بعيار ناري اخترق عينه اليسرى، ونفد من مؤخرة الرأس، خلال تواجده داخل محل تجاري بمنطقة الأحداث حيث كانت أبواب المحل مغلقة بسبب سخونة المواجهات في الخارج، واخترق عيار ناري الباب الحديدي المغلق. كما أصيب جراء إطلاق النار اثنان من عائلة البيوك، خلال تواجدهما في منطقة الأحداث، وهما: محمد حسني محمد البيوك"28 عاماً"، وأصيب بعيار ناري في ظهره، وعمر حسونة موسى البيوك"25 عاماً" وأصيب بعيار ناري في ساقه، بالاضافة إلى أصابة تسعة من أفراد الشرطة بجروح ورضوض جراء الرشق بالحجارة. وقال المركز إنه عقب الإعلان عن مقتل عابدين سادت حالة من الغضب، وتجمع عشرات المواطنين وحدث المزيد من رشق الحجارة والمواجهات مع الشرطة، ثم شهدت المنطقة انتشاراً مكثفاً لقوات الشرطة وكذلك أفراد من كتائب القسام، قبل أن تتم تهدئة الأمور. وفي السياق ذاته، قال نبيل خميس عابدين، شقيق القتيل "إن قوات من الشرطة و كتائب القسام، داهمت منزل شقيقه بينما كان عدد من أفراد العائلة يتواجدون أمامه، وقامت بالاعتداء على الموجودين في المكان بمن فيهم زوجته التي أصيبت بكسر في يدها اليسرى وشقيقته التي أصيبت بجرح في رأسها". من جهتة أخرى، قال مكتب مدير الشرطة في خان يونس إن حوالي 200 مواطن هاجموا  عقب تشييع المغدور فايق البيوك-، منزلين لعائلة المتهم بالقتل، واعتدوا على قوات الشرطة المنتشرة في المكان التي حاولت منعهم من ذلك. وأضاف أن الشرطة تعرضت للرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة، وأنها تدرجت في استخدام القوة لتفريق المواطنين ومنعهم من تنفيذ الاعتداءات، وصولاً لإطلاق النار في الهواء. وتابع في أعقاب ذلك تبين مقتل المواطن محمد خميس حافظ عابدين، بعد إصابته بعيار ناري في الجهة اليسرى من الرأس بينما كان يتواجد في محل تجاري بالمنطقة، فيما أصيب اثنان من عائلة البيوك بأعيرة نارية، وتسعة من أفراد الشرطة بجروح جراء الرشق بالحجارة. وأكد مدير الشرطة أنه تم فتح تحقيق في مجمل الأحداث وضمنها ملابسات مقتل المواطن عابدين.

المصدر :