أكد الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطالله أن أزمة مالية لدى حركة الجهاد الإسلامي بدأت تتفاقم منذ عدة أشهر بسبب ما أسماه انحسار الدعم الإيراني عن الحركة. واعتقد عطا الله في مقال نشره الاثنين أن سبب الانحسار يعود لزيادة أحمال إيران في الإقليم " فهي تخوض حرب استنزاف في سوريا وخصوم أصدقائها هناك يدفعون بالمليارات للقوى التي يدعمونها، وفي اليمن فتحت نفس القوى المعادية لها حرباً جديدة ضد أصدقائها ما اضطر إيران للدفع بالمقابل". وأكد أن إيران خففت الإنفاق على حركة الجهاد، " لكن كل من يتفهم الصراع في الإقليم وحجم وقوة القوى الداعمة للمحور المعادي لطهران مالياً لا يمكن أن يفهم أن تكون فلسطين هي ضحية هذا الصراع بالنسبة لإيران". وأضاف " صحيح أن خسارة الجهاد الإسلامي كبيرة لكن خسارة إيران إن استمر وقف الدعم أكبر، فإذا كان هناك محوران في الإقليم أحدهما تقوده إيران والآخر يقوده الخليج فإن كثير من الفلسطينيين منقسمون في موقفهم قسم منهم حتى بين المثقفين مؤيدون للموقف الإيراني لأنها الوحيدة التي تعلن أن لديها مشروع لمقارعة (إسرائيل) وأحد تجليات هذا المشروع تظهر في إسنادها لحركة الجهاد". وشدد عطالله على أن دعم إيران للقوى الفلسطينية كقوى سنية يزيل عنها بلا شك تهمة التيار المذهبي، " فإن توقف هذا الدعم تصبح إيران متهمة كمشروع مذهبي وتصبح التهمة كبيرة خاصة أنها تتعلق بفلسطين". وتابع " سؤال الدعم يفتح على سؤال كبير بالنسبة للفلسطينيين الذين اعتمدوا على الخارج إلى الدرجة التي أصبحت فيها الحالة الفلسطينية رهينة أي تغير أو موقف أو قوة الداعم أو اهتماماته حدث مع حركة حماس ويحدث دوماً مع السلطة أما الجهاد فالقصة مختلفة على إيران أن تقدم الإجابة". وبين أنه إذا فعلت إيران ذلك يعني سقوط كل الشعارات التي رفعتها منذ الثورة حول فلسطين ومشروع التحرير فالقدس ليست عدن وليست الرقة أيضاً، " بل هي التي وضعها الإمام الراحل أمانة في أعناق الورثة وجعل لها يوماً خاصاً أصبح جزء من ثقافة الشعب الإيراني، وإن فعلت ذلك فإن هذا مدعاة لسؤال كبير عن المصداقية الإيرانية تجاه فلسطين". وتحدث عطالله أن حركة الجهاد اعتمدت اعتماداً كلياً على إيران، " وحال ذلك دون إنشاء مؤسسات اقتصادية تضمن تمويلها وهذا خطأ الفلسطينيين جميعهم الذين أصبحوا رهائن الدعم الخارجي سواء الجهاد أو حماس أو حتى السلطة". وأضاف " وقد نمت وترعرت حركة الجهاد تحت الظلال الإيرانية، ولم تفكر سوى بالفعل الوطني طالما أن المال يتم تأمينه فأن ينحسر هذا المال فجأة هذا يعني قطع شريان الحياة عنها فهل يجوز ذلك لإيران والآن بالذات".  

المصدر :