يحلم الجميع بأن يعيش لأطول فترة ممكنة، وبما أنه لم يعثر بعد على "إكسير الحياة"، فيتوجب البحث عن وسائل عملية بديلة للعيش عمرا مديدا وسعيدا.
بطبيعة الحال لا يريد أحد أن يضيف إلى عمره سنوات عديدة مصحوبة بالأمراض والمعاناة، الأمر الذي وصفه بطريقة دقيقة الشاعر الجاهلي الحكيم زهير بن أبي سلمى في بيت يقول:
إذا المطلب ليس فقط العيش أطول فترة من العمر، بل ومن دون أمراض متراكمة وآلام وبنشاط وتوقد ذهني. لا أحد يريد أن يبقى حيا طويلا بدهن مشوش أو ضعف عقلي، فما الحل؟
العلماء والخبراء في هذا المجال يؤكدون أن إمكانية عيش الإنسان حاليا ما بين 90 إلى 100 عام ممكن، لكنه يتطلب حرصا والتزاما بنمط حياة صحي ومتوازن، ما يضمن متسعا من العمر لا ينقصه النشاط ولا تثقله المتاعب.
النصيحة الأولى:
يمكن أن يصبح الإجهاد قاتلا "صامتا"، وقد يتسبب في أمراض أمراض القلب والالتهابات في مختلف أعضاء الجسم، وقد تتحول مثل هذه المشاكل الصحية المؤقتة إلى مزمنة، بما في ذلك الربو والسكري والاكتئاب.
لهذا السبب يتزايد اهتمام الأطباء بعلم النفس الجسدي، وهو مجال دراسة تأثير الإجهاد على الأمراض الجسدية، فيما تظهر من الأدلة على صحة العبارة القائلة إن "جميع الأمراض تأتي من الأعصاب"، ولذلك يتوجب على من يرغب في العيش طويلا أن يراقب نفسه وأن يكون حريصا وألا يترك الإجهاد يعطل حياته المعتادة، ويتحاشى كل ما يدفعه إلى التوتر والانزعاج، وهذا أمر يحتاج إلى إرادة وقدرة على إيجاد المخرج في مثل هذه الحالات.
النصيحة الثانية:
كل جيدا، ولكن لا تنس أن المرء حين يكون صغيرا في السن يمكنه أن يكون حرا في نظامه الغذائي، أما حين يتقدم في العمر فبعض الخيارات الغذائية يكون لها تأثير سلبي، وعليك التأكيد من أنك تأكل بشكل صحيح. فما العمل؟
يقول الخبراء ببساطة، ما عليك إلا التزم بتناول الأطعمة الطبيعية والطازجة وغير المصنعة. لن تكون مخطئا أبدا إذا حرصت على تناول الفواكه والخضروات الطازجة واللحوم الخالية من الدهون ومنتجات الحبوب الكاملة والدهون الصحية والحلويات من دون إفراط. إذا التزمت بذلك في منتصف العمر فستدخل الشيخوخة بموفور من الصحة!
النصيحة الثالثة:
على أصحاب مثل هذه العادة الضارة، الإقلاع عن التدخين من دون تردد أو بدائل. تذكر دائما أن أكثر من خمسة ملايين مدخن يموت في كل عام في جميع أنحاء العالم بسبب مضاعفات الإدمان على التدخين، كما يموت 600 ألف شخص آخرين من غير المدخنين، بأثار التدخين السلبي!
تدخين السجائر بما في ذلك الإلكترونية التي توصف "دعاية" بأنها أقل ضررا، يدمر الشعب الهوائية والرئتين، ويسمم الجسم، ويفسد الأوعية الدموية ويقلل من متوسط العمر المتوقع، وهذا أمر يؤكده العلماء تماما، وذلك يعني أن كل سيجارة تتخلى عنها تضيف دقائق إلى عمرك، فما بلك إذا امتنعت تماما عن هذه العادة المميتة!
النصيحة الرابعة:
نم جيدا واحصل على قسط كاف من الراحة. النوم ضروري وتتباين حاجات الأشخاص له، لكنه ضروري وبدون نوم عالي الجودة، يمكن أن يمرض الجسم ويعتل.
حاول أن تنام ما بين 7 إلى 8 ساعات يوميا واستيقظ دائما في نفس الوقت كل يوم للحفاظ على دورة نوم كاملة، وهي تلك التي تعتمد على ساعتك البيولوجية.
في حال عانيت من أرق مزمن، ولم يتم حل هذه المشكلة بالطرق المعتادة الذاتية، فيتوجب استشارة الطبيب في أقرب وقت ممكن.
النصيحة الخامسة:
هذه النصيحة موجهة لمن يتعاطى الكحول، وهي تؤكد على ضرورة التخلي عن "المشروبات الروحية" بقدر الإمكان، على الرغم من أن معظم الأطباء على يقين من عدم وجود جرعات آمنة من الكحول.
النصيحة السادسة:
هذه النصيحة تحث على ضرورة "تحميل" وتحريك الجسم والدماغ بنشاط وبانتظام، وهي تدعو إلى الحرص على أن يبقى عقل المرء نشطا مثل جسمه. هذا مفيد لكل من يرغب في عدم الإصابة بالخرف مع التقدم في العمر، لذا على كل شخص محاولة اكتساب مهارات جديدة، وتعلم الجديد مثل اتقان لغات أجنبية وبرامج الكمبيوتر وما شابه. كل ذلك يساعد على صفاء ومرونة الملكات العقلية لفترة طويلة.
النصيحة السابعة:
الانخراط في الحياة الاجتماعية والارتباط بعلاقات عائلية وثيقة وبعلاقات صداقة منتظمة يدعم الحالة النفسية، ولذلك يقول العلماء إن الأشخاص الاجتماعيين النشطين يعيشون أطول من أولئك الذين يفضلون الانعزال. على الجميع أن يتذكر في هذا الشأن أن السعداء هم الأكثر حظا والأطول عمرا، ويرجع ذلك إلى إفراز هرمونات المتعة "الإندورفين" في الجسم.
النصيحة الثامنة:
تمسك بالتفاؤل. التفاؤل هو أفضل وسيلة واستراتيجية للحياة، فهو يزيد من شعور الرفاهية طوال الوقت، ويعطي دافعا للمضي بقوة والعمل بنشاط أكبر.
كل هذه النصائح مرتبطة بالشخص وبمدى قدرته على التحكم في رغباته ومقاومة المغريات الضارة. لكن إذا أردنا العيش بنشاط أطول فترة من العمر، فعلينا أن نزيل عن أكتافنا "أثقال الحياة" التي نجرها من دون سبب، وأن نتخلص من "الكآبة" ومن أي عادات "سيئة" إذا وجدت!
المصدر : وكالات