أكد وليد عمار، استشاري جراحة القلب والشرايين، أن البكاء في حد ذاته يُعد تفريغاً لشحنة الحزن السلبية داخل الإنسان، مما يجعله مفيداً وليس ضاراً، ولكن الضرر الحقيقي يكون عندما يعبِّر هذا البكاء عن الحزن الشديد أو الصدمة أو فقد شخص عزيز.
وأوضح عمار خلال تصريحات صحفية، أن تفريغ المشاعر السلبية مفيدًا بشكل كبير للقلب، إذ يعمل على تقليل تأثير هذه المشاعر وبالتالي عدم تعريض الجسم للآثار الجانبية الخطيرة.
وأشار إلى أن البكاء الناتج عن الحزن الشديد قبل النوم يؤدي إلى عدم حصول الجسم على عدد ساعات النوم الكافية أو الإصابة بالأرق، وهو ما يؤثر على صحة القلب وجميع وظائف الجسم الحيوية.
وأضاف أن الحزن الشديد يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة القلب المكسور، وهي متلازمة تتشابه أعراضها مع أعراض الجلطة القلبية، حيث يعاني المريض من آلام شديدة في القلب وصعوبة في التنفس، ويُظهر جهاز رسم القلب وأشعة الموجات الصوتية وجود تغييرات خطيرة في عضلة القلب، ولكن عند وضع المريض على جهاز القسطرة يلاحظ الأطباء عدم وجود أي انسداد في شرايين القلب التاجية، وهو العارض الذي يُميز جلطة القلب، لذلك لا تُصنّف الحالة بجلطة في القلب، ولكن يُطلق عليها "متلازمة القلب المكسور".
وتنتج متلازمة القلب المكسور عن الحزن الشديد أو الضغوط أو الإنفعالات الشديدة سواء تضمنت البكاء أو الغضب، والنساء أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القلب المكسور مقارنة بالرجال، وعادة ما يلجأ الأطباء إلى علاجها باستخدام أدوية لعضلة القلب.
وقال الدكتور: "هناك بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بجلطة القلب، وقد يعانون من مضاعفات خطيرة بالقلب نتيجة الحزن الشديد أو التعرض للصدمات، وهم الأشخاص المصابون بمرض السكري أو ارتفاع الكوليسترول أو المدخنون أو الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم، فقد يكون الحزن في حالتهم خطيراً؛ على سبيل المثال، قد يُصاب مريض السكري بجلطة في القلب نتيجة مروره بتجربة قاسية أو ضغوط نفسية شديدة، لأن الحزن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب مما ينتج عنه مضاعفات خطيرة".
وتابع: "ولكن إذا كان الإنسان حريصًا على تجنّب وعلاج عوامل الخطر واتباع نمط حياة صحي فقد لا تؤدي الضغوط النفسية أو فترات الحزن الشديد والانفعالات التي تمر عليه إلى الإصابة بمضاعفات في القلب".
المصدر : وكالات