أكدت أخصائية التوعية والإعلام الصحي الدكتورة الصيدلانية روان عبد السلام أن زيادة التدخين بعد الإفطار في شهر رمضان يسبب حرقة المعدة أثناء الصيام.
وأضافت أن من الأسباب المهمة التي تسبب حرقة المعدة في الصيام، هي زيادة التدخين بعد الإفطار، حيث يفتقد المدخنون التدخين فترة الصيام والتي تمتد لساعات طويلة خصوصا في فترة الصيف، كما أن التدخين الكثير يحفز ارتخاء الصمام بين المريء والمعدة ويحفز حدوث الحموضة.
وبينت أن هناك شكاوى كثيرة من صائمين بخصوص معاناتهم من حرقة المعدة، بسبب العادات الغذائية الخاطئة المتبعة، منها تناول الوجبات المليئة بالدهون، حيث تحتاج الدهون إلى مدة طويلة ليتم هضمها، مما يساعد في تحفيز الارتجاع المريئي والشعور بالحرقة والحموضة، ويزداد الأمر سوءا مع إضافة التوابل الكثيرة إلى الأطعمة المختلفة.
كما أن الحلويات الشرقية التي تحتوي على نسب عالية من الزيوت والسمن الحيواني أو النباتي وفق عبد السلام، والتي يتم تناولها بكثرة خلال الشهر الكريم، تعتبر أحد أسباب حرقة المعدة، إذ تحفز الزيوت أو مشتقات الألبان أو المكونات المليئة بالدسم فيها، من إفراز الحمض في المعدة وحدوث ألم المعدة والحرقة سواء بعد الإفطار أو السحور أو في الوقت الموجود بينهما.
وفيما يتعلق بالخمول والنوم بعد الإفطار، أشارت إلى أنها من أهم العادات السيئة التي تعد سبب حموضة المعدة في رمضان، مما يسبب تحفيز ارتخاء الصمام بين المعدة والمريء، فيؤدي ذلك إلى ارتجاع الأحماض التي تفرزها المعدة إلى المريء ويزيد من ألم المعدة بعد الأكل، كذلك تناول كميات كبيرة من الطعام في الفطور والسحور، خاصة تناول الأكل الدهني، وتحضير العصائر الحمضية وشرب القهوة بشكل كبير.
ومن أهم اسباب حموضة المعدة بعد السحور، أوضحت عبد السلام انها زيادة الضغط على جدرانها، مما يؤدي إلى ارتجاع الأحماض والعصارة المعوية التي تفرزها المعدة لإتمام عملية الهضم إلى المريء ومن هنا تحدث الحموضة في المعدة، ناهيك عن ان تناول كميات كبيرة من الطعام عند وقت الإفطار، يؤدي إلى زيادة الوقت اللازم لإتمام عملية هضم الطعام، مما يسبب ألم المعدة بعد الأكل لمدة طويلة.
أما شرب القهوة التي تحتوي على الكافيين بكميات كبيرة على نحو متتالٍ وفي وقت قصير، فاعتبرت عبد السلام انها من أهم العوامل التي تربط ما بين السحور وحرقة المعدة في رمضان، بالإضافة لتحضير العصائر الحمضية، حيث يسبب تناولها بكميات كبيرة إلى إنتاج حمض المعدة بعد تناولها خلال الإفطار أو السحور، منها عصير الليمون والنعنع، المشروبات الغازية، عصير التمر الهندي، وعصير التوت.
ودعت عبد السلام الى الابتعاد عن الأطعمة التي تؤدي إلى ارتخاء العضلة العاصرة للمريء السفلية حتى لا تسبب رقة المعدة، ومنها الأطعمة المقلية أو الدهنية، وكذلك اللحوم عالية الدهون، والصلصات الكريمية، ومنتجات الألبان كاملة الدسم، الشوكولاتة، والنعناع، والمشروبات المحتوية على الكافيين. وبخصوص الانقطاع عن أدوية المعدة، بينت ان كثيراً من المرضى وخاصة كبار السن قبل بدء الشهر الفضيل، اعتادوا على تناول علاجات وحبوب حرقة المعدة الخاصة بهم بأوقات محددة، مثل الصباح الباكر أو بعد الاستيقاظ قبل تناول وجبة الإفطار وقبل أخذ أي أدوية أخرى، ولكن عند بدء الشهر الفضيل، فقد يصيب المرضى لبس حيال وقت تناول الأدوية الخاصة بهم، مما يسبب عدم تناولهم للأدوية المضادة للحموضة، مثل أدوية مثبطات مضخة البروتون لعلاج الحرقة والحموضة.
وتابعت: الانقطاع عن الأدوية المضادة للحموضة أو تناولها في وقت غير صحيح، يعد أحد أسباب حرقة المعدة في رمضان، وخاصة عند كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والذين يتناولون أدوية عديدة، مثل المسكنات القوية للألم، والتي قد تسبب حرقة في المعدة كأحد أعراضها الجانبية.
ولتجنب مشكلة حرقة المعدة، نصحت عبد السلام بتناول وجبة إفطار صغيرة، والابتعاد عن الدهون والمقالي، وتجنب تناول الطعام قبل النوم، و بدلاً من تناول وجبة إفطار كبيرة مرة واحدة، يمكن تقسيم الطعام إلى وجبات صغيرة، مثلا الإفطار على تمر وماء، ثم أداء صلاة المغرب، ثم تناول صحن صغير من الطبق الرئيسي، ثم الجلوس مع العائلة وأداء التراويح، ثم تناول كمية قلية من الطعام أو الحلويات بعد التراويح.
ونادت بتناول الوجبات قليلة الدسم والغنية بالبروتينات، مثل اللحوم الخالية من الدهون التي يسهل هضمها، والحرص على أن تكون المعدة خالية تماما عند الخلود للنوم، كما يجب تجنب ارتداء الملابس الضيقة والتوتر و الضغط العصبي، وممارسة الرياضة.
المصدر : وكالات