عيد الفصح اليهودي هو عيد رئيسي يهودي مذكور في التوراة، ويحتفل به في ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر هربا من فرعون بقيادة النبي موسى عليه السلام، وتعني كلمة (بيسح) العبور بالعربية.
ويبدأ عيد الفصح اليهودي في الخامس عشر من نيسان (أبريل) ويستمر لمدة أسبوع، لكن ذروة عيد الفصح في منتصف شهر نيسان اليهودي، أي عند اكتمال القمر الأول بعد الاعتدال الربيعي (20 أو 21 مارس)، وهو ما يصادف منتصف شهر رمضان المبارك ويتم فيه تقديم القرابين، والتي يحاول المتطرفون ذبحها في المسجد الأقصى.
المظاهر والطقوس
يصوم اليهود اختياريا اليوم الذي يسبق عيد الفصح، وتسمى عشية العيد باسم ليلة المنهاج (ليل هسيدر).
يمتنع اليهود فيه عن أكل الخبز أو أي طعام مصنوع من الخبز المختمر، ويكتفون بتناول فطيرة "ماتساه"، كرمز لاستعجال اليهود بالخروج من مصر وعدم انتظار انتفاخ العجين.
تشرب 4 كؤوس من الخمر خلال قراءة نصوص كتاب "الهجداه"، وهو من أكثر الكتب التقليدية انتشارا عند اليهود.
"الفصح" أحد مواسم الحج عند اليهود
بحسب كتاب موسوعة اليهود واليهوديّة والصهيونيّة للدكتور عبد الوهاب المسيري، يُطلق على "الفصح" لفظ "بيساح" في اللغة العبرية، ويأتي في معنى العبور، وتكمن أهميته بأنه أول أعياد الحج اليهوديّة، وهو العيد الذي يحتفل فيه اليهود بذكرى نجاة "شعب يسرائيل من العبودية في مصر ورحيلهم عنها". يحتفل فيه اليهود ما بين 15 و21 نيسان/إبريل بالتقويم العبري . وتُعد طقوس الاحتفال بالعيد كثيرة ومعقدة، إذ تستمر الاحتفالات فيه سبعة أيام متتالية، من بينها أربعة أيام يتناول فيها اليهود خبز الفطير الخالي من الخميرة والملح .
وبحسب المصادر العبرية يُعد ذبح "القربان" واحدًا من أبرز طقوس هذا العيد، إذ كانوا يقومون بالذبح على نطاق الأسرة، كما كان الكهنة يقومون بذلك، ويسكبون دماء القرابين – بحسب المصادر اليهوديّة- على قاعدة "المذبح" في "المعبد" ، و"القربان" إما أن يكون حملًا أو شاةً أو جديًا من الماعز ، يتم ذبحه مساء الرابع عشر من نيسان في الليلة السابقة لأول أيام "الفصح"، ثم يقومون بشوائه على النار، ويأكلونه مع فطير وأعشاب مرة، ويمنع غير اليهود من أكل أي جزءٍ منه .
وتدّعي المصادر اليهوديّة بأن "المذبح" يقع في صحن مصلى قبة الصخرة داخل المسجد الأقصى المبارك، في الفضاء المفتوح بين قبة السلسلة والدرجات المؤدية إلى صحن المصلى . وإلى جانب هذا الموقع ترى "السنهدرين" الجديد أن موقع المذبح عند قبة السلسلة، ففي كلمة ألقاها الحاخام يهودا كروزر أثناء اقتحام المسجد الأقصى في 4/4/2022، تناولت تقديم "القربان" داخل الأقصى قال فيها: "كل شيء جاهز لتقديم ذبيحة الفصح في جبل المعبد وفي الوقت المحدد، هنا مكان المذبح (مشيرًا إلى قبة السلسلة) وهناك خِراف بلا عيوب وكهنة جاهزون وملابسهم جاهزة، ينقصنا فقط تغيير الوعي وأن نخطو الخطوة الأولى" .
"قربان الفصح" طقسٌ يهودي
تضع المنظمات المتطرفة قضية تقديم "القربان" داخل المسجد الأقصى نصب عينيها منذ سنواتٍ طويلة، إذ تعمل على الاقتراب من المسجد الأقصى، وتتدرب على تقديمه قبيل حلول "الفصح" سنويًا، وفي عام 2022 شهدت قضية تقديم "القربان" تفاعلًا كبيرًا، إن في وسائل الإعلام، أو من خلال تصريحات الفصائل والأطراف المعنية بالشأن الفلسطيني، ومن الجدير التأكيد أن إفشال إدخال القرابين إلى المسجد الأقصى ليس هو ذروة مواجهة الاعتداءات في "الفصح العبري" بل هو باكورته، إذ أن مخاطر الاقتحامات وما تتضمنه من أداء للطقوس اليهوديّة العلنية ماثلة، وقد تحولت في السنوات الماضية إلى واحدة من أبرز استراتيجيات الاحتلال، ونسقًا مستمرًا من التصعيد، ما يعني أن عدم قدرة منظمات الاحتلال المتطرفة على إدخال "القربان"، فرصة لبذل المزيد من الجهد لمنع اقتحامات الأقصى بشكلٍ كامل.
المصدر : وكالات