الخشوع والتركيز في الصلاة من أكثر الأمور التي يحرص كل مسلم على الالتزام بها، كي تقبل صلاته، فتراه يجاهد نفسه على الالتزام بذلك، مبتعداً عن التفكير في أمور الدنيا وهمومها أثناء الصلاة.
وحول "حكم التفكير في أمور الدنيا وهمومها أثناء الصلاة"، أجاب الشيخ حازم جلال، إمام مسجد عمرو بن العاص وأحد علماء الأوقاف، قائلاً: "طالما أنك مدرك ومحافظة على تكبيرة الإحرام وقراءة فاتحة الكتاب وأركان الصلاة فصلاتك صحيحة ولا شيء فيها"، لافتاً إلى أن الخشوع والتركيز في الصلاة من الأوامر التي يجاهد في تحقيقها الكثير.
وقال الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن التفكير أثناء الصلاة؛ يأتي بسبب الشيطان وهموم الدنيا، وعلى الإنسان أن يستعيذ بالله ويعود لصلاته ويحاول الاستحضار للصلاة بكل أفعالها حتى تكون صحيحة، موضحاً أن صلاته صحيحة حتى لو فكر أو سرح فيها.
وأشار شلبي إلى أن هناك خلافًا وفرقًا كبيرًا بين من يستحضر عظمة الله في صلاته ويراقب حال قلبه وهو في مواجهة الله في الصلاة وبين من ينشغل بالدنيا وبأمور الحياة ولا يستطيع الخروج عنها.
وتابع: "قال الله في كتابه الكريم {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} أي أن المسلم في صلاته مطالب أن يكون خاضعا خاشعا قانتا ويصرف عن قلبه الدنيا ولا يتفكر فيها".
وبيّن أن رفع الصوت أثناء الصلاة، والنظر مكان السجود، هو حل لمشكلة السهو كثيرا في الصلاة، وسيتركك الشيطان.
فيما أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على سؤال "ترادوني أفكار أثناء الصلاة تجعلني أسهو وتلهيني عنها؟"، قائلاً: إن على المُصلي أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في حال راودته الوساوس الشيطانية، ويكمل صلاته، ولا يلتفت لمثل هذه الوسوسة.
وأشار وسام إلى أنه لو كانت هذه الوسوسة من الشيطان وليست حديث نفس، فإنها ستزول مباشرة بمجرد الاستعاذة بالله ، منوهاً إلى أنه إذا كانت الوسوسة حديث نفس فستظل تراود المصلي عن صلاته، لذا على الإنسان أن يعود نفسه على الانشغال بما يتلو من قرآن وذكر في الصلاة.
وأضاف، كما يجب ان يستعين على ذلك بالتركيز وتقطيع الآيات والوقوف عند رأس كل آية، وكذلك في التسبيح بالركوع والسجود، فهذا يساعد على الخشوع، وأيضًا عدم الدخول في الصلاة وقلبه منشغل بأمر من أمور الدنيا".
وأجاب الشيخ علي فخر مدير الحساب الشرعي بدار الإفتاء المصرية، على سؤال "ما حُكم نسيان قراءة سورة الفاتحة أثناء الصلاة؟"، قائلاً: "إن علاج هذا يتمثل في أربعة أمور، أولها استحضار عظمة الله سبحانه وتعالى في الصلاة، ثانيًا أن يُحاول المُصلي التركيز فيها، ثالثًا عدم الانشغال بشواغل الدنيا، إذا ما دخل في الصلاة، رابعًا بأن يُقبل على الله سبحانه وتعالى.
يُعلم مما سبق أنَّ الخشوع في الصلاة يَحتاج إلى مجاهدة قوية، ومهما يكن من نتائجها فإن للمصلِّي نصيبًا وإن لم يبْلغ الغاية، والله لا يكلِّف نفسًا إلا وُسْعها.
المصدر : وكالات