يواجه ريال مدريد أزمته الثانية هذا الموسم، بعد أزمة خسارته من برشلونة في كأس السوبر الإسباني، رغم أن الصعوبات أصبحت الآن أكبر بكثير؛ لأن الاحتفاظ بلقب الليغا يكاد يكون مستحيلا مع استمرار صعوبة الفوز بلقب كأس الملك عقب الخسارة في مباراة الذهاب على أرضه أمام برشلونة أيضا.
وقال موقع "relevo" الإسباني إن ريال مدريد لا يزال يملك فرصة الاحتفاظ بلقب دوري أبطال أوروبا خاصة بعد فوزه 5/2 على ليفربول في أنفيلد في ذهاب دور الـ16، لكن التعادل على ملعب ريال بيتيس تسبب في زيادة التوتر بشكل أكبر، وهو الأمر الذي بدأ مع تلك المحادثة بين فلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي والإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني في ملعب فيامارين.
وهناك المزيد والمزيد من المشاكل الداخلية التي يواجهها أنشيلوتي ويجد صعوبة في حلها، وأبرزها عرض الاتحاد البرازيلي الذي يسعى للتعاقد مع أنشيلوتي لتدريب المنتخب الأول خلفا لتيتي، وقد أرجأ قرار تعيين مدرب جديد حتى يونيو/حزيران المقبل بانتظار كارليتو.
وفوجئ المدرب الإيطالي، الذي أراد الاعتزال في ريال مدريد، برؤية أن النادي لم ينتقد خيار رحيله أو يعلق عليه فحسب، بل لم ينظر إليه بامتعاض أو غضب، مما يشير إلى عدم ممانعة النادي في رحيله ما جعله يعيد التفكير في الكثير من الأشياء، ويواجه مصير رحيله بنهاية الموسم وبالتالي التفكير في عرض البرازيل.
قرارات مثيرة للجدل
بعيدًا عن موقفه من تدريب البرازيل، هناك قرارات فنية اتخذها أنشيلوتي مقلقة داخليًا، وفي المباراة الأخيرة، على سبيل المثال، أصر الاعتماد على إدواردو كامافينغا كظهير أيسر، وهو المركز الذي لا يحب النادي أن يلعب فيه.
وقرر النادي تأجيل التعاقد مع فيران غارسيا إلى الصيف المقبل بداعي أن هذا المركز فيه بدائل.
لكن الآن ومع ذلك فقد اعتمد على الدولي الفرنسي كثيرا، وهو أمر يزعج قادة النادي واللاعب نفسه.
عدم وجود الجدارة
مشكلة أخرى لم يتم حلها وهي الأداء المتذبذب، وهي قضية بدا أنشيلوتي قد حلها بعد مباراة فياريال في كأس الملك لكنه سقط مرة أخرى.
وأمام ريال بيتيس جلس أفضل مدافع الشهر الماضي (ناتشو) بديلا رغم أنه يمكنه اللعب في كافة مراكز الدفاع الأربعة، لكن ضد بيتيس ظهر الجناح لوكاس فاسكيز في الجانب الأيمن، ولاعب خط وسط على اليسار (كامافينغا)، وفي وسط الدفاع لاعب لا يشارك بانتظام (أنطونيو روديغر).
وفي غرفة تبديل الملابس، من المثير للقلق أن لاعبا بوزن ناتشو بديل مناسب ما لم تكن هناك إصابات.
ومن بين تلك القرارات المربكة، قرار داني سيبايوس، الذي كان مفتاحًا للخروج من الأزمة الأولى خلال كأس السوبر، ولكنه اختفى الآن لسبب غير مفهوم من التشكيلة مرة أخرى.
وكانت المواجهة ضد بيتيس مباراة خاصة بالنسبة له؛ نظرا لعدم مشاركته ولو دقيقة واحدة ضد برشلونة، ورغم ذلك تركه كارليتو على مقاعد البدلاء مرة أخرى.
وفي النادي، هناك شعور بأن الوقت قد حان لمنح سيبايوس الفرصة وأنهم يريدون تجديد عقده، ومن المزعج بعض الشيء أن أداءه الجيد لا يكافأ بالدقائق في المباريات.
إساءة استخدام بعض اللاعبين
أخيرًا، هناك ما حدث مع ماركو أسينسيو، فقد تحول الدولي الإسباني من كونه مهمًا لأنشيلوتي، الذي كان مفتاحًا له في عدم الرحيل الصيف الماضي، إلى تركه على مقاعد البدلاء بشكل غير مسبوق في مباراتين احتاج فيهما إلى هداف ومهاجم (ريال بيتيس وبرشلونة) بينما منح الفرصة للشاب ألفارو رودريغيز (18 عاما).
ورغم الاعتماد على الشاب رودريغيز يوجد لاعبون في الفريق الأول، مثل إدين هازارد وماريانو، لم يتم الاعتماد عليهم تماما.
ويكمن جزء كبير من الخطأ في اللاعبين بالطبع، ولكن لا يمكن تجاهل جزء من مسؤولية المدير الفني عندما يتعلق الأمر بعدم الاستفادة القصوى من اللاعبين المتاحين في الفريق.
المصدر : وكالات