سخرت صحف إسرائيلية، الأحد، من ما يسمى بوزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، بعد إطلاقه التصريحات الأخيرة التي تتعلق بإيعازه لشرطة حكومته بتنفيذ عملية "السور الواقي2" في شرقي القدس المحتلة، بعد العمليات الأخيرة.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن بن غفير خلال فترة شهر ونصف من توليه منصبه لم يظهر سوى السطحية في تعامله مع الواقع، ولم يقدم سوى التصريحات الإعلامية.

وأشارت إلى أن الشرطة الإسرائيلية، ومصلحة السجون، وقوات الإطفاء والإنقاذ جميعها جهات تقع تحت حكم بن غفير وهي كيانات معقدة لا تخلو من المشاكل وبحاجة ماسة للإصلاح، كما تقول.

وبينت أنه في حالة الشرطة الإسرائيلية، هناك نقص في القوة البشرية وخاصة في القدس التي تحتاج لـ 400 شرطي، مبينةً أن بن غفير وعد بمعالجة هذه المسألة وأنه سيجلب 45 مليار شيكل لتحسين الرواتب بهدف تشجيع عودة أفرادها الذين تركوا الخدمة، إلا أنه لم يتم فعل أي شيء، ووصف أحد الضابط تصرفات بن غفير بالطفولية، ولا يمكن لأحد أن يتوقع ما يمكن أن يقوله أو يتحدث به.

ووفقًا للصحيفة، فإن بن غفير سجل رقمًا قياسيًا من الانتقادات عندما أعلن عن نيته تنفيذ عملية "السور الواقي2" من مكان عملية الدهس في القدس المحتلة يوم الجمعة الماضي، حيث أصدر التصريح بدون الاتفاق عليه مع مفوض الشرطة ووزير الجيش ورئيس حكومته.

وتقول الصحيفة: "لو كان بن غفير يعرف الشرطة لكان لعلم أن ذلك مستحيل، وأن منطقة القدس لم تُبنى لمثل هذه العملية".

وقال ضابط في الشرطة الإسرائيلية: "مثل هذه العملية تحتاج إلى الكثير من القوات والاستعداد ومعلومات استخباراتية محددة لا نملكها، هل سيجلب كل أفراد الشرطة إلى القدس الشرقية؟ من سيرد على أي حدث يقع في المدينة؟ . هذا مختلف تمامًا عن السور الواقي الضفة الغربية، وليس كما يتخيل بن غفير في عقله".

وفي صحيفة معاريف، وصف المعلق السياسي للصحيفة بن كاسبيت، تصريحات بن غفير بالمضحكة، مشيرًا إلى أنه لا يتناسب مع منصب وزير " الأمن القومي/ الداخلي"، وبأنه شخص غير مسؤول.

ورأى أن الأوضاع مقبلة نحو "حارس الأسوار2" وليس "السور الواقي2"، في حال نفذ بن غفير مخططه، مشيرًا إلى أنه لا يوجد بنية تحتية "إرهابية" في شرقي القدس، وليس بها مختبرات للمتفجرات ولا تسلسل هرمي منظم، كما كان في الضفة خلال عام 2002، وأي عملية بدون أهداف هي مجرد إفلاس.

وقال بن كاسبيت: "ماذا يوجد في القدس الشرقية؟ 360 ألف فلسطيني يحملون بطاقات هوية زرقاء ولوحات ترخيص إسرائيلية، ولديهم الحرية الكاملة في الحركة، بعضهم (ليس كلهم) يكرهوننا، وجزء آخر (الأغلبية)، يعيش ويعمل ويكسب العيش معنا .. عندما يفرض بن غفير إغلاقًا على الأحياء والقرى الفلسطينية في القدس الشرقية، سيجد أن غرب المدينة مغلق أيضًا .. المستشفيات ستكون فارغة، الفنادق ستكون فارغة"، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة فيها مزيد من الأديان والشعوب والجنسيات ولا يمكن تطهيرها كما يريد بن غفير.

وأضاف: "يجب أن يفهم بن غفير أن الشعارات لا تهزم الإرهاب .. يجب عليه التوقف عن العيش في فضاء الشبكات الاجتماعية وفهم الواقع .. يجب أن يفهم أن مفوض الشرطة ليس عدوه بل شريكه، والمستشار القانونية دورها يتمثل في تمكين الحكومة من محاربة الإرهاب ولا تطمح سرًا إلى السماح بتنفيذ الهجمات .. يجب أن يعرف ما كان يجري هنا، حتى في المرة الأخيرة عندما فرض حصار على شعفاط، اضطررنا لرفع بعد أيام قليلة لأن سكان القدس كادوا يشعلون الأوضاع، والضفة وغزة كانت في طريقهما للانضمام إليها .. يجب أن ينظر إلى التقويم ويكتشف أن شهر رمضان يقترب .. إذا كان يعتقد أن الوقت قد حان لقمع السجناء الأمنيين، فعليه التفكير في العواقب المباشرة للحادث .. بشكل عام، يجب أن يفهم أنه من الآن فصاعدًا، في كل مرة يذهب فيها هائجًا إلى مكان هجوم ما أو غيره يجب عليه أن يكون متزنًا وأن يفكر بما سيقوله".

من ناحيتها قالت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، إن الحكومة الحالية ورغم وجود بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، إلا أنها تتعامل بخطوات محدودة من سابقاتها مع الوضع الأمني رغم أنهم أنفسهم حين كانوا في المعارضة كانوا يهاجمون تلك الحكومة التي نفذت عملية "كاسر الأمواج" في الضفة الغربية والتي لا زالت متواصلة، كما جلبت "السلام" إلى مستوطنات غلاف غزة بعد أسابيع قليلة فقط من تسلمها الحكومة.

وتساءلت الصحيفة عن ما فعلته الحكومة الحالية سوى مصادرة بعض الأموال والمنازل، وهي أمور "لا تجبي الثمن من الإرهابيين" - وفق تعبيرها - مشيرةً إلى أنه لا يوجد توسع استيطاني ولا مخططات بناء جديدة ولا ترحيل لعوائل منفذي العمليات أو غيرها من الإجراءات الأخرى التي قامت بها الحكومة السابقة.

ووصفت تصريحات بن غفير بأنها متهورة، مشيرةً إلى أن الناخبين الإسرائيليين كانوا يتوقعون منه ومن سموتريتش الكثير، إلا أنه يبدو لم يتوقعا أن الأمور ستسير على هذا النحو وليس هناك ما يدل على أنهم سيتمكنون من الاستمرار في هذا النهج مع استمرار نتنياهو بسيطة الحظر التي يفرضها على الكثير من القرارات.

فيما قالت الصحيفة في تقرير آخر لمراسلها العسكري يؤاف ليمور، إن "إسرائيل بحاجة لوزير مسؤول، وأن بن غفير يضر أكثر مما ينفع"، مشيرةً إلى أنه من الصعب على أي حكومة إسرائيلية أن تجد حلًا لوقف الهجمات الفلسطينية.

ورأت الصحيفة أن تصريحات بن غفير تشير إلى أنه لا يفهم شيئًا عن مسؤولياته وتصريحاته كانت طفولية وأثارت غضب نتنياهو والوزراء.

المصدر : صحيفة القدس