حذرت المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا إسرائيل أنها قد تضطر لإطلاق تحقيق شامل مبني على الروايات الفلسطينية في حال عدم توفير إسرائيل معلومات موثوقة لتحقيقها الأولي بإمكانية وقوع جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية. وقالت بنسودا خلال مقابلة مع صحيفة "الاسوشياتد برس، أنها لم تتلق معلومات من كلا الطرفين بخصوص حرب الصيف الماضي في غزة، موضحةً أنها حثت إسرائيل والفلسطينيين على توفير المعلومات. وأضافت بنسودا "إذا لم تتوفر المعلومات التي أطلبها، سأضطر الحصول عليها من مصادر أخرى، أو حتى قد اضطر أن أجري مع طرف واحد من القصة لهذا اعتقد أنه من صالح كلا الطرفين توفير المعلومات لمكتبي”. وشددت بنسودا على أن التحقيق الأولي ليس تحقيقا، بل هو إجراء هادئ لجمع المعلومات من مصادر موثوقة ومن كلا طرفي النزاع. وأكدت بنسودا أن مكتب المدعي العام سوف يراجع المعلومات للتحديد إن كانت تطابق أربعة معايير: "هل تقع الجرائم تحت صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية، هل هناك إجراءات وطنية قانونية تتعامل مع هذه الجرائم،التي قد تكون لها الأسبقية على عمل المحكمة الجنائية الدولية، هل الجرائم فظيعة لدرجة تبرر تدخل المحكمة الدولية لجرائم الحرب، وهل تدخل المحكمة الجنائية الدولية تعارض مصالح العدل". وأوضحت أنه بعد الإنتهاء من مراجعة المعلومات سيكون لدى المدعي العام  ثلاثة إمكانيات – إطلاق تحقيق، عدم اطلاق تحقيق، أو طلب معلومات إضافية. وأشارت إلى أنه من الصعب التحديد إن هذا سيستغرق شهرين أو ثلاثة أشهر، أو عام أو حتى عشرة أعوام”، مشيرة إلى أنه في بعض الحالات، مثل ليبيا، التحقيق الأولي كان قصيرا جدا، بينما في أفغانستان استغرق حتى الآن 10 أعوام. وقالت بنسودا إنها تتلقى معلومات من أطراف أخرى بالنسبة للتحقيق الأولي، ولكنها رفضت التوسع بهذا، مع القول أن مكتبها يجمع المعلومات أيضا من مصادر سرية، مجموعات وأفراد معروفين ومصادر عامة. وأضافت  أن مكتبها يحاول الحصول على نسخة من التقرير “لرؤية كيف يمكن له أن يساعدنا بمرحلة التحقيق الأولي”، مبينةً أنه يجب دراسة التقرير قبل اتخاذ مكتبها لموقف رسمي اتجاهه. وأطلقت بنسودا تحقيق اولي في منتصف شهر يناير بعد تقبل الفلسطينيين صلاحيات المحكمة عودة إلى ما قبل اندلاع حرب غزة في العام الماضي، حيث قتل أكثر من 2,100 فلسطيني ونزح عشرات الآلاف، وفقا للمعطيات الفلسطينية والأممية. ونشرت جمعية كسر الصمت الإسرائيلية في الأسبوع الماضي شهادات من جنود خلال حرب غزة تدعي وقوع إطلاق نار عشوائي من قبل جنود إسرائيليين، أدى إلى مقتل مدنيين فلسطينيين.

المصدر :