نظم مركز حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية مساء الثلاثاء، جلسة حوارية بهدف الخروج بألية وتوصيات لتجاوز المأزق السياسي الفلسطيني الحالي، بحضور عدد من قيادات فصائل العمل الوطني والمهتمين. وقال عضو الدائرة الإعلامية في حركة حماس طاهر النونو خلال كلمته خلال الجلسة، إن القيادة المتنفذة والمتحركة باسم الشعب الفلسطيني وضعت نصب أعينها خيار العمل السياسي والمفاوضات دون الخيارات الأخرى، معتبرًا أن هذا الذي أدى إلى الخلاف في الساحة الفلسطينية. وأضاف أن ذلك ليس وليد اللحظة أو ناتج من الصراع على السلطة، بل منذ زمن بعيد، مستشهدًا على ذلك أنه بعد اتفاق أوسلو كان "هناك ما اصطلح على تسميته بالفصائل العشرة والتي برز دورها كإطار معارض للسياسة الرسمية للنظام الرسمي الفلسطيني". وتابع أن "السلطة لديها دور وظيفي أمني منذ تأسيسها، هو الذي يسيطر ويهيمن على الحالة الرسمية، وبالتالي المشروع الوطني الذي تقوده القيادة الحالية في منظمة التحرير لا أعتقد أن له مستقبل فلسطيني". وطالب بتوفير "الإرادة السياسية حول مشروع سياسي واضح حتى ينتهي الانقسام البغيض"، بالإضافة إلى تغيير الأدوات الحالية لاختيار القيادة الفلسطينية سواء بالإطار القيادي المؤقت للمنظمة أو عبر الانتخابات والتوافقات الوطنية، معتبرًا أن بقاء القيادة الحالية "قائم على سياسة إقصاء الآخر وعدم الإيمان برأيه". بدوره، قال نائب رئيس مجلس إدارة مركز حيدر عبد الشافي محسن أبو رمضان إن "الشعب الفلسطيني منقسم على رؤية سياسية، لا يوجد اتفاق رغم بعض المحاولات بوثيقة الوفاق الوطني، بالمقابل تستمر إسرائيل بتوسع الاستيطان وإكمال جدار الفصل ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية والقدس". وأكد على أن النظام السياسي يعاني من "التفكك والتفتت والانقسام"، مشيرًا إلى أن منظمة التحرير تستخدم للطرف السياسي النافذ دور الرغبة بانخراط الجميع بها لتشكل التعبير عن الهوية الفلسطينية على قاعدة تتجاوز الاقصاء وتضمن الشراكة. وأوضح أنه يوجد في الوسط السياسي "فقد للديموقراطية، وبعد الانتخابات في عام 2006 وجد أمل لإشراك الجميع في نظام ديمقراطي، معتبرًا أنها بعد ذلك شكلت مدخلًا لمزيد من الاحتقان والانقسام بين الضفة وغزة. ولفت إلى أن "كتلة التغيير والإصلاح تستخدم المجلس التشريعي وأقرت 50 قانونًا، دون الرجوع لأي كتلة أخرى، مضيفًا أن الرئيس محمود عباس أصدر 70 قرارًا دون مصادقة التشريعي. من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية يحيى رباح، إن "الحديث عن هدنة طويلة الأمد مع الاحتلال مقابل تحسن الأمور الحياتية مرفوض"، ولا يرتقي لنضال الشعب الفلسطيني لعشرات السنوات.

المصدر :