يوافق الثالث من يناير هذا العام الذكرى الثالثة لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني بقصف صاروخي أمريكي استهدف موكبه في ساعة مبكرة من صباح الجمعة من خلال ضربة عسكرية أمر بها الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب.

الرد الإيراني لم يتأخر، وبعد بضعة أيام من الاغتيال، استهدفت قاعدتين للقوات الأميركية غرب العراق وشماله في 8 يناير 2020، فيما تضمن الرد إطلاق أكثر من 12 صاروخا باليستيا، أدت إلى حدوث أضرار في القاعدتين العسكريتين وإصابات بين الجنود الأميركيين.

وفي الوقت الذي التزمت فيه الحكومة الإسرائيلية الصمت حيال اغتيال أميركا سليماني، أعلنت الأجهزة الأمنية في تل أبيب حالة الطوارئ على الحدود مع لبنان والجولان السوري المحتل، والاستنفار في السفارات والقنصليات الإسرائيلية حول العالم.

وتتهم "إسرائيل" فيلق القدس الذي كان يقوده سليماني بدعم المقاومة الفلسطينية، وبالتخطيط لشن "هجمات فتاكة بطائرات مسيرة"، ونقلت وسائل إعلام عبرية في ذلك الوقت عن وزير الخارجية "إسرائيل كاتس" قوله في ذلك الوقت إن "إسرائيل" تعمل على القضاء على سليماني.

ونعت الفصائل الفلسطينية والأذرع العسكرية وفي مقدمتها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشهيد قاسم سليماني.

وأشادت بدوره الكبير والواسع نحو قضية فلسطين ودعم المقاومة، حيث ركز الكثير من جهده تجاه العمل على زوال الكيان الإسرائيلي، وعمل على تقديم كافة أشكال الدعم للمقاومة لمجابهة العدو، مما جعله هدفاً كبيراً لأمريكا و"إسرائيل".

حركة "حماس" وعلى لسان القيادي أسامة حمدان، أشادت بجهود الشهيد قاسم سليماني في دعم المقاومة الفلسطينية خاصة خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008.

ولفت حمدان إلى أن العلاقة بين الشهيد سليماني وقيادات المقاومة ولا سيما قيادات حركة "حماس" العسكرية والسياسية كانت عميقة، " وأن ما كُشِف عن دور سليماني في دعم المقاومة الفلسطينية هو جزء يسير حتى الآن"، منبهًا إلى أنه من أرسل صواريخ "كورنيت" المضادة للدروع إلى غزة.

من هو قاسم سليماني؟

ويعد الشهيد قاسم سليماني من صقور الحرس الثوري، ومن رجال المهمات الصعبة في سياسة إيران الخارجية،

ولد سليماني في الـ 11 من مارس/آذار 1957 ببلدة رابور في محافظة كرمان الإيرانية لأسرة تعمل في الفلاحة، والتحق بالحرس الثوري الإيراني أوائل عام 1980، وشارك في الحرب العراقية الإيرانية قائدًا لفيلق "41 ثأر الله" وهو في العشرينيات من عمره، ثم رقي ليصبح واحدًا من بين عشرة قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود.

وفي تسعينيات القرن الماضي عمل قائدًا للحرس الثوري في محافظة كرمان على الحدود مع أفغانستان، وساعدته خبرته العسكرية على الحد من تهريب المخدرات من أفغانستان إلى تركيا وأوروبا عبر إيران.

وفي سنة 1998 عين قائدا لفيلق القدس في الحرس الثوري خلفا لأحمد وحيدي، وعندما اندلعت ثورة الطلاب في عهد محمد خاتمي سنة 1999، كان سليماني واحدا من 24 قائدًا في الحرس الثوري وقعوا رسالة أنذروا فيها خاتمي بأن الحرس الثوري سوف يتصدى لحراك الطلبة إن لم تتصد الحكومة له، وسينفذ انقلابًا ضد الرئيس نفسه.

كان سليماني أحد المرشحين بقوة لخلافة يحيى رحيم صفوي في قيادة الحرس الثوري عند تخليه عن المنصب عام 2007.

وفي سنة 2008 قاد فريقا إيرانيا للتحقيق في مقتل القائد العسكري لحزب الله اللبناني عماد مغنية، وتوسط في العام نفسه لوقف القتال بين الجيش العراقي وجيش المهدي التابع للتيار الصدري في العراق.

وفي 2011 قام مرشد الثورة علي خامنئي بترقية سليماني من لواء إلى فريق في الحرس الثوري، ويطلق خامنئي على سليماني لقب "الشهيد الحي".

تولى سليماني بأمر من المرشد علي خامنئي مسؤولية السياسة الخارجية الإيرانية في عدة دول، منها لبنان والعراق وأفغانستان التي يجري اختيار الكثير من كوادر سفارات إيران فيها من بين ضباط الحرس الثوري الإيراني، ويعتبره البعض القائد الفعلي للجناح العسكري لحزب الله اللبناني.

جنازة ضخمة

وأُقيمت جنازة ضخمة للشهيد قاسم سليماني حيثُ شملت بعض مدن العراق وعددًا من مدن إيران بما في ذلك بغداد و‌كربلاء و‌النجف و‌الأحواز و‌مشهد والعاصمة طهران وكذا في قم وأخيرًا في مسقطِ رأسه كرمان.

وُصفت الجنازة في الداخل الإيراني بأنها الأكبر منذُ جنازة آية الله الخميني مُؤسّس الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية عام 1989.

المصدر : صفا