نشرت صحيفة نيويورك تايمز، مقالاً تحت عنوان "تزايد القلق داخل الجيش الإسرائيلي مع اقتراب نتنياهو من إبرام اتفاق بشأن الائتلاف"، لفتت فيه إلى أنه "عندما أعرب جندي إسرائيلي في الخدمة عن موافقته الشهر الماضي على سياسي يميني متطرف من المقرر أن يصبح وزيراً في الحكومة الائتلافية الجديدة المحتملة بقيادة بنيامين نتنياهو، أثار ذلك ضجة على المستوى الوطني، إذ اُعتبر السياسي، إيتمار بن غفير، متطرفاً بدرجة تمنعه من الخدمة في الجيش".
وتشير الصحيفة إلى أنه حتى عام 2020، عرض بن غفير في منزله صورة للإرهابي اليهودي باروخ غولدساتين الذي قتل 29 فلسطينياً داخل الحرم الإبراهيمي في عام 1994.
كما أصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، رسالة عامة نادرة تحذر الجنود من الانخراط في السياسة بينما أُحيل الجندي إلى السجن العسكري لعدة أيام. وكتب الجنرال كوخافي: "يُمنع الجنود من التعبير عن آرائهم السياسية، فإنهم ممنوعون بالتأكيد من التصرف من منطلق الميل السياسي".
وبحسب الصحيفة "كانت هذه الحادثة مجرد واحدة من عدة حوادث أخيرة هددت تماسك مؤسسة الجيش الإسرائيلي، التي كان ينظر إليها اليهود الإسرائيليون على مر التاريخ كرمز للاستقرار والوحدة. وبالنسبة للفلسطينيين، يُعد الجيش هو وجه الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة والمداهمات لمدن الضفة الغربية والنظام القانوني ذي الوجهين في الأراضي المحتلة الذي يشبهه بعض المنتقدين بشكل من أشكال الفصل العنصري، وهو ادعاء تنفيه إسرائيل. ولكن بين اليهود الإسرائيليين، يُعتبر الجيش من بين المؤسسات الأكثر ثقة في الدولة، وهو بوتقة انصهار يخدم فيها معظمهم لمدة ثلاث سنوات من التجنيد الإجباري لحماية الدولة من مجموعة كبيرة بشكل غير عادي من التهديدات الأمنية القادمة من جميع أنحاء الشرق الأوسط".
والآن، بحسب نيويورك تايمز :"يخشى كبار أعضاء المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن صورة الجيش ودوره تحت التهديد. إذ صوتت نسبة كبيرة من الجنود العاديين لصالح اليمين المتطرف في الانتخابات العامة التي جرت الشهر الماضي -ما يجسد تحولاً أوسع في البلاد بشكل عام، ولكنه يزيد من احتمالية الاحتكاك بين الجنود ذوي الرتب المنخفضة وقادتهم".
وتمضي الصحيفة بالقول "ومن بين الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بعيداً عن منازلهم في انتخابات الشهر الماضي، ومعظمهم كان على الأرجح جنوداً حاليين، صوت أكثر من 15% لصالح اليمين المتطرف، وفقاً لتحليل أجراه عوفر كينيغ من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية.
وكان ذلك أعلى بنحو 50% من عموم السكان. وفي رسالة عامة إلى نتانياهو الأسبوع الماضي، كما حذرت مجموعة تضم أكثر من 400 من كبار الضباط السابقين وقادة الأمن الإسرائيلي من أن الأحداث الأخيرة يمكن أن تنتهي بانقسامات داخلية وصراع بين الضباط والقوات، وبالعصيان والفوضى، وفي نهاية المطاف، تفكك الجيش كقوة قتالية فعالة".
وتقول الصحيفة :"لم يرد نتنياهو مباشرة على رسالة القادة العسكريين السابقين ورفض المتحدث باسمه التعليق على هذا التقرير، ولكنه قال في مقابلات أخرى إن إسرائيل ستبقى آمنة تحت قيادته. ولكن رغم عدم عودته إلى السلطة بعد، أثارت اتفاقات الائتلاف الأولية لنتانياهو، والتي تخاطر بإضعاف التسلسل القيادي في الجيش -وتداعيات الحادث الذي وقع الشهر الماضي في الضفة الغربية- بالفعل مخاوف بشأن قدرة الجيش على الارتقاء فوق المعمعة السياسية".
المصدر : صحيفة القدس