قال وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، إن الاتفاق الائتلافي الذي جرى توقيعه صباح الجمعة، بين حزبي الليكود و"عوتسما يهوديت" الفاشي، وتعيين رئيس الأخير، إيتمار بن غفير، وزيرا للأمن الداخلي، وتغيير اسم هذه الوزارة إلى "وزارة الأمن القومي"، ستكون له تداعيات خطيرة على إسرائيل ويعني "إقامة جيش خاص لبن غفير".
جاء ذلك في منشور مطول نشره غانتس في صفحته في "فيسبوك"، وكتب أن الاتفاق الائتلافي بين نتنياهو وبن غفير "يشير إلى الاتجاه الذي تسير نحوه الحكومة المقبلة: تفكيك صلاحيات الحكومة إلى شظايا وزارات وفقا لمصالح سياسية.. تفكيك أطر عسكرية في الضفة، تشمل استهداف الأداء العملياتي للجيش والشرطة الإسرائيليين".
وأضاف "أمن قومي– أم تفكيك الأمن إلى شظايا صلاحيات وإقامة جيش خاص لبن غفير؟ يوجد هنا ثلاثة إخفاقا خطيرة تتشكل أمام أعيننا".
وتابع غانتس أن "فصل قدرات وصلاحيات الإدارة المدنية بين وزارتي الجيش والمالية، وممارسة القوة الأمنية في الضفة بين وزارتي الجيش والأمن الداخلي، قد تجلب علينا ضغوطا دولية شديدة حول "ضم فعلي" في الضفة من دون أن نستفيد شيئا، لا في الأمن ولا على الأرض.. وهذا يؤدي إلى ضعف إداري وضعف أمني كبير.. وفكرة إنشاء "جيش خاص" لبن غفير تشكل خطرا على ممارسة القوة وستنتج أخطاء أمنية جدية".
وأشار غانتس إلى أن وضعا كهذا "سيؤدي إلى تناقضات على الأرض وإلى إخفاق أمني خطير سيكون نتنياهو مسؤولا عنهن وعندما تضطر القيادة العسكرية إلى تفعيل القوة (العسكرية) ولا تكون قوة "حرس الحدود" تحت إمرته، أو عندما يتلقى الاخير أمرا بالعمل في الضفة، خلافا للحاجة إلى تفعيل القوة التي يقررها القائد العسكري للمنطقة أو رئيس أركان الجيش، فإنه ستنشأ فوضى أمنية".
وتابع أنه "عندما سمعت حول الاتفاقيات التي ستبرم بين نتنياهو واليمين المتطرف وعن عزمهم تفكيك الحكومة إلى شظايا وزارات، فإنني أذكر أنني حذرت نتنياهو من أمر كهذا عندما شكلنا الحكومة قبل أربع سنوات. واعتقدت حينها أن هذا خطأ، لكن الحديث يدور الآن عن عمل عدواني ضد القدرة على الحكم".
وتطرق غانتس إلى الأمن القومي، وكتب أن "نتنياهو يعلم أن الأمن القومي هو مجمل قدرات الدولة – أمنيا، عسكريا، دبلوماسيا، قضائيا، اقتصاديا واجتماعيا. وبدلا من إدخال صلاحيات إلى وزارة الأمن الداخلي، قام بتغيير أسماء وإعطاء تكريمات".
وأضاف أنه "في جميع الأحوال، يوجد مسؤول واحد عن الأمن القومي بجميع عناصره وهو رئيس الحكومة. ولا يمكن سوى أن نرى خطوة نتنياهو كاعتراف بأن رئيس الحكومة الحقيقي سيكون بن غفير".
وخلص منشور غانتس إلى أن "نتنياهو اختار العار الذي سيقود إلى خطر أمني. ومستقبل (دولة إسرائيل) أهم من هذه النزوات، ولذلك فإن (حزب) المعسكر الوطني، بالتنسيق مع باقي الأحزاب التي تهمها مناعة دولتنا، ستعمل ضد هذه العملية المعادية للأمن وللقدرة على الحكم وللمصلحة القومية الحاصلة أمام أنظارنا.. وسنتصرف بمسؤولية وحزم مقابل هذه الاستباحة، وسنستخدم كافة الأدوات التي نملكها من أجل الحفاظ على الأمن والمجتمع الإسرائيلي".
المصدر : وكالات