أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استعداد بلاده لاستضافة كأس العالم 2022 بعد نحو شهرين، مؤكدًا التغلب على بعض الصعوبات المتعلقة بعمل المهاجرين والتحكم في درجات حرارة الملاعب الثمانية المستضيفة لمباريات أول بطولة لكأس العالم في الشرق الأوسط.
جاء ذلك في حديث أمير قطر لمجلة "لو بوان" الفرنسية، أمس الأربعاء، وهو أول لقاء صحفي يُجريه الشيخ تميم بن حمد منذ عام 2017.
وقال تميم: "تعرضت قطر لانتقادات عديدة فيما يتعلق بملف عمال البناء المهاجرين القادمين من شرق آسيا ومعاملتهم بشكل سيئ، وكذلك صعوبة التغلب على حرارة الطقس والرطوبة، رغم إقامة البطولة في شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول".
وأضاف: "سنستقبل مئات الآلاف من المشجعين في الدولة، ونرحب بالجميع أياً كانواً وبغض النظر عن أصولهم أو ثقافتهم. ونريد من الزوار أن يتعرفوا على أوجه الاختلاف بين الثقافات وأن يكتشفوا ثقافة دولتنا، ونأمل أن يدفعهم ذلك لزيارتنا مجدداً".
وتابع قائلاً: "يجب إتاحة الفرصة لكل دولة لاستضافة الفعاليات الرياضية، لكن قد يشكل المناخ عائقاً في بعض الأحيان. لقد استخدمنا تكنولوجيا فائقة التطور للحد من استهلاك المياه والطاقة خلال بطولة كأس العالم لكي تكون البطولة أكثر استدامة".
وأشار إلى أن "كلاً من ملعب المدينة التعليمية وملعب لوسيل، الذي سيستضيف المباراة النهائية، وملعب 974، حازت شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة من فئة الخمسة نجوم من المنظمة الخليجية للبحث والتطوير".
وعن الانتقادات الموجهة إلى قطر لا سيما في ما يتعلق بظروف العمل الخاصة بالعمالة الوافدة في مشاريع البناء الخاصة ببطولة كأس العالم، أوضح الشيخ تميم بن حمد أن هناك نوعين من الانتقادات؛ "وننظر إليها في أغلب الأحيان كنصيحة أو كتنبيه، ونتعامل معها بجدية".
وأضاف: "على سبيل المثال أدركنا أن لدينا مشكلة على صعيد العمل في مواقع البناء، واتخذنا إجراءاتٍ حازمة في فترة قياسية، فقمنا بتحديث القوانين ومعاقبة جهات العمل التي تسيء معاملة عمالها. كما فتحنا أبوابنا للمنظمات غير الحكومية، ونتعاون معها بشكل مستمر، ونحن فخورون بذلك".
وتابع قائلاً: "أما بالنسبة للنوع الآخر من الانتقادات، فهي تلك التي تستمر بغض النظر عما نفعله، وهي تأتي عادة من أشخاص لا يتقبلون فكرة استضافة دولة عربية مسلمة كدولة قطر لبطولة كأس العالم، وسيبحثون عن أي مبرر لتشويه سمعتنا".
وأجرت قطر إصلاحات ضخمة في مجال حقوق العمالة نالت على إثرها إشادات دولية، حيث ألغت تصاريح الخروج للمقيمين غير الخاضعين لقانون العمل.
كما أن قطر أول دولة في منطقة الخليج تقرر إلغاء الكفالة بشكل كامل، وتعطي العامل الحق في تغيير جهة عمله دون موافقة من صاحب العمل، فضلاً عن تحديد حد أدنى للأجور يحفظ كرامة العامل ويحميه.
المصدر : وكالات