كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن توتر كبير في العلاقات بين "إسرائيل" ومصر، على خلفية العمليات العسكرية الأخيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبحسب صحيفة "هآرتس" في عددها اليوم الجمعة، فإن تنصل "تل أبيب" من شروط اتفاق وقف إطلاق النار الذي سعت إليه مصر في غزة مؤخرًا مع الجهاد الإسلامي، إلى جانب استمرار نشاطات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، أدت إلى هذا التوتر، الذي يأتي في ظل التنسيق السياسي والأمني المتزايد في العقد الماضي.
ووفقًا للمراسل والمحلل العسكري في الصحيفة عاموس هرئيل، فإنه خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بين رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد أن دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، طلب الأخير من الأول خفض مستوى ألسنة اللهب في الضفة الغربية، وكبح أنشطة الجيش الإسرائيلي خلال الفترة المقبلة، حتى لا ينفجر الصراع مع حزب الله من لبنان، والجهاد الإسلامي من قطاع غزة.
وأشار هرئيل، إلى أنه في الوقت الذي كان يتحدث فيه السيسي ولابيد، كانت هناك عملية أخرى على وشك الانطلاق لاعتقال المطارد إبراهيم النابلسي، وتم فعليًا تنفيذ العملية في صباح ذاك اليوم، وقتل فيها النابلسي إلى جانب عدد آخر.
وبحسب هرئيل، فإن هذه الحادثة فجرت الغضب لدى الجانب المصري، وفسروا الحادث على أنه وضع أصبع في عين السيسي، ويبدو أنه لم يتم نقل صورة ما جرى في المحادثة الهاتفية إلى جهات أخرى في إسرائيل، ولم يكونوا في الصورة على الإطلاق.
وأشار هرئيل إلى أن ذلك أضيف إلى جانب غضب القاهرة مما جرى في غزة، وعدم منحها مزيد من الوقت لمحاولة منع العملية العسكرية الأخيرة بالقطاع، والعمل على منع الجهاد الإسلامي من أي رد، وما زاد من هذا الغضب أنه خلال العملية نفسه بينما كانت مصر على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تم اغتيال القيادي بالجهاد خالد منصور.
ولفت إلى أن إسرائيل أبلغت مصر خلال محادثات وقف إطلاق النار معارضتها التامة لإطلاق سراح بسام السعدي، وخليل عواودة.
وبين هرئيل أن الغضب المصري، أدى إلى الإضرار بالتنسيق الأمني المستمر مع إسرائيل، ولكن المتوقع هو أن تهدأ التوترات بين الجانبين، خاصة وأنه وقعت مثل هذه الاحتكاكات بالفعل في الماضي، وفي النهاية فإن المصالح الاستراتيجية المشتركة بين البلدين أكبر من أن يتم تجاهلها.
المصدر : الوطنية