انتقدت طهران، اليوم الثلاثاء، الحزمة الأخيرة من العقوبات الأميركية التي تستهدف تصدير النفط الإيراني، متوعدة بـ"رد حازم" عليها، بينما يهيمن الجمود على المباحثات غير المباشرة بين الطرفين لإحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي لإيران.
وتضع طهران استمرار إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن في فرض عقوبات عليها، في إطار استكمال سياسة "الضغوط القصوى" التي اعتمدها سلفه دونالد ترامب ضدها، منذ قراره العام 2018 الانسحاب أحاديا من الاتفاق الدولي بشأن برنامحها النووي.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني: "لقد اعتبر مسؤولو إدارة بادن مرارا، سياسة الضغوط القصوى لترامب سياسة فاشلة وغير فعالة، لكنهم من الناحية العملية استمروا ووسّعوا هذه السياسة الفاشلة أيضا، لدرجة أنه حتى في عملية الجهود الجارية من أجل استئناف المفاوضات للعودة إلى الاتفاق، (لا يتراجعون) عن هذا الإجراء غر المثمر والمدمّر"، وفق بيان منشور عبر الموقع الإلكتروني للوزارة.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس الإثنين فرض عقوبات على "ستّة كيانات تقوم بتسهيل المعاملات غير المشروعة المتعلقة بالنفط الإيراني" الذي يعد من "المصادر الرئيسية لإيرادات الحكومة الإيرانية".
وأتت الخطوة الأميركية الأخيرة في ظل تعثر يطال منذ أشهر جهود إحياء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي.
وبدأت إيران والقوى المنضوية في الاتفاق مباحثات لإحيائه في نيسان/ أبريل 2021 في فيينا، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة وبتسهيل من الاتحاد الأوروبي.
وعلى الرغم من تحقيق تقدم كبير في المفاوضات، علّقت المباحثات في آذار/ مارس الماضي مع تبقّي نقاط تباين بين طهران وواشنطن لم يتمكن المعنيون من ردم الهوة بشأنها بعد.
وأجرى الجانبان في أواخر حزيران/ يونيو، مباحثات غير مباشرة في الدوحة بتسهيل من الاتحاد الأوروبي، انتهت بدون تحقيق اختراق.
والأسبوع الماضي، كشف وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الذي يتولى تنسيق المباحثات، أنه طرح على طهران وواشنطن مسودة تفاهم، وحضّهما على قبولها لتفادي "أزمة خطيرة".
وشدد كنعاني في بيانه على أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبدي أولا رد فعل حاسما وحازما وفورا تجاه إصرار البيت الأبيض على مواصلة العقوبات، وثانيا ستستخدم جمع الإجراءات اللازمة لتحدّ من الآثار السلبية المحتملة لهذه العقوبات على تجارة واقتصاد البلاد".
وأتاح الاتفاق المبرم العام 2015 بين طهران وكل من واشنطن وباريس ولندن وبرلين وموسكو وبكين، رفع عقوبات عن طهران، لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحاديا منه في عهد ترامب، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، التي ردت بالتراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها بموجبه.
المصدر : الوطنية