كشفت صحيفة إسرائيلية، اليوم الخميس، عن مناورة إسرائيلية أمريكية لمواجهة تصعيد محتمل في الحدود الشمالية لـ "إسرائيل".
وقالت صحيفة "هآرتس"، إن "إسرائيل" والولايات المتحدة أجرت في الأيام الأخيرة مناورة مشتركة، تم فيها اختبار الاستعداد المشترك لكلتا الدولتين لمواجهة تحديات أمنية، على رأسها حدوث تصعيد عسكري في الساحة الشمالية لـ"إسرائيل".
وأوضحت أن هذه المناورة ناقشت السيناريوهات بين ضباط كبار من قيادة المنطقة الوسطى للجيش الأمريكي (سينتكوم)، وضباط كبار من الجيش الإسرائيلي.
وأضافت: "الأمريكيون والإسرائيليون نسقوا معاً مخططات للتعاون في مجال الدفاع الجوي، والاستخبارات والمساعدة اللوجستية. بالمقابل، لم تتم مناقشة سيناريوهات محتملة لتدخل أمريكي نشط في هجمات إسرائيلية ضد “حزب الله” في لبنان. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة ترى في الحزب منظمة إرهابية، لكنها لن تأخذ دوراً نشطاً في الحرب الإسرائيلية ضده".
وتابعت: "في أيلول من العام الماضي، انتقلت المسؤولية عن العلاقة العسكرية مع إسرائيل من قيادة أوروبا في الجيش الأمريكي (يوكوم) إلى قيادة الوسط سنتكوم".
وأكملت: "منذ ذلك الحين تعززت العلاقات بين الجيشين، ونظراً لأن ساحة نشاطات سنتكوم في الشرق الأوسط قريبة جغرافياً من إسرائيل"، مشيرة إلى أنه قبل حوالي شهر زار البلاد قائد "سنتكوم" كان يقف نائب قائد المنطقة، نائب الأدميرال جيمس ملوي، على رأس البعثة التي وصلت إلى البلاد هذا الأسبوع، وضمت أكثر من 30 ضابطاً، منهم 8 ضباط برتبة جنرال وأدميرال.
وبينت أن المضيف من قبل الجيش الإسرائيلي كان رئيس قسم الاستراتيجية في هيئة الأركان، الجنرال تال كالمن.
ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يتدرب في السنوات الأخيرة على خطة مشابهة مع (يوكوم)، بل ركز على تنسيق منظومات دفاعية فقط. السيناريو الرئيسي الذي نوقش هذا الأسبوع،
ونوهت إلى أنه تناول التصعيد في الشمال وتداعياته الإقليمية، من بينها تدخل إيراني إلى جانب “حزب الله” في لبنان، إلى جانب عرض منظوره عن الأحداث المحتملة والمعضلات التي تواجهه، إضافة إلى جانب التعاون في فترة الطوارئ، وفي وضع التصعيد،
وناقش أيضاً العمل المشترك في الوضع الروتيني للجيش الأمريكي مخازن طوارئ كبيرة في البلاد، ستكون إسرائيل مخولة بأن تستعير منها معدات بموافقة أمريكية أثناء الحرب.
بدوره، قال وزير الجيش الإسرائيلي بني غانتس، إن الولايات المتحدة سرّعت الخطوات لتطبيق مبادرة دفاع جوي إقليمية، ستشمل إلى جانب "إسرائيل" دولاً عربية صديقة.
وقد تكشف الإدارة الأمريكية عن هذه الخطوات على الملأ أثناء زيارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل والسعودية منتصف الشهر المقبل. وطرحت مسألة الدفاع الإقليمي في النقاشات المشتركة، من خلال تنسيق مع عدد من الدول العربية.
وتطرق غانتس في اجتماع لإحياء الذكرى 40 على حرب لبنان الأولى، إلى الخلاف ما بين إسرائيل ولبنان حول خزان الغاز كاريش.
وقال: “نحن لا نريد الحرب، ومستعدون للسير بعيداً جداً في مسارات السلام ومسارات التسوية مثلما في الحدود البحرية بيننا وبين لبنان، التي علينا التوصل إلى اتفاق بخصوصها بالسرعة الممكنة”.
أوضح غانتس أيضاً أنه “سيشكل هذا هواءً للتنفس لاقتصاد لبنان المحتضر، وليتها تشكل أيضاً خطوة مهمة لتعزيز الاستقرار في المنطقة”.
“ومثلما نرى في العالم كله، ورغم الأحلام المثالية عن السلام، ما زالت الحروب تحدث”، قال غانتس متطرقاً لإمكانية حدوث حرب أخرى في لبنان. وقال: “خلافاً لأعدائنا الذين يرون أن “القانون الدولي غير قائم” عندهم، ويوجهون النيران بصورة استعراضية باتجاه دولة إسرائيل، نحذر -كما يتوجب- السكان اللبنانيين ونسمح لهم بالمغادرة”. مع ذلك، أضاف غانتس: “من اللحظة التي عملنا فيها ذلك، سيفعّل الجيش الإسرائيلي كل قوته في الفضاءات المبنية والمناطق المفتوحة”.
في غضون ذلك، أعلن غانتس أنه سيقدم للحكومة في الأسبوع القادم قراراً للمصادقة عليه بقضية الاعتراف بـ 400 جندي من جنود جيش جنوب لبنان كمستحقين لمنحة سكن تبلغ حوالي نصف مليون شيكل. “الجنود الذين يذهبون للقتال يوقعون معنا على الاتفاق”.
وقال غانتس في خطابه، “هم يحاربون من أجل الدولة، والدولة يجب أن تكون هناك من أجلهم. عندما خرجنا من لبنان استوعبنا جزءاً منهم، ولكننا لم نفعل ما فيه الكفاية”.
المصدر : الوطنية