تحولت باحات المسجد الأقصى منذ الجمعة الماضي لساحات مواجهات ساخنة بين المرابطين والشرطة الإسرائيلية، في ظل محاولات اقتحامات مستمرة لجماعات يهودية متطرفة سعياً منهم لإحياء طقوس "ذبح القرابين" في المسجد الأقصى أو ما يعرف بـ "قربان الفصح" في المعتقد التوراتي اليهودي، كما و تم رصد مكافآت مالية لمن يتمكن من إدخال القرابين للمسجد الأقصى من المتطرفين.
قصة التوقيت، تتعلق بعيد الفصح اليهودي والذي يبدأ في الخامس عشر من نيسان (أبريل) ويستمر لمدة أسبوع، لكن ذروة عيد الفصح في منتصف شهر نيسان اليهودي، أي عند اكتمال القمر الأول بعد الاعتدال الربيعي (20 أو 21 مارس)، وهو ما يصادف منتصف شهر رمضان المبارك ويتم فيه تقديم القرابين، والتي يحاول المتطرفون ذبحها في المسجد الأقصى.
وتسعى الجماعات المتطرفة لفرض واقع جديد لتدشين الهيكل المزعوم من خلال تقديم “القرابين” داخل المسجد الأقصى وهو ما تمنعه قوات الاحتلال في كل عام من قيامه خشية التصعيد داخل القدس الشريف.
جماعات متطرفة يهودية كثفت دعواتها خلال الأيام الماضية لذبح القرابين داخل المسجد الأقصى، الأمر الذي دفع المرابطين في القدس تجهيز أنفسهم لمنع الجماعات المتطرفة من القيام بطقوسهم لتهويد المسجد الأقصى.
الهدف وراء “ذبح القرابين” في المسجد الأقصى بحسب الزعم التوراتي، يعود إلى أنه أهم طقس يهودي مندثر، لذلك يرون في إحيائه شكلا معنويا لإحياء الهيكل، كما وله رمزية عند المتطرفين لاعتباره من أهم دلالات الوجود اليهودي في المسجد الأقصى.
قوات الاحتلال تمنع مستوطنيها من خلال محاكمها من إحياء طقوس عيد الفصح خشية انفجار الأوضاع في القدس لكن الواقع غير ذلك، فمنذ العام 2014 والمستوطنون يحاولون الإقتراب مرة تلو المرة من ذبح القرابين داخل الحرم القدسي.
وفي ذلك التاريخ، قدمت جماعات يهودية “القربان” في قرية لفتا المقدسية المهجرة، وفي العام 2015 بمستوطنة “شيلو” شمال رام الله، وفي العام 2016، اقتربت أكثر من الأقصى وقدمت القربان في منطقة جبل الزيتون بالقدس.
وفي العام 2017، فيما يسمى بـ”كنيسة الخراب” في حارة المغاربة بالبلدة القديمة، وفي العام 2018، قُدمت عند القصور الأموية قرب سور المسجد الجنوبي، وفي العام 2019، تم تقديها بالبلدة القديمة بالقرب من سوق اللحامين المطل على المسجد الأقصى، وفي 2020 توقفت الطقوس بسبب جائحة كورونا، ليتجدد في العام 2021، في “كنيس” بالقرب من حائط البراق.
ويرمز عيد الفصح إلى خروج بني إسرائيل من مصر، وكشكر لله على ذلك يقدم اليهود القرابين ويعتقدون أن مكان تقديمها داخل باحات المسجد الأقصى.
وأعلنت جماعات يهودية متشددة عن تقديم مكافات مالية بمقدار 3000 دولار لمن ينجح من تقديم “قرابين” داخل المسجد الأقصى ومبلغ 250 دولارا لمن يستطيع إدخال الأضحية للمسجد دون ذبحها، ومن يخفق ويعتقل يحصل على 125 دولارا، الأمر الذي استفز المسلمين.
المصدر : وكالات