قدّمت حركة "حماس" مؤخراً مبادرة جديدة للمصالحة على الساحة الفلسطينية، كانت سلّمتها لقيادة المخابرات المصرية خلال زيارتها الأخيرة لمصر، وفق ما كشفته صحيفة "الأيام".
وقالت الصحيفة، إن "حماس" سلّمت المبادرة الجديدة للفصائل قبل يومين، وتشمل نقاطاً إيجابية يمكن البناء عليها وتطويرها.
وتتضمن المبادرة التي سلّمتها "حماس" لمصر، في السابع عشر من تشرين الثاني الماضي، دعوة لإعادة تشكيل القيادة الوطنية العليا لمنظمة التحرير، بحيث تضم جميع القوى والفصائل والشخصيات الوطنية من خلال الانتخابات، مؤكدة في حال تعذر الانتخابات سيتم التوافق وطنياً على تشكيل قيادة وطنية مؤقتة، ولمدة محدودة يتم الاتفاق عليها كمرحلة انتقالية لتهيئة الأجواء للانتخابات السياسية العامة.
وتطالب المبادرة بالاتفاق على الاستراتيجية الوطنية لهذه المرحلة، ما يعني الاتفاق على البرنامج السياسي الوطني الذي يتوافق عليه الجميع، إلى جانب ضرورة التوافق على آليات العمل الوطني الميداني والسياسي وخلافه.
وتعرض المبادرة خيارَين لاستئناف خطوات المصالحة، الأول أن تبدأ من حيث انتهت في الجولة الأخيرة، وأن يتم استكمال خطوات الانتخابات المتفق عليها في مراحلها الثلاث التشريعي والوطني والرئاسي، وفي القدس أولاً من خلال فتح معركة وطنية لفرض الانتخابات فيها.
أما الخيار الثاني الذي تعرضه مبادرة "حماس"، فيشمل دعوة الفصائل إلى اجتماعات القاهرة وفق اتفاق 2011، للاتفاق على خارطة طريق لإنجاز الهدف المنشود بصفتها الإطار القيادي المؤقت، لحين استكمال بناء مؤسسات الشعب الفلسطيني الوطنية، وفي مقدمتها منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
وفي ختام المبادرة، أعربت "حماس" عن أملها في أن يكون لدى الرئيس محمود عباس النية الصادقة والجادة لإنجاز هذا الملف المهم والمصيري لمصلحة الشعب الفلسطيني، كما جاء نصاً في المبادرة.
من جهته، قال عضو دائرة العلاقات الوطنية لـ"حماس" في الخارج إبراهيم المدهون إن "حماس" معنية بتفعيل المصالحة بطريقة سليمة ومنهجية مستفيدة من انتكاسات الماضي.
وأكد المدهون، أن مبادرة الحركة تركز على إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، ومشاركة جميع مكونات الحركة في المنظمة وتقويتها وترتيبها كممثل للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الحركة تريد استئناف عملية الانتخابات والذهاب إلى انتخابات مجلس وطني وتشريعي، والعمل على بناء نظام سياسي فلسطيني قوي ومتين وإعادة إنشاء المؤسسات الفلسطينية.
ونوّه إلى أن المبادرة الجديدة ربما تكون أوضح في هذا التوجه، مؤكداً أن مصر رحبت بالمبادرة إلى جانب فصائل العمل الوطني وشخصيات وطنية فلسطينية بارزة.
وتابع: الكل ينتظر موقف الرئيس محمود عباس من الانتخابات.
وأشار إلى أن "حماس" ترى أن البيئة الإقليمية وعلى رأسها مصر داعمة للتوافق والمصالحة الفلسطينية وأهمية استثمارها.
بدوره، قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني إن مبادرة "حماس" تعد مقدمة لحراك جديد لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، منوهاً إلى أن جميع الأطراف والفصائل تدرس المبادرة المقدمة من "حماس"، وفي ضوء دراستها يمكن أن تحدد الخطوات التالية التي تعقب ذلك.
وتابع: مبادرة "حماس" تتضمن نقاطاً إيجابية، وتحتاج لبحث جدي ومعمق في إطار الحوار الوطني الفلسطيني الذي يشارك به الجميع.
وأشار إلى أن مصر كما هي دائماً لديها الدافعية لاستمرار الحراك في ملف المصالحة، وصولاً لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
وذكر أن مبادرة "حماس" ما زالت تخضع للدراسة من قبل كافة الفصائل، منوهاً إلى أن النظرة الأولى تظهر أنها تحمل مقدمات إيجابية لكنها بحاجة لبحث أكثر عمقاً.
المصدر : الوطنية