قالت المديرة التنفيذية لمنظمة “غرينبيس” جينيفر مورغن “إذا كانت قمة مجموعة العشرين تحضيرا لكوب26، فإن قادة العالم أضاعوا الفرصة”. ونددت بالبيان الختامي لقمة مجموعة العشرين الذي وصفته بأنه “ضعيف ويفتقر إلى الطموح والرؤية”.

وقالت نائبة رئيس منظمة “غلوبال سيتيزن” فريدريكه رودر “كل ما رأيناه أنصاف إجراءات أكثر منه تدابير ملموسة”.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أن قمة مجموعة العشرين في روما اختتمت الأحد على “خيبة أمل”. وكتب أنطونيو غوتيريش على تويتر “أرحب بالتزام مجموعة العشرين المتجدد إيجاد حلول على الصعيد العالمي لكنني أغادر روما بآمال محبطة – حتى لو لم تُدفن بعد”. وأضاف “في طريقي إلى كوب 26 في غلاسكو للحفاظ على هدف 1,5 درجة”.

وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي في كلمة اختتام قمة مجموعة العشرين التي ترأستها بلاده هذا العام “نحن ملتزمون الحفاظ على هدف 1,5 درجة في متناول اليد… نحن فخورون بهذه النتائج، ولكن علينا أن نضع في اعتبارنا أن هذه مجرد بداية”.

واعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون “لقد احرزنا تقدما معقولا في مجموعة العشرين (..) لكن هذا غير كاف” محذرا “في حال فشل (مؤتمر) غلاسغو سيفشل كل شيء”.

بعد قمتهم في روما، يتجه قادة مجموعة العشرين مباشرة إلى غلاسكو حيث افتتح مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الأحد، وهو اجتماع يستمر أسبوعين ويعتبر مهما لمستقبل البشرية.

الإشارة التي ترسلها هذه المجموعة التي تضم الاقتصادات المتقدمة الرئيسية (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة) ولكن أيضا الدول الناشئة الكبيرة مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل، كانت منتظرة لأن هذه الأطراف تمثل 80 بالمئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

علق ألوك شارما، رئيس مؤتمر الأطراف حول المناخ الذي سيستضيف أكثر من 120 من قادة العالم في غلاسكو الإثنين، أن تلك الدول يمكنها “تحقيق النجاح أو دفن الأمل في الحفاظ على هدف زيادة سنوية بـ1,5 درجة مئوية في متناول اليد”.

وأكد البيان الختامي الذي تم التفاوض حوله حتى آخر ساعات ليل السبت الأحد، على هدف اتفاق باريس وهو “الحفاظ على متوسط الاحترار دون درجتين مئويتين بكثير ومواصلة الجهود لحصره ب1,5 درجة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية”.

لكنه شدد على أن “الحفاظ على (هدف) 1,5 درجة مئوية في متناول اليد يتطلب إجراءات والتزامات كبيرة وفعالة من جميع البلدان”.

وتلك “عبارات أقوى” مما كانت عليه العام 2015، وفق ما أكد لوكالة فرانس برس مصدران شاركا في المفاوضات.

كذلك وافقت دول مجموعة العشرين على إنهاء “توفير التمويل العام الدولي لمحطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم بحلول نهاية عام 2021”.

وقال المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل “خطت الصين خطوة كبيرة انضم آخرون إليها”.

لكن المجموعة لم تحدد تاريخا للتخلي عن الفحم على المستوى الوطني. ولا تزال العديد من البلدان، ولا سيما الناشئة، تعتمد اعتمادا كبيرا على الفحم لإنتاج الكهرباء، خصوصا في سياق أزمة الطاقة العالمية الحالية.

ولم يحدد كذلك تاريخ واضح لتحقيق الحياد الكربوني، وقد اكتفت مجموعة العشرين بذكر “منتصف القرن”. وذلك موعد أقل دقة من أفق 2050 الذي طالبت بتبنيه الرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين، وقد التزمت الصين حتى الآن ببلوغ الحياد الكربوني العام 2060.

وقال ألوك شارما في افتتاح قمة كوب-26 الأحد في اسكتلندا، إن مؤتمر الأطراف السادس والعشرين هو “الأمل الأخير والأفضل” لحصر الاحترار المناخي بحدود 1,5 درجة مئوية، وهو الهدف الأكثر طموحا لاتفاقية باريس. وأضاف أنه خلال وباء كوفيد-19 “لم يتوقف تغير المناخ. كل الأضواء حمراء على لوحة القيادة المناخية”.

من جهتها، رجحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الأحد أن السنوات السبع من 2015 إلى 2021 هي الأشد حرا على الإطلاق، معتبرة أن المناخ العالمي “دخل في المجهول”.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في بيان إن هذا التقرير السنوي حول وضع المناخ “يكشف أن كوكب الأرض يتحول امام أعيننا. من أعماق المحيطات إلى قمم الجبال يؤدي ذوبان الكتل الجليدية والظواهر المناخية القصوى في كل أرجاء الأرض إلى تضرر أنظمة بيئية وشعوب”.

من جانبه، دعا البابا المهتم جدا بالقضايا البيئية الأحد للصلاة من أجل نجاح قمة المناخ من شرفة الفاتيكان. وقال بعد صلاة التبشير الملائكي “لنصلي حتى تلقى صرخة الأرض وصرخة الفقراء آذانا صاغية” و”لتصدر عن هذه القمة حلول فعالة”.

المصدر : الوطنية