نظم المركز الفلسطيني للحوار الثقافي والتنمية السياسية ندوة دولية تضامنا مع البروفيسور دافيد ميلر الذي اوقفته جامعة بريستول البريطانية عن العمل بسبب معارضته للصهيونية ، وذلك بحضور نخبة واسعة من الباحثين والاكاديميين والاكاديميات في قاعة المركز بغزة وعبر تقنية الزووم الالكتروني.
ورحب رئيس المركز وجيه ابو ظريفة بالحضور والضيف البروفيسور دافيد ميلر الذي يتعرض لحملة كبيرة من "اللوبي الصهيوني" وانصار "اسرائيل" نتيجة مواقفه العلمية والاكاديمية والسياسية التي يظهر فيها التماهي بين الصهيونية والحركات العنصرية ويظهر فيها كيف تهاجم الصهيونية الفلسطينيين والعرب والمسلمين في تدعيم الاسلاموفوبيا.
وقدم ابو ظريفة نبذه عن البروفيسور دافيد ميلر، وهو اكاديمي متخصص في دراسات الاسلاموفوبيا وتحليل جماعات الضغط ومحاضر في علم الاجتماع السياسي في جامعة بريستول البريطانية ، وهو من الاكاديميين البارزين في العالم وهو فيلسوف ومفكر سياسي، انشأ نقابة الضغط سبين ووتش في بريطانيا ، له عدد كبير من المؤلفات ومن اهمها ما هي الإسلامو فوبيا وايضا كتاب العنصرية والحركات الاجتماعية والدولة.
وقدم ميلر العديد من المحاضرات في مختلف دول العالم، وبعد محاضرة القاها حول قيام الصهيونية ودورها في خلق حالة من الرعب ضد العرب والاسلام والشرق وضد الفلسطينيين واتهامهم بمعاداة السامية بشكل كبير فقامت جامعات الضغط واتحاد الطلاب اليهود في بريطانيا بملاحقته وملاحقة الجامعة للضغط من اجل وقفه عن العمل.
واعتبر ابو ظريفة ان هذا الاجراء الخطير الذي ادى الى وقفه عن العمل رسالة تعني ان كل من يوصل رسالة ضد الظلم من اجل العدالة والحرية والمساواة سيتم ملاحقته.
واكد ان المركز الثقافي للحوار والتنمية والحملة الاكاديمية لمواجهة الاحتلال قرر ان يقوم بهذه الحملة من اجل الاسناد للبروفيسور ميلر ، ومن اجل التعبير عن تضامننا معه ، والتعبير مع كل الاكاديميين وكل حركة التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني .
بدوره، شكر البروفيسور دايفيد ميلر المركز والحملة على الاستضافة وقال انه منذ فترة وهو يعمل في اعداد الدراسات في ايرلندا وعن السياسات الاستعمارية في عهد الاستعمار البريطاني.
وقال انه يرى ان هناك علاقة ما بين هذا الاستعمار معتبرا انه نفس الجذور الاستيطانية الاستعمارية فهناك تشابه بين الصراع في ايرلندا وفلسطين مما جعله يزداد تعمقا في البحث نتيجة التشابه في الظلم الذي واجهه الشعبين ، ايضا يرى ميلر ان هناك العديد من البيوت في بريطانيا وايرلندا ترفع العلم الفلسطيني مما جعله يزداد اصرارا على البحث في الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني.
ويرى ديفيد ميلر ان القضية الفلسطينية اصبحت ملموسة ويعرف الغرب ما يحصل في فلسطين من انتهاكات مثل اخلاء سكان حي الشيخ جراح ومهاجمة المسجد الاقصى.
واصبحت سياسة التطهير العرقي للفلسطينيين واضحة لدى المجتمعات الغربية واصبح جوهر القضية الفلسطينية واضحا ، وقال ديفيد ميلر ان ما حصل معي نتيجة ما اكتب وابحث كوني متخصص في الاسلاموفوبيا والحركة الصهيونية كوني متخصص في ذلك وعن ما تقوم بترويجه الصهيونية ضد الفلسطينيين ، وقمت باعداد محاضرة عن ذلك لتوضيح ايضا الانتهاكات والممارسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين ، فكان هناك غضب من قبل الاوساط الصهيونية فادى ذلك لوجود حملة صهيونية وبالذات المنتدى العالمي لمكافحة اللاسامية ضدي مما ادى الى رفض الجامعة لهذه المحاضرة وقامت بتشكيل فريق للتحقيق في هذه المحاضرة مما ادى من شدة الضغط الصهيوني والحملات الممنهجة من قبل اللوبي الاسرائيلي قررت الجامعة ايقافه عن العمل باعتباره معادي للاسامية على الرغم انه لا يحاضر شيء او يحرض لشيء ضد الشعب اليهودي ولكن كان يسرد وقائع عن الحركة الصهيونية وليس عن اليهود انفسهم او الشعب اليهودي.
واستهجن البروفيسور ميلر هذا القرار مؤكدا انه لم يحدث هذا الامر منذ سنوات بعيدة ان يهاجم اكاديمي ويفصل من جامعته على خلفية الرأي ، وانا الان اناضل من اجل العودة للجامعة ومعي كثير من المتضامنين ولكن القيادات الصهيونية المتنفذة في السياسة البريطانية تحاول استمرار الضغط لمنعي من العودة ، وفي ذات السياق يقول ميلر انه لا يوجد ضمان او حرية للطلبة الفلسطينيين المتواجدين في جامعة بريستول للتعبير عن آرائهم وموقفهم وهذا شيء سلبي.
بدوره، شكر ناصر ابو العطا استاذ الفلسفة والاجتماع في جامعة الاقصى المركز الفلسطيني على عقد هذه الندوة وعبر عن تضامنه الكامل مع البروفيسور ميلر ورحب ابو العطا باستضافته في الجامعات الفلسطينية للحديث عن واقع الحريات التي تعيشه حركة المتضامنين في اوروبا واسيا وخاصة فيما يتعلق القضية الفلسطينية ، واكد د. أبو العطا ان البروفيسور ميلر يحاول من خلال كتاباته ومحاضراته يحرر الوعي الزائف لدى المجتمعات الغربية حول المسألة الفلسطينية وطبيعة الصراع الفلسطيني ، وأكد د. ابو العطا اننا بأمس الحاجة لترجمة كتابه عن الاسلاموفوبيا وخاصة في حديثه عن الركائز الخمسة حول الارهاب والخوف من العرب والمسلمين ، حيث انه استطاع انتاج معرفي للكشف عن الحقيقة التي تقوم بها الدوائر الاسرائيلية والامريكية لتوجيه خطاب الاسلاموفوبيا ومعاداة اللاسامية والكشف ايضا عن ما يقوم به اليمين المتطرف وحركة اليمين الجدد وتساهم في خلق الفتن والانقسامات المتعددة في مجتمعاتنا العربية والاسلامية.
وتوافق ابو العطا مع البروفسيور ميلر على ان هناك تزايد ملحوظ في معرفة وفهم طبيعة الصراع في اوروبا واسيا ورصد لحجم الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وزيادة فهم اكثر من قبل النخب والبرلمانيين للمسألة الفلسطينية ، ويعد هذا التغير المهم في اوروبا يزعج الاحتلال الاسرائيلي واللوبي الصهيوني العاملة في هذه المجتمعات .
بدوره، شكر رمزي عودة منسق الحملة الاكاديمية لمواجهة الاحتلال البروفسيور ميلر على جهوده في دعم القضية الفلسطينية وكشف الحقائق التي يمارسها جيش الاحتلال وتعريف الطلبة في الجامعات العالمية حول المسألة الفلسطينية وقدم الدكتور رمزي عودة دعوة الى البروفيسور ميلر للحضور الى الجامعات الفلسطينية عن الاسلاموفوبيا وخطورة الخطاب العنصري على القضية الفلسطينية وتوجيه الرأي العام الغربي وتحريضه على ذلك .
وفي اطار الجهود التي تبذلها الحملة الاكاديمية لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في التاسع والعشرين من نوفمبر، واوضح الدكتور رمزي عودة انه ستتقدم الحملة الاكاديمية لترشيح السيد ميلر لجائزة التميز الاكاديمي التي سيمنحها السيد الرئيس محمود عباس كوسام للأكاديميين الذين يساهمون في رفع حالة التضامن مع الشعب الفلسطيني وايضا نشر الرواية الفلسطينية بمواجهة الرواية الصهيونية.
بعد العرض جرى فتح باب النقاش للحضور للوقوف على ما تحدث به المتداخلين ، وبذلك قدم عشرات المشاركين رسائل الشكر والتقدير والتضامن للبروفيسور ميلر على مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية والوقوف بجانبه في ظل ما يتعرض لحملات المضايقة وما قامت به جامعة بريستول من قرار تعسفي اتجاهه وتوجه الحضور في قاعة المركز او عبر تقنية الزووم بالعديد من الأسئلة والاستفسارات والمداخلات، كان معظمها ينصب على اهمية دور التضامن مع الشعب الفلسطيني ورصد كافة الانتهاكات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وفي الختام تقدم علاء حمودة مدير دائرة التدريب في المركز بالشكر لكل من ساهم في اثراء النقاش والحضور للتعبير عن الوقوف مع المتضامنين الاجانب مع قضيتنا الوطنية.
المصدر : الوطنية