لم يتوقع الطالب محمد الأسمر (20 عامًاً) أن تتسبب مشاركة صورة على مواقع التواصل الاجتماعي بفصله نهائيًا من الجامعة التي يدرس فيها بمستواه الأول، والتعميم على الجامعات. ويظهر في الصورة التي شاركها الأسمر موظف شؤون الطلبة في جامعة الأقصى وهو جالس أمام مكتبه، ويتنافس بإحدى غرف "الألعاب المفتوحة" على الانترنت وأمامه ثلاثة طلبة. ويؤكد الأسمر الذي يدرس الصحافة والإعلام في الجامعة أن حسه الصحفي دفعه إلى مشاركته الصورة للموظف وهو يلعب أثناء دوامه الرسمي، وهو ما اعتبره فساداً إدارياً يتوجب فتح تحقيق بشأنه وإيقافه عن العمل. ويسرد الأسمر لـ"الوطنيـة" اللحظات الأولى بعد نشر الطالب محمد عزيز الذي صور الموظف الصورة على "جروب" جامعة الأقصى، ويقول: " كانت الصورة في البداية عبارة عن "مزحة" بين الطلاب ولكن سرعان ما أًصبحت قضية رأي عام للمواطنين وفساد إداري بالنسبة لطلاب الجامعة". وأضاف " انتشرت الصورة بسرعة البرق عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ولاقت رواجًا كبيرًا بين النشطاء، والجميع أيد فكر التصوير لكشف فساد الموظفين في الجامعة". وما هي إلا لحظات بعد أن انتشار الصورة حتى اخترق مجهولين الجهاز الشخصي للأسمر وحسابة على "فيس بوك" لتغيير الصورة الأصلية المنشورة على صفحته بأخرى "مفبركة"، وفق قوله. لكن اختراق جهاز الحاسوب للطالب من قبل مجهولين وتغير الصورة الحقيقة بأخرى كان واضحاً جداً، مما دفعة لإعادة نشر الصورة الأصلية على صفحته لكشف الحقيقة. ويقول الأسمر إنه تفاجأ في اليوم الثاني باستدعاء إدارة الجامعة له لجلسة تحقيق حول حادثة الصورة. وأضاف " ذهبت إلى الجلسة فعاملوني كما يعامل المجرمين خلال عمليات التحقيق بصوت مرتفع جدًا، واتهام واضح وصريح لي وكأن المدرس لم يفعل شيئًا". وفصل مع الأسمر الطلبة محمد عزيز وغدير أبو مشعل ومحمد إسماعيل. وأكد أن عميد شؤون الطلبة منير أبو جديان واثنين من المدرسين في الجامعة هم من أجروا التحقيق معه، مشيراً إلى أن مراقبة إدارة الجامعة لحسابات "الفيس بوك" الخاصة بالطلاب قضية تمنع الطالب من التعبير عن حقوقه. ولم يبدي الأسمر أي ندم عن نشره للصورة، مشددًا على أن الذي يجب أن يفصل هو الموظف الذي يستغل أوقات العمل للعب على الإنترنت، مطالبًا إدارة الجامعة وكافة العاملين بها بضرورة إعادة النظر في قرار الفصل الصادر بحقه.

محاسبة الموظف

ولكنه عميد شؤون الطلبة في الجامعة منير أبو الجديان، يرى أن الطالب غير مسؤول عن محاسبة الموظف أو المدرس في الجامعة ويجب أن يعود لقسم الشكاوى في الجامعة. وفي نفس الوقت، لم يدعم أبو الجديان الموظف الذي تم تصويره، إذ أنه يعتبر أن ما قام به خلال الدوام من اللعب عبر الانترنت أمرًا غير مقبول نهائيًا. لكنه برر موقف الموظف بالقول إن: " فترة التسجيل أصلا في عمادة شؤون الطلاب قد انتهت من تاريخ 26 / 2 / 2015 ". ويتابع: " هذا وقت فراغ وبما أن الموظف لم يعيق أي طالب ومصلحته عن الدراسة من الطبيعي أن يلتهي الموظف للحظات، ولكن قد يكون أخطأ باللعب عبر الانترنت". واستدعيت إدارة الجامعة الطلاب الثلاثة الذي كانوا يقفون أمام مكتب موظف العمادة، وسألتهم عن سبب مجيئهم خلال فترة التسجيل، مؤكدًا أن ردهم جاء كالاتي "نحن الثلاثة كنا قد ذهبنا لتستوضح شيئًا من موظف العمادة، وتم إجابتنا خلال نصف دقيقة". ويرى أبو الجديان في حديثة لـ"الوطنيـة" أن الطالب أساء الى الجامعة واتهمها بالعديد من الألفاظ والكلمات "البذيئة" وهذا ما دفع الجامعة لتطبيق القانون الجامعي. وهنا يظهر اختلاف العميد مع الطالب، حيث أكد الطالب سابقًا بأنه غير نادم على أي شيئًا فعله من أجل مصلحة الطالب والجامعة، إلا أن العميد يؤكد أن الطالب قدم اعتذار شديد اللهجة للمدرس خلال استدعائه. وتساءل أبو الجديان " كيف للجامعة الأقصى المعروفة في المجتمع الفلسطيني أن تبقي على طلاب اتهموا موظفيها بأنهم يمارسون الاحتيال المالي على الطلاب". وتمني العميد من جميع الطلاب في جامعة الأقصى عدم نشر ما يشوه دون العودة إلى مصدر موثوق، " لأنه ذلك يعمل على تشويه صورة الجامعة بين المواطنين".

المصدر :