تمكن فريق من العلماء في جامعة أوتاغو النيوزيلندية وبالتعاون مع خبراء بريطانيين من صنع “أول جهاز في العالم” لإنقاص الوزن عبر قفل مغناطيسي صغير، ضمن الجهود العالمية لمكافحة وباء السمنة.
وبحسب موقع الجامعة فإن الجهاز الذي يدعى "DentalSlim Diet Control" هو قفل مغناطيسي صغير للغاية يجري تثبيته بواسطة أخصائي على أسنان المريض العلوية والسفلية.
ويسمح هذا القفل لمستخدمه بفتح فمه حوالي 2 مم فقط، مما يقيده باتباع نظام غذائي سائل، ولكنه يسمح له في نفس الوقت بحرية الكلام دون أن يؤثر على عملية التنفس.
وقد خسر المشاركون 6.36 كيلو غرامات كمعدل وسطي خلال أسبوعين، معربين عن حماسهم في مواصلة رحلة إنقاص أوزانهم.
ووفق "الحرة" قال البروفيسور بول برونتون، كبير الباحثين في جامعة أوتاغو للعلوم الصحية، إن الجهاز سيكون أداة فعالة وآمنة وبأسعار معقولة للأشخاص الذين يعانون من السمنة؛ مشيرًا إلى أنه سيتم تركيبه من قبل طبيب أسنان مع إتاحة إزالته وتركبيه بشكل متكرر، ومع إمكانية التخلص منه في حالة الطورائ. وأضاف برونتون: "العائق الرئيسي أمام الأشخاص لإنقاص الوزن بنجاح هو الامتثال، وهذا الجهاز سيساعدهم على إنشاء عادات جديدة، مما يسمح لهم بالتقيد بنظام غذائي منخفض السعرات الحرارية لفترة من الوقت".
وأكد أنه يعتبر بديلًا جيدًا للعمليات الجراحية التي يلجأ إليها بعض الناس لإنقاص وزنهم مثل شفط الدهون أو شد البطن دون أن توجد له أي "آثار سلبية".
وكشفت الدراسات الحديثة أن 1.9 مليار بالغ في جميع أنحاء العالم لديهم زيادة الوزن و 650 مليونًا يعانون البدانة المفرطة التي تؤدي إلى وفاة حوالي 2.8 مليون شخص سنويًّا.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 57٪ من السكان البالغين في العالم سيعانون من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2030.
ويوضح برونتون، أنه بالإضافة إلى المخاطر الصحية للبدانة فإن لها كذلك آثارًا نفسية خطيرة مثل الاكتئاب وفقدان الثقة النفس واضطرابات الأكل، بالإضافة إلى التعرض للتنمر والمضايقة من الآخرين.
ونوه إلى أن "القفل المغناطيسي" سيكون مفيدًا بشكل خاص لأولئك الذين يضطرون إلى إنقاص الوزن قبل الخضوع لعملية جراحية تتطلب ذلك، ولمرضى السكري الذين يمكن لفقدان الوزن أن يساعدهم في التعافي وعيش حياة طبيعة بنسبة كبيرة.
وكانت ممارسات إغلاق فكي الأشخاص جراحيًّا شائعة في الثمانينيات من القرن الماضي، ولكن كان لها العديد من السلبيات مثل التقيؤ وخطر الاختناق وأمراض اللثة، ناهيك عن إصابة الكثير ممن خضعوا لها لحالات نفسية حادة.
وهنا يقول المشرفون على الاختراع الجديد: إن ما يميزه عن تلك العمليات آنفة الذكر أنه بإمكان مستخدميه التعامل معه بأريحية وفكه كل ثلاثة أسابيع لأخذ راحة من النظام الغذائي الذي كان يسيرون عليه قبل تركبيه مرة أخرى.
وشددوا على أن ذلك "سيتيح اعتماد نهج تدريجي لفقدان الوزن مدعومًا بنصائح من اختصاصي التغذية؛ مما يسمح بتحقيق أهداف فقدان الوزن على المدى الطويل".
ويتم إعطاء المرضى أداة لفتح الجهاز في حالة الطوارئ، ولكن لم يكن أي من المشاركين في الدراسة بحاجة إلى استخدامها، بحسب قولهم.
المصدر : سبق