أكد القيادي في حركة "حماس" حسام بدران، أن التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، بين الفصائل الفلسطينية و"إسرائيل" عبر وساطات، كان بشكل "متبادل ومتزامن دون الاتفاق على مدة محددة".
وقال بدران، خلال حديثه لوكالة "الأناضول"، إنه "لا يوجد اتفاق على مدة محددة لوقف إطلاق النار، سواء طالت أم قصرت".
وأوضح أن كافة الأفكار الأخرى، سواء هدنة طويلة الأمد أو غيرها، "تحتاج إلى بحث تفصيلي وطنيا".
وفجر 21 مايو/أيار المنصرم بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة بوساطة مصرية، بعد مواجهة عسكرية استمرت 11 يوما، شنت خلالها إسرائيل مئات الغارات الجوية والقصف المدفعي، ما تسبب باستشهاد وجرح مئات الفلسطينيين.
وتسبب في اندلاع القتال في غزة، الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل في مدينة القدس، وبخاصة في المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح"، حيث تسعى لإخلاء منازل فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
"هنية" نحو القاهرة
وذكر بدران أن حركته تجري ترتيبات فنية، لزيارة رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، للعاصمة المصرية القاهرة، فيما لم يتم تحديد موعد لهذه الزيارة بعد.
ولفت إلى أن هنية سيبحث خلال اللقاء "ما يتعلق بوقف إطلاق النار وضرورة تثبيته، وتبعات العدوان، خاصة فيما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى وحيّ الشيخ جراح".
وأوضح أن ملف القدس يشكّل خصوصية لدى حركته، متابعا: "على الجميع أن يدرك أن هذا الملف خط أحمر لا يمكن تجاوزه".
وكان هنية قد أعلن عن اعتزامه زيارة القاهرة، في الفترة القادمة، لبحث عدد من الملفات المرتبطة بآخر المستجدات على الساحة الفلسطينية.
وحول مستقبل "وقف إطلاق النار" بغزة، قال بدران إن هذا التوافق "له ظروفه ولا يمكن لأحد ضمان مستقبله خاصة في ظل السلوك العدواني للاحتلال".
واستكمل قائلا: "الاحتلال يعتدى دوما ولا يلتزم بالاتفاقيات، وهدفه الأساسي دوما هو محاصرة شعبنا ومحاولة تركيعه وتثبيت حقائق جديدة على الأرض".
وأشار بدران إلى أن تجدد المواجهة بغزة أمر مرتبط بشكل أساسي بـ"الإجراءات التي يتخذها الاحتلال"، واستدرك قائلًا: "لكن من السابق لأوانه الحديث عن تصعيد جديد".
ملف الإعمار
وقال بدران إن ملفي إعادة إعمار قطاع غزة، والحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ 15 عامًا، سيكونان من القضايا الأساسية المطروحة على طاولة النقاش في القاهرة.
وتابع: "إعادة الإعمار بغزة ورفع الحصار عن القطاع هو حق طبيعي لشعبنا، وليس من حق أحد أن يجعل هذا الملف مرتبطا بمصالح سياسية أو يسعي لمكاسب ذاتية هنا وهناك".
وأوضح أنه ليس من حق "الاحتلال التدخل بموضوع الإعمار أو يضع اشتراطات في هذا الأمر كونه السبب المباشر لتدمير البنية التحتية وهدم البيوت السكنية والأبراج المدنية".
تجدر الإشارة إلى أن مئات الوحدات السكنية إضافة لمنشآت حكومية ومصانع ومؤسسات قطاع خاص تعرضت للتدمير خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، إما كليا أو جزئيا.
الجنود الأسرى
ونفى بدران ارتباط ملف الجنود (الإسرائيليين) الأسرى لدى حركته بغزة بالمباحثات السياسية المتعلّقة بوقف إطلاق النار أو إعادة الإعمار.
وقال إن هذا الملف "مستقل بذاته ومنفصل عن كافة القضايا السياسية، أو المواجهات الميدانية".
وتابع: "حق أسرانا أن نحررهم من سجون الاحتلال، وبالتالي ثمن إنهاء هذا الملف معروف هو تبادل يؤدي إلى خروج أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال".
وتحتفظ "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، بأربعة إسرائيليين، اثنان منهم، أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما)، في حين دخل الاثنان الآخران غزة في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.
بينما تعتقل إسرائيل نحو 4500 فلسطيني، بينهم 39 سيدة، ونحو 155 طفلا، حسب مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.
الوحدة الوطنية
كما سيبحث هنية خلال زيارته إلى القاهرة، ملف الوحدة الوطنية (مع الفصائل الفلسطينية)، الذي وصفه بدران بأنه "استراتيجي ومنهجية ثابتة لدى حماس".
وأوضح أنه قد حان الوقت لـ"إحداث اختراق حقيقي في هذا الملف بعد الالتفاف الشعبي الواسع حول المقاومة ومشروعها، عقب العدوان الأخير على القدس والضفة، والمواجهة العسكرية في غزة".
وطالب بدران بـ "توحيد الخطاب الوطني الفلسطيني أمام العالم على قاعدة أن الشعب يعيش تحت الاحتلال ومن حقّه التخلص منه وأن يقاومه بكافة الأشكال والأساليب المتاحة".
وتشهد الساحة الفلسطينية انقساما منذ يونيو/حزيران 2007، عقب سيطرة "حماس" على قطاع غزة، في حين تدير "فتح" الضفة الغربية، فيما لم ينجح الوسطاء بتحقيق المصالحة بين الحركتين حتى اليوم.
المصدر : الوطنية