شاركت عدد من المنظمات الحقوقية الدولية والمراكز الثقافية الإيطالية، والنائب عن الحزب الديموقراطي الحاكم في إيطاليا "ليا كوارت ابيلي"، في مؤتمر حول الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية عقد الجمعة، في بيت الثقافة في مدينة ميلانو. وأعلن مركز "بيت الثقافة" الإيطالي (case della cultura)، إن المؤتمر يهدف إلى إتاحة الفرصة للاستماع إلى الجانب الإنساني من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتسليط الضوء على الإشكالات القانونية التي تحكم الأسرى، في ظل إحياء الفلسطينيين "ليوم الأسير"، وضمن "الحملة الدولية لتحرير القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، والسياسيين الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية". وبدأ المؤتمر ببث لقاء مصوَّر مع المحامية فدوى البرغوثي، زوجة الأسير "مروان البرغوثي"، وهي ناشطة فلسطينية ومعتقلة سابقة في السجون الإسرائيلية، وقد تحدثت عن المعاناة التي يلاقيها زوجها في السجن، موضحة الصعوبات الكبيرة التي تواجهها وعائلتها من أجل زيارته. وقال السيد "جانيكي كنجولي"، مدير المركز الإيطالي للسلام في الشرق الأوسط، أن الأسرى السياسيين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يتم الاحتفاظ بهم، من أجل "عمليات تبادل أسرى" قد تحدث في المستقبل، مشيرا أن من حق الفلسطينيين أن يقاوموا لكن بشرط عدم التعرض للمدنيين. من جهته تحدث "إحسان عادل" المستشار القانوني للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، عن التشريعات الإسرائيلية الخاصة بالتعامل مع الأسرى الفلسطينيين، وضرب بعض الأمثلة من المواد القانونية التي تحتويها الأوامر العسكرية الإسرائيلية وتخالف القانون الدولي الإنساني، ولا سيما تلك التي تجرّم العمل السياسي الفلسطيني، وتنتقص من حقوق المعتقل في الدفاع، والإفراط في استخدام أوامر الاعتقال الإداري. كما تضمن المؤتمر كلمة لـ "تشانتل انتونيزي" من فريق منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وإيطاليا، تحدثت فيها عن انتهاكات حقوق الطفل التي تتسم بها السلطات الإسرائيلية في اعتقالها للأطفال الفلسطينيين ومحاكمتهم. كما تحدث كل من "محمد حنون"، رئيس التجمع الفلسطيني في إيطاليا، و"داريو روسي" من مؤسسة المحامين الديمقراطيين، عن أهمية دعم الفلسطينيين في نضالهم للاحتلال، وواجب المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الأوروبية، في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء معاناة الأسرى ووقف انتهاكه لحقوقهم، وواجب المنظمات المحلية الأوروبية في الوقوف إلى جانبهم وجانب عائلاتهم. وتحدثت "ابيلي" عن موقف الحكومة الإيطالية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولا سيما فيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، معرجة على مسألة اعتقال النواب الفلسطينيين، وآخرهم النائب "خالدة جرار". وشهد المؤتمر حضوراً كبيراً من النشطاء والمهتمين بالصراع العربي الإسرائيلي في إيطاليا، وتضمن نقاشات واسعة واختلافاً في وجهات النظر. وختم بفتح المجال أمام الحضور لطرح الأسئلة، والتي تركزت حول الأطفال الفلسطينيين المعتقلين، و"التعذيب في السجون الإسرائيلية" وسبل وآفاق الحلول المستقبلية.

المصدر :