تواصل شحنات الإغاثة الطبية من جميع أنحاء العالم الوصول إلى مطار بيروت الدولي، فيما تبدي مزيد من الدول استعداداها لتقديم العون والدعم للبنان لمواجهة تداعيات انفجار بيروت الصحية والاقتصادية.
وأعلن البنك الدولي استعداده لحشد موارده لمساعدة لبنان بعد الانفجار الهائل الذي أودى بالعشرات وخلف آلاف الجرحى ودمر جزءا من بيروت.
وأكدت المؤسسة قدرتها على استخدام خبراتها "لإجراء تقييم سريع للأضرار والاحتياجات ووضع خطة لإعادة الإعمار وفق المعايير الدولية"، حسب بيان صادر عنها الأربعاء.
واقترحت "تبادل الدروس والخبرات من كل أنحاء العالم في إدارة عمليات التعافي وإعادة الإعمار بعد الكوارث".
كما شدد البنك الدولي على أنه يمكنه "المشاركة بفعالية في منصة مع شركاء لبنان، لحشد الدعم المالي، العام والخاص، من أجل إعادة الإعمار".
وقال البنك إنه "شريك لبنان منذ فترة طويلة"، مشددا على استعداده "لإعادة برمجة الموارد الحاليّة واستكشاف تمويل إضافي".
وكان البنك الدولي منح لبنان في نيسان/أبريل قرضا قيمته 120 مليون دولار لدعم قطاع الصحة.
من جانبها، قالت الأمم المتحدة، إن الأضرار التي خلفها انفجار مرفأ بيروت سيفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وقال نائب المتحدث باسم المنظمة الدولية، فرحان حق، خلال مؤتمره الصحفي اليومي بنيويورك "نتوقع أن يؤدي الضرر الذي لحق بالميناء إلى تفاقم الوضع الاقتصادي والأمن الغذائي بشكل كبير في لبنان الذي يستورد نحو 80-85% من المواد الغذائية".
وأوضح المسؤول الأممي أن "دعم المستشفيات والاستجابة للصدمات تحتل الأولوية القصوى" للأمم المتحدة، مضيفا أن منظمة الصحة العالمية "تعمل بشكل وثيق مع وزارة الصحة اللبنانية لإجراء تقييم للمستشفيات في بيروت ووظائفها واحتياجاتها لتقديم الدعم الإضافي، خاصة في خضم جائحة كـوفيد-19".
وأعلن حق أن خبراء من الأمم المتحدة والعديد من الدول في طريقهم إلى بيروت للمساعدة في الاستجابة لحالة الطوارئ في لبنان.
إلى ذلك، تواصل شحنات المساعدات الطبية العاجلة والمستشفيات الميدانية بالوصول إلى لبنان منذ الأربعاء، وكان أولها من الكويت ومن قطر التي بدأت بإرسال مستشفيات ميدانية للتخفيف من الضغط على النظام الصحي المنهك فعلا هناك.
وأرسلت بغداد طائرة خاصة محملة بمساعدات طبية عاجلة لمواجهة آثار انفجار مرفأ بيروت.
كما أعلنت سفارة طهران لدى بيروت، إرسال طائرة مساعدات من جمعية الهلال الأحمر الإيرانية، على متنها مستشفى ميداني، وطاقم طبي من الجراحين والمختصين، وكمية أدوية ومساعدات إنسانية.
وقالت مصر إنها أرسلت طائرتي مساعدات طبية إلى لبنان. وأعلنت الرئاسة التونسية إرسال طائرتين عسكريتين تحملان مساعدات غذائية وأدوية ومستلزمات طبية إلى لبنان. كما أمر الرئيس التونسي قيس سعيد باستقبال 100 جريح لبناني لعلاجهم في المستشفيات التونسية.
وذكرت وزارة الطوارئ الروسية أنها أرسلت خمس طائرات للمساعدة في إزالة أنقاض انفجار مرفأ بيروت.
واستقبل لبنان، مساء الأربعاء، طائرة عسكرية تركية محملة بمستلزمات طبية وطواقم بحث وإنقاذ لمساعدته في مواجهة كارثة انفجار بيروت.
وأرسلت وزارة الصحة التركية عبر الطائرة، فريق إنقاذ طبي مكونا من 21 شخصا، ووحدتي الاستجابة للطوارئ، و3 خيام لإيواء الأفراد، وأدوية وإمدادات طبية، فيما أرسلت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" 10 أفراد ومعدات وسيارة إنقاذ.
ووقع انفجار ضخم في مرفأ بيروت، الثلاثاء، ما أسقط 137 قتيلا ونحو 5 آلاف جريح، إضافة إلى عشرات المفقودين تحت الأنقاض، بجانب دمار مادي هائل، وفق وزير الصحة، حمد حسن.
وقدر محافظ بيروت مروان عبود، قيمة أضرار الانفجار المبدئية بين 10 إلى 15 مليار دولار.
وأعلنت الحكومة اللبنانية، أمس الأربعاء، إجراء تحقيق يستغرق خمسة أيام، فيما دعا رؤساء حكومات سابقون، بينهم سعد الحريري ونجيب ميقاتي، إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية أو عربية لتحديد أسباب الانفجار.
المصدر : الوطنية