اعتبر رئيس جمعية "ليس بإسمنا" التشيكية الداعمة للحقوق الفلسطينية زدينيك يهليجكا، الرئيس التشيكي ميلوش زيمان حليف منحاز لإسرائيل، ووصف رئيس الوزراء أندريه بابيش بأنه تاجر في السلطة والسياسة كما في الأعمال والزراعة، وقال معلقاً على الجدل الدائر في جمهورية التشيك حول مقال وزير الخارجية توماش بيترشيك الرافض لمسعى إسرائيل لضم غور الأردن وأجزاء من الضفة الغربية المحتلة، إن معارضي المقال يحاولون فرض رؤيتهم السياسية الخاصة ويمارسون الكذب والسذاجة السياسية والخداع الإيديولوجي.
وقال زدينيك يهليجكا إنه من الخطير أن يحاول يحاول رئيس الجمهورية فرض رؤيته ومواقفه المنحازة بحزم لاسرائيل على السياسة الخارجية التشيكية، رغم انها، وفقاً للدستور التشيكي، من اختصاص وزارة الخارجية والحكومة.
ووصف هجوم الرئيس زيمان على وزير الخارجية واتهامه بالخروج عن السياسة المعهودة لجمهورية التشيك، بأنه كذب ورياء مقصود وتجاهل متعمد لتبني السياسة الخارجية التشيكية لحل الدولتين في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضاف أن انحياز رئيس الوزراء أندريه بابيش لموقف الرئيس ضد وزير خارجيته ليس مفاجئاً، إذ يتصرف كرجل أعمال وتاجر ليس فقط في الزراعة، ولكن في السياسة، ولا يعتبر القضية الفلسطينية مهمة للمخاطرة بتحالفه المصلحي مع الرئيس..
وتابع إن رئيس مجلس النواب راديك فوندراتشيك من حزب "أنو" التابع لرئيس الوزراء، أظهر سذاجة سياسية وخداع إيديولوجي في كانون الثاني (يناير) الماضي، عندما ضغط في مجلس النواب التشيكي لاعتماد تعريف لمعاداة السامية ينص على اعتبار أي انتقاد للسياسة الإسرائيلية ممارسة معادية للسامية، وذلك استجابة لضغوط الحركة الصهيونية العالمية وهو ما لم يمر.
وبطبيعة الحال، تابع زدينيك, فإن دعم احتلال الأراضي الأجنبية بالقوة لا يتعارض مع القانون الدولي فحسب، بل يتناقض مع السياسة الرسمية التشيكية، ويتماثل بشكل مباشر مع التجربة (التشيكوسلوفاكية) التي مرت باحتلالين بائسين في العصر الحديث، ولا يمكن التفكير على الإطلاق في أن حجج المحتلين تكتسب شرعية أمام الجمهور التشيكي، كما لا يمكن بأي حال أن يؤيد المجتمع التشيكي احتلال واستعمار الأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل.
لهذا السبب، يقول زدينيك، فإن السياسيين والصحفيين والناشطين الداعمين لإسرائيل يجدون، في رأيي، أنفسهم في عزلة في بلادنا لانهم، ورغم من كل الدعم الإعلامي الذي يتلقونه، ليس لديهم ما يقدمونه للجمهور التشيكي.
نصائح للعمل الفلسطيني
ورداً على سؤال عما ينصح به الدبلوماسية الفلسطينية والجاليات الفلسطينية في الخارج لنقل الرواية الفلسطينية للمجتمعات الغربية؟ أجاب رئيس الجمعية التشيكية زدينيك يهليجكا: حقيقة ورغم تقديري لنضالات الشعب الفلسطيني وجهود جالياته الطويلة من اجل استرداد حقوقه الوطنية فإنها لا تلقى التجاوب المطلوب.. وتبدو غالباً غير مسموعة، إلا أنها لا تزال تلقى صدى مع تغير الأشياء حولنا.
وأضاف: التطورات الأخيرة في إسرائيل، وصعود الشعبوية اليمينية في العالم، تعيد طرح القضية الفلسطينية، باعتبارها حركة نضال من أجل الحرية والعدالة والمساواة وسيكون لها صدى تراكمي..
وكي اكون اكثر تحديدا، تابع زدينيك، يجب ألا يحجم الفلسطينييون في الخارج عن التواصل على نطاق واسع مع الجمهور المحلي لدفع الراي العام لممارسة المزيد من الضغط على قادته السياسيين، ويتعين على الفلسطينيين أنفسهم، القيام بدورهم في مخاطبة المجتمعات الذي يعيشون فيها من خلال قصص معاناتهم الخاصة وشهاداتهم الشخصية وهي من بين الاشياء الأكثر تأثيراً في الرأي العام..
وأضاف: مثل هذه الشهادات الحية يتفرد بها الفلسطينيون، ويمكنهم مشاركتها مع الناس أينما عاشوا، لفتح أعين الآخرين على الرواية الحقيقية للمعاناة الفلسطينية.. وأعتبر أن من المهم التعبير عن موروث وحاضر الثقافة الفلسطينية بكل تاريخها الثري قبل إعلان قيام دولة إسرائيل، وبذلك يمكنهم أن يواجهوا بنجاح الدعاية الرامية إلى تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم وانكار وجودهم.
ركزوا على صفحات التواصل
وبسؤاله..كيف يمكننا دفع الإعلام باستخدام الذاكرة التاريخية التشيكية لتبني تغطية موضوعية للقضية الفلسطينية العادلة في مواجهة الغطرسة والدعاية الإسرائيلية في الجمهورية التشيكية؟
أجاب زدينيك يهليجكا، إن وسائل الإعلام التشيكية عمومًا أقل إفادة، بسبب المواقف غير المستقرة للعديد من الصحفيين المحليين الواقعين تحت ضغط الوجود القوي للوبي الاسرائيلي وتاثيره على الاعلام التشيكي، وهم في الغالب يرفضون التعامل مع الرواية الفلسطينية، وبالتالي، فإن العمل مع وسائل الإعلام العامة، مسألة مرهقة للغاية الأن وتواجهها عناصر الجهل والاحكام المسبقة وعدم الاهتمام.
وحالياً، أرى بعض الأمل في تعليقات تقدمية اقرأها في صفحات التواصل الاجتماعي، وفي الحقيقة فإن الشباب على وجه الخصوص يبحثون عن معلومات خارج الاعلام الرسمي المنحاز وهذا ما يتوجب على الفلسطينيين العمل فيه نشر روايتهم.
وتعمل جمعية "نيه ناشيم إيمينيم Ne našim jménem " ويعني اسمها باللغة التشيكية "ليس بإسمنا" على دعم الحقوق الفلسطينية تحت شعار "من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط" ويمكن اعتبارها الرديف التشيكي لحركة التضامن العالمية الداعمة للقضية الفلسطينية.
المصدر : براغ - عمر بسيسو - الوطنية