قال رئيس الوزراء محمد اشتية، مساء اليوم الخميس، إن الخطة التي كشف عنها الرئيس الأميركي ترمب تقترح نظام فصل عنصري لا أكثر، وتعطي الشرعية لبرنامج استعماري في الضفة الغربية.
وأوضح اشتية، خلال لقاء تلفزيوني مع قناة "CNN"، أن القيادة والشعب الفلسطيني رفضا هذه الخطة لأنها ببساطة تعطي القدس بشكل كامل للإسرائيليين، وتخلق تقسيما زمانيا ومكانيا في المسجد الأقصى، وتبقي على المستوطنات اليهودية على الأراضي الفلسطينية، بحيث يبقى 720 ألف مستوطن بشكل غير قانوني وغير شرعي على أراضينا.
وأضاف: "ما يقدمه الرئيس ترمب فعليا هو 60% من الـ 22% من فلسطين التاريخية، أي يريد اقتطاع 40% من الأراضي الفلسطينية، بالوقت الذي كان من المفترض أن تضمن اتفاقية أوسلو كل الضفة وغزة للفلسطينيين ما يشكل الدولة الفلسطينية".
وأردف: "هذه الخطة ببساطة تخلق "بانتوستانات" فلسطينية ضمن دولة إسرائيل، ولا يمكن أن يقبل الفلسطينيون هذا الواقع بأي شكل من الأشكال".
وحول الادعاءات الأميركية بأن الفلسطينيين يضيعون الفرص، قال رئيس الوزراء: "هذه ليست فرصة، ولا مقدمة للتفاوض، بل إبقاء للأمر الواقع، وتسميته دولة فلسطينية".
وشدد على أن هذه الخطة لا يمكن أن تكون بديلا عن القانون الدولي، وليس لها شركاء، وهي عبارة عن شراكة بين حليفتين هما الولايات المتحدة وإسرائيل، تم استبعاد الفلسطينيين منها تماما.
وأكد أن كل العالم أصدر بيانات رفض لمبادرة ترمب، ولا يمكن للعرب أن يكونوا إلا إلى جانب الفلسطينيين، وغير ذلك يعني أنهم يقفون إلى جانب نتنياهو.
وتابع : "هذه الخطة متحيزة 100% للإسرائيليين، وهي على انسجام كامل مع ما يريده نتنياهو، لأنه هو كاتبها، إذ تحمل نفس لغته وأفكاره وخطاباته التي سمعناها وقرأناها سابقا".
وعبر عن استهجانه للخطة قائلا: "ليس فيها سيادة للفلسطينيين ولا سيطرة على المعابر، ولا تتحدث عن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، والأهم من ذلك كسر الأمر الواقع في الحرم الشريف"، معتبراً أن المبادرة تمثل تراجعا للوراء لا تقدما للأمام.
وبين أن الخطة تشمل شرعنة لانتهاك القانون الدولي من أجل إبقاء الأمر الواقع كما هو، مع تناسي أننا نتحدث عن احتلال إسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
ولفت: "لا يجب السماح لإسرائيل أن تكون فوق القانون، وهي تنتهك حقوق الإنسان وتستولي على الأراضي الفلسطينية، وتبني مستوطنات يهودية بشكل غير شرعي وغير قانوني".
واستطرد "الولايات المتحدة لا تستطيع منح أشياء لا تمتلكها، هذه أراض فلسطينية، وإسرائيل ليس بإمكانها ضم أي جزء منها"، مؤكدا أن "ما يحدث الآن هو أن الإدارة الأميركية تحاول خلق مرجعية جديدة للحل، وإعطاء شرعية لهذا الضم، وهذا وضع خطير جدا".
واستدرك: "وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في القاهرة السبت المقبل، وسيكون صوتهم عاليا وواضحا بالتأكيد على دعمهم للحقوق الفلسطينية".
وأضاف: "بعض الدول العربية تعتقد أنه من الممكن إعطاء فرصة لهذه المبادرة، لكن ذلك غير ممكن لأنها بكل بساطة تعطي القدس (عاصمة فلسطين المستقبلية) للإسرائيليين، ولا يوجد أي دولة عربية ستقبل ضم إسرائيل للقدس".
وبخصوص العاصمة الفلسطينية التي تحدث عنها ترمب في خطنه، قال اشتية "الرئيس ترمب يقول إن الفلسطينيين بإمكانهم اختيار أي أرض خارج حدود القدس، أي الجدار الذي بناه الاحتلال، وتسميتها القدس واعتبارها عاصمة لهم".
وتابع: "القدس ليست أي جزء من القدس، القدس هي البلدة القديمة والمنطقة المحيطة بها وكل حوض المدينة المقدسة، حيث يعيش 300 ألف مقدسي في المدينة وحولها، القدس هي المدينة التي تم احتلالها عام 1967، قلبها الكنيسة وقلبها المسجد، هذه هي القدس بالنسبة لنا، ولن نقبل بغيرها".
وقال: "إنه لأول مرة، ومنذ 1948 أصبح تعداد الفلسطينيين يفوق تعداد اليهود الإسرائيليين بـ200 ألف نسمة في فلسطين التاريخية"، موضحا أن ذلك يعني "أن إسرائيل يجب أن تواجه الحقيقة، وإذا ظن نتنياهو أنه يربح في المدى القريب، فإنه وإسرائيل سيخسران في البعيد".
وشدد على أن إسرائيل اليوم أمام خيارين إما دولتين او دولة فصل عنصري؛ لأن الإسرائيليين ونتنياهو على وجه التحديد لا يريدون حل الدولتين ولا حل الدولة الواحدة، إنما الحفاظ على أمر واقع يجر توابع كارثية ويقود لدولة فصل عنصري في كل فلسطين.
المصدر : الوطنية