كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مساء اليوم الثلاثاء، تفاصيل خطته لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والتي تعرف باسم "صفقة القرن"، بالتزامن مع المظاهرات الشعببية العربية المناهضة لهذه الخطة باعتبرها تضر بالفلسطينيين وتجبرهم على تقديم تنازلات مجحفة لصالح الاحتلال.
وقال ترمب، في مؤتمر صحفي، عقد بالعاصمة الأمريكية واشنطن، بحضور رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وعدد من الوزراء الأمريكيين والإسرائيليين، إن هذه الخطة تمتد بـ 80 صفحة وهي مفصلة أكثر من أي صفقة أخرى وكما رأيت مشاكل شتى وهي تحتاج إلى حلول تكتيكية لنجعل الفلسطينيين والإسرائيليين ينعمون في منطقة أكثر أمنا وازدهاها وهي ترضي كافة الأطراف ويحل مشكلة الدولة الفلسطينية وتنعم إسرائيل بالأمن".
وأضاف: أن الأهم لهذه الصفقة هو أن القدس ستبقى عاصمة لـ"إسرائيل" غير مقسمة وستبقى تحت سيادة الاحتلال.
وأكد على تصميمه بإتباع مسارا بناء لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وبناء السلام بينهم قد يكون التحدي الأصعب والإدارات السابقة حاولت وفشلت فشلا ذريعا لكنني لم أنتخب للقيام بأمور صغيرة أو الابتعاد عن القضايا الشائكة الكبرى.
وشدد على أنه خطى اليوم خطوة كبيرة نحو السلام وبهرت بما وصلت إليه "إسرائيل" وهي مركزا للديمقراطية والتجارة وهي ضوء يعم العالم وهي مكان مقدس ووعد غليظ للشعب اليهودي".
وتابع: قمت بالكثير من أجل إسرائيل من خلال نقل السفارة الأمريكية للقدس واعترفت بهضبة الجولان، والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الذي وصفه بـ"السيء".
وأردف "وقمت بالكثير من الأمور أيضاً للفلسطينيين لن يصلوا لدولة مستقلة لهم بعد 70 عاماً وهي الفرصة الأخيرة المتاحة إليهم".
وأشار إلى ان فرصتنا ستضمن فرصة تاريخية للفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة، والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين وسوف تفتتح أمريكا سفارة لها.
ولفت إلى أن "إسرائيل" ستعمل مع ملك رائع ملك الأردن وسيتمكن المسلمين من الصلاة بالمسجد الأقصى بسلام، وخطتنا توفير الدعم بواقع 50 مليار دولار للفلسطينيين خلال 10 أعوام القادمة إذا طبقت هذه الصفقة.
وبين أن فرص العمل والازدهار ستكثر على الشعب الفلسطيني، وستنخفض البطالة للنصف وسيتعمدون على أنفسهم لأنهم أنساس ذو كفاءة.
واستدرك: "سنعمل على تمكين الفلسطينيين ليتمتعوا بالكرامة ويعتمدوا على ذاتهم ونطلب أن يرتقوا لمستوى التحدي للتعايش المشترك مع إسرائيل، من خلال القوانين الأساسية لمكافحة الفساد ووقف نشاطات حركة حماس والجهاد ووقف إثارة الكراهية ضد الإسرائيليين وقطع دابر الإرهاب، ووقف توفير التعويضات الإرهابية من حماس".
وأردف: خطتي تهدف لتوفير المساحة للفلسطينيين حتى يتمكنوا من الوصول إلى الدولة، وتواصلت مع الرئيس محمود عباس بأن الأراضي المخصصة لدولته ستخصص بعد 4 سنوات ويمكنهم أن يتفاوضوا مع "إسرائيل" لكي يصلوا للدولة المستقلة.
وزعم أن هذه الصفقة سوف تبصر النور للفلسطينيين، وأن شعبها سوف يصل لدولته، وأن واشنطن مستعدة للعمل مع جميع الأطراف لاستقبال الدعم حتى تحقيق هذه الخطة.
وأوضح أن أمريكا مهتمة بالسلام وهناك العديد من المسلمين والمسيحيين لم يزوروا الأقصى وكنيسة القادمة، وسوف تزدهر الأديان في العصر القادم باعتبارها أماكن مقدسة ولا يجب أن تكون أماكن صراع ونزاع.
واختتم حديثه: "أود ان أشكر والبحرين وعمان والإمارات الذين أرسلوا سفرائهم ليكونوا معنا اليوم وللاحتفال، وآن الأوان للعالم الإسلامي أن يصلح الخطأ الذي ارتكبه عام 1948 بمهاجمة إسرائيل".
بدوره، عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناهو عن شكره لسفراء الإمارات وعمان والبحرين الذين حضوا وشاركونا هذه اللحظات التي وصفها بـ"العظيمة".
وأوضح أن خطة الرئيس الأمريكي للسلام خطة استثنائية، مشيراً إلى أن ترمب أكد وأصر أن تكون لـ"إسرائيل" سيادة على القدس والجولان وغور الأردن.
وأضاف: أوافق على التفاوض مع الفلسطينيين على أساس خطتك للسلام، وقررت أن اعتمد خطة ترمب كأساس لحل الصراع والتفاوض مع الفلسطينيين
وبين أن خطة ترمب تعتمد بالأساس على اعتراف الفلسطينيين بدولة "إسرائيل"، ونؤكد أنه يجب معالجة ملف اللاجئين الفلسطينيين لكن خارج حدود دولة "إسرائيل".
وأشار إلى أن الخطة أيضاً تعتمد على نزع سلاح حركة "حماس" وتركها في غزة، في حين أن إسرائيل لن تفوت هذه الفرصة.
وتابع أن هذه الرحلة كانت مذهلة، الرئيس ترمب أفخر أن أكون موجوداً هنا اليوم برفقة زوجتي والسفير الإسرائيلي، ومستشار الأمن القومي.
واستطرد: هذه لحظة تاريخية وهي تدشن حدث تاريخي، بداية عام 1948 بداية مستقبل مشرق لـ"إسرائيل"، وفي هذا اليوم 28//1/2020 أصبح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أول قائد يعترف بالقدس غير مقسمة لـ"إسرائيل" وجزء أصيل من إرثنا.
وأردف: "منذ لحظة ولادتها طاقت إسرائيل لتحقيق السلام مع جيرانها مع الفلسطينيين والعديد من الخطط فشلت لأنها لم تضرب توازناً بالمصالح الإسرائيلية وحاولت أن تضغط إسرائيل للانسحاب من منطقة غور الأردن وأركت ان إسرائيل يجب أن يكون لها سيادة عليها".
وشدد على أن ترمب أكد وأصر أن تكون لـ"إسرائيل" سيادة على القدس والجولان وغور الأردن، وأدرك أنه ينبغي أن تكون لها سيادة لتكمن "إسرائيل" من الدفاع عن نفسها بنفسها.
وأكد على أن الرئيس الأمريكي يعد أكبر صديق لـ"إسرائيل" في البيت الأبيض، معبراً عن شكره لترمب لقدرته على قتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
وأشار إلى أن خطة ترمب للسلام تنص على أنه الفلسطينيين يجب أن يعترفوا بـ"إسرائيل" كدولة يهودية، إضافة إلى هيمنة الاحتلال على غرب نهر الأردن وسيكون ليدينا حدود شرقية نتمكن من الدفاع عن نفسنا.
وطالب ودعا لإبقاء القدس عاصمة موحدة تحت سيادة إسرائيل وتضمن أن تبقى المواقع الدينية مفتوحة.
واردف "هذا القرار سوف يحمي أمن إسرائيل ويفتح لسرعة المجال للتفاوض مع الفلسطينيين، وأتمنا أن يقبل الفلسطينيون هذه الخطة وأن ينتهزوا الفرصة وفقاً للخطة الاقتصادية المقدرة بمبلغ 50 مليون دولار أمريكي وأعلم كيف ستحول هذه الأموال حياة الشباب بالمنطقة".
واختتم تصريحاته: "إن صفقة القرن هي فرصة القرن وإسرائيل لن تغفل هذه الفرصة وإسرائيل مباركة بسبب وجود صديق كالولايات المتحدة كأقوى قوة في العالم، وأتمني ان تتبي الدول العربية الأخرى لهذه الخطة وأن يدعموا وأود أن أشكرك".
المصدر : الوطنية