أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، اليوم الخميس، أن اللجنة في حالة انعقاد دائم لمواجهة المخاطر واتخاذ القرارات اللازمة في ضوء الأوضاع الراهنة، خاصة مع التوتر الحاصل في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح الأحمد، في حديثه لبرنامج "ملف اليوم" عبر تلفزيون فلسطين، أن الاجتماع ركز على الوضع السياسي والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والبند الداخلي والوضع التنظيمي والإداري لحركة "فتح"، والعلاقات العربية والدولية، مشدداً على أن قضية الانتخابات أخذت الحيز الأكبر من المباحثات.

وبين أنه تم استعراض ما تقوم به "إسرائيل" داخل الأراضي الفلسطينية خاصة بعد أن أصبحت تطرح الوضع الفلسطيني في المزاد الانتخابي الإسرائيلي.

وتطرق إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال "لن نسحب مستوطن واحد من الضفة الغربية، والسيادة على الأراضي غرب نهر الأردن كاملة هي لإسرائيل"، وبالتالي حسب منطقه "لا توجد دولة فلسطينية".

وأضاف "تم الحديث عن المشهد في قطاع غزة عندما خرجت الجماهير عن بكرة أبيها لإحياء الذكرى الـ55 لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".

وأشار أنه عادة عندما تجري الانتخابات، فإننا نبلغ الجانب الاسرائيلي ولا نستأذنه، كونها الدولة التي ما زالت تحتلنا، منوهاً إلى أنه جرى إبلاغها شفويا منذ البداية حتى لا تضع العراقيل أمام إجرائها في القدس والمناطق "ج".

وتابع: "بعد ثلاثة أسابيع، طلب الجانب الاسرائيلي رسالة خطية من رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ، وقمنا بإرسالها منذ شهر، وحتى الآن لم ترد إسرائيل عليها بنعم أو لا".

وكشف عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عن اجتماع سيعقده أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، مع ممثلي الدول الأوروبية، ليطلب منهم مرة أخرى الضغط على "إسرائيل"، مبينا أن الردود الشفوية الأولية سلبية حسب ما سرب من الإعلام الإسرائيلي، إلا أن القيادة تريد كلاما رسميا واضحا.

وأضاف: "في حال رفضت اسرائيل ذلك، سندرس الاحتمالات التي من الممكن القيام بها، لأننا جادون بإجراء الانتخابات، وسيدعو الرئيس محمود عباس الفصائل لدراسة الوضع، ليكون القرار جماعيا وطنيا متفقا عليه".

وأردف: من الصعب إجراء الانتخابات خلال هذه الفترة، كون الانتخابات الإسرائيلية على الأبواب، ويجب التروي لمعرفة إلى أين تتجه إسرائيل، لافتةً إلى أن "فتح" تعمل وتستعد وشكلت اللجان ذات الاختصاص، للتحضير للانتخابات.

واعتبر أن عدم رد "إسرائيل" نابع من رغبتها بأن نبقى معلقين، وألا تصطدم هي مع الوسطاء، مشيراً إلى أن بعض الأوروبيين طرحوا التصويت الإلكتروني من مدينة القدس، مؤكدا أن ذلك غير مقبول.

وذكر أن الرئيس محمود عباس طلب من مركزية "فتح"، دراسة كل الاحتمالات وكيفية جعل الانتخابات مادة صراع مع "إسرائيل"، مبيناً أننا دولة تحت الاحتلال، وواجب المجتمع الدولي أن يوفر لنا كل الإمكانيات السياسية والمادية، بما فيها استخدام مقراتهم داخل القدس.

وفيما يتعلق بالحلول إذا ما واصلت إسرائيل رفضها، قال الأحمد: "من المبكر الحديث عنها"، فهل نشكل برلمان الدولة؟ وهل المجلس الوطني يصبح هو برلمان الدولة؟".

وتابع: "نريد أن ننفصل عن الاحتلال بأي شكل من الأشكال، وفي حال انهارت السلطة فالبديل الدولة، وقد نقدم على خطوات ونطلب من الأمم المتحدة مساعدتنا باستخدام الفصل السابع" (الفصل السابع: فيما يتخذ من الأعمال في حالات تهديد السلم والإخلال به ووقوع العدوان).

وأشار إلى أنه يتم التركيز على التهدئة بين حماس و"إسرائيل"، لتفتيت وحدة شعبنا والقوى الفلسطينية، لافتا إلى أن نتنياهو يعمل لاستمرار الانقسام، لتمرير مخططاته الاستيطانية، معرباً عن أمله بأن تكون "حماس" جزءا لا يتجزأ من الحركة الوطنية الفلسطينية، وأن تدرك معنى الحديث عن تهدئة طويلة الأمد التي تؤسس لدويلة في غزة.

وبين أن جميع الفصائل الموجودة في غزة نفت علاقتها بالتهدئة، وأنها لم توقع عليها، كما ترفض إقامة المستشفى الأميركي، معتبراً ذلك أنه تأكيد على أن "حماس" تتفرد بالقرار الوطني، فالمفاوضات شأن منظمة التحرير وليس شأن فصيل منفرد.

وقال: "نأمل من الجميع ألا يتورطوا باتفاقيات سنعتبرها غير شرعية وضد شعبنا"، مضيفا "نحن مع التهدئة ووقف إطلاق النار بما لا يتناقض مع حقوق شعبنا".

 

المصدر : الوطنية