قررت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار في غزة اليوم الخميس اعتماد برنامج جديد من خلال تنظيم المسيرات شهريًا وكلما احتجنا للحشد الجماهيري، وفي المناسبات الوطنية البارزة اعتبارا من 30/3 2020 تزامنًا مع ذكرى يوم الأرض الخالد والذكرى الثالث لانطلاقها.
نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان هام صادر عن الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار
الهيئة تدعو شعبنا للاستعداد الشعبي والوطني الحاشد لإحياء يوم الأرض والذكرى السنوية الثانية لانطلاقتها
يا جماهير شعبنا الفلسطيني البطل في كل ربوع الوطن في القدس والضفة ومخيمات اللجوء في الشتات وقطاع غزة
يا صناع التاريخ والمجد والبطولات
أيها الأبطال في القطاع الصامد
يا من تتصدون بإرادتكم الصلبة التي لا تلين وبعزمكم الذي لا ينضب للاحتلال وجيشه العنصري المهزوم، وتؤكدون تمسككم بالثوابت وبالمقاومة خياراً لا رجعة عنه.
لقد خضتم على مدار ستة وثمانين أسبوعاً أعظم ملحمة نضالية أكدتم وما زلتم فيها إصراركم العنيد على المضي قدماً في مسيرات العودة بجميع أهدافها التي انطلقت من أجلها، رغم الظروف بالغة التعقيد، والتضحيات الجسام التي تَعمّدت بدماء الشهداء ومعاناة وآلام الجرحى والمعتقلين، فلم يتوقف خلال هذه الفترة تدفق الجماهير إلى مخيمات العودة على امتداد القطاع والاشتباك مع العدو، مما أربك حسابات العدو الصهيوني وجنوده المهزومين، الذي تفاجأ والعالم أجمع بعنفوان هذا الشعب وطاقته الهائلة، وشجاعته وأصالته، وعزته بنفسه وتاريخه وقيمه ومقدساته، ورفضه قبول الذل والامتهان.
لقد حققت مسيرات العودة منذ انطلاقتها جملة من الأهداف العظيمة والإنجازات الكبيرة، وفي مقدمتها إعادة إحياء حق العودة في نفوس الجماهير وكجوهر ثابت للصراع مع هذا العدو الصهيوني، كما وكسرت المسيرات عنجهية الاحتلال واستنزفت جنوده وأربكت خياراته، وتصدت ل صفقة القرن المشؤومة، وأوجدت البيئة السياسية المطلوبة لإفشال صفقة القرن وأي مشروع يهدف لتصفية الوطن والقضية.
كما رسمت لوحة وطنية وحدوية تجسدت فيها أعظم وأرقى معاني الوحدة الوطنية، حيث تكاملت فيها الفسيفساء بمختلف ألوانها التعددية الوطنية والمجتمعية، تحت لواء ومظلة الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار.
جماهير شعبنا،،،
منذ نحو عام ونيف وضعت الهيئة مسألة تطوير مسيرات العودة، وتقييم أداء لجانها وهيئاتها المختلفة، ومحاولة نقل تجربتها على امتداد الوطن المحتل على جدول أعمال الهيئة، فعقدت العديد من اللقاءات والاجتماعات الخاصة بذلك، وأجرت نقاشات معمقة داخل وخارج الهيئة، مرتكزة في نقاشاتها على نبض الشارع، وعلى أكثر من تقدير موقف تم خلاله إجراء استقصاء جماهيري حول المسيرات وآلية الارتقاء بها، وماهية برنامجها القادم للعام 2020 وتوقيته، مستندة على أن مسيرات العودة هي فعل شعبي مقاوم للاحتلال، وموجة ثورية من عشرات الموجات الثورية التي خاضها شعبنا على مدار العقود الماضية، ومن الطبيعي أن تخضع هذه التجربة للتقييم بين لحظة وأخرى، والاستماع والانحياز لرأي الجماهير الرافعة الحقيقية للمسيرات، ووقود استمرارها على طريق تحقيق أهدافها.
ولذلك فإن إعلاننا اليوم برنامج مسيرات العودة للعام الجديد القادم بآليات جديدة، مرتبطة بتقديرات الهيئة الوطنية، الذي ينطلق أولاً وأخيراً من مصالح شعبنا ومراعاةً لظروفه.
وانطلاقاً من ذلك، قررت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وبعد جولة نقاش امتدت لأسابيع اعتماد برنامج مسيرات العودة لعام 2020، من خلال تنظيم المسيرات شهريا وكلما احتجنا للتواجد الجماهيري وفي المناسبات الوطنية البارزة، وسيبدأ الانطلاق اعتباراً من 30/3/2020 تزامناً مع إحياء شعبنا ذكرى يوم الأرض الخالد، والذكرى الثانية لانطلاق مسيرات العودة. واستثمار الفترة الزمنية قبل هذا الموعد من أجل تشكيل حالة استعداد عالية لإبراز الذكرى السنوية الثانية، والتحشيد والجهوزية الكاملة للتحضير ليوم تاريخي جديد من أيام نضال شعبنا.
جماهير شعبنا...يا منبع التضحيات والوفاء والثبات
إننا في الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار ونحن نتخذ هذا القرار، فإننا نعكس مسئولية وطنية نؤكد خلالها على الدور القيادي الجريء والمسئول للهيئة بجميع أعضائها، الذي يقدر موقف الجماهير وحاجتها الماسة إلى بضعة شهور لاستراحة محارب بعد المجهود الكبير المبذول لها على مدار عامين، وفي هذا السياق نؤكد على التالي:
أولاً/ نؤكد مجدداً على استمرار مسيرات العودة بطابعها الشعبي وأدواتها السلمية حتى تحقيق أهدافها الآنية والاستراتيجية، ووفقاً لبرنامج متطور مرتبط بتطوير وتقييم أداء المسيرات، و يأخذ بعين الاعتبار التطورات على الأرض ونبض الجماهير بما يشمل تواصل الفعاليات التراثية الشعبية التي تؤكد على حق العودة المقدس.
ثانياً/ ستواصل الهيئة في الفترة القادمة التحضير الحاشد والكبير لذكرى يوم الأرض الخالدة في 30/3/2020، وفي ذات الوقت مواصلة جهود تطوير اللجان والوحدات الخاصة باللجان، وتعميم المسيرات كنهج نضالي في كل الاراضي الفلسطينية وفي مقدمتها تفعيل اللجان الإعلامية والقانونية، بالإضافة إلى ربطها دولياً عبر التشبيك مع كل المتضامنين والمساندين لقضيتنا.
ثالثاً/ ترك المجال للجان القانونية لاستكمال توثيق كل الانتهاكات الصهيونية بحق المدنيين العزل خلال مسيرات العودة، وإعداد ملف قانوني متكامل، لتقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية تماشيا مع قرارها ب فتح تحقيق في جرائم الاحتلال.
رابعاً/ ستظل الهيئة الوطنية في حالة تداعي مستمرة وانعقاد دائم، وتواصل اجتماعاتها الدورية، في سياق استمرار عملية التطوير للمسيرات، وفي أداء واجبها الوطني الميداني باعتبارها
هيئة وطنية جامعة تعبر عن ألوان الطيف الفلسطيني. وفي هذا المقام ستكون الهيئة جزءاً لا يتجزأ من الفعاليات الوطنية الموحدة والمشتركة وستساهم في جهود تعزيز الجبهة الداخلية، وإنجاز الوحدة.
خامساً/ لقد أوصلت مسيرات العودة رسائل قوية وواضحة للعدو الصهيوني بأن استهداف جماهيرنا لن يمر بدون عقاب فلسطيني، أو عقاب دولي ينتظره ويربكه. لذلك عليه أن يعيد حساباته جيداً، وأن يوفر وقته بوقف كل أشكال العدوان والاحتلال على شعبنا. فشعبنا عصي على الكسر وسيظل صلباً في أقسى الظروف رغم الحصار والعدوان.
جماهير شعبنا...
لتكن ذكرى يوم الأرض الخالد هذا العام ،هبة واسعة وتصعيداً لكل مظاهر وفعاليات الكفاح الوطني الشامل، ومناسبة لاعلان الغضب العارم والالتحام مع أبناء شعبنا في الضفة والقدس والداخل المحتل، متسلحين بسلاح الإرادة والوحدة على أسس كفاحية من خلال الانطلاق في ساحات وميادين المواجهة، انتصاراً للحق الفلسطيني والكرامة.
ننحي إجلالاً لشهداء مسيرات العودة، ونجدد الدعم والإسناد لاسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، ونشد على أيدي الجرحى ونتمنى لهم الشفاء العاجل، وندعو إلى احتضان حقيقي ودعم وإسناد لهم على نحو خاص.
المصدر : الوطنية