أقر المجلس الثوري لحركة "فتح"، مساء أمس السبت، تشكيل لجنة من اللجنة المركزية والمجلسين الثوري والاستشاري مهمتها استنهاض الحركة والتحضير للانتخابات العامة، من حيث وضع المعايير لمن سيمثلون "فتح" في انتخابات "التشريعي" والتواصل مع الأطر والهيئات والقطاعات والكوادر الحركية من أجل الوصول لقائمة تمثل "فتح" وتقديمها لـ "المركزية" لإقرارها والمصادقة عليها من قبل المجلس الثوري.

ودعا المجلس الثوري في ختام دورته السابعة، مفوضية العلاقات الوطنية للبدء بإجراء حوار وطني استراتيجي معمق مع قوى منظمة التحرير كمدخل لتوسيع الحوار ليشمل القوى كافة، وذلك بعد صدور المرسوم الرئاسي بالانتخابات على الساحة الفلسطينية، ما يؤدي إلى ترسيخ مبدأ الشراكة الوطنية والسياسية.

وناقش المجلس باستفاضة ملف المتقاعدين في كل من غزة والضفة، وكذلك تفريغات 2005، والتقاعد المالي، داعياً إلى حل هذه القضايا جذرياً في أقرب وقت، علماً أن جهات الاختصاص وعدت المجلس بالبدء بحل هذه المشاكل بأقرب وقت.

كما وأقر المجلس الثوري ضرورة عقد جلسة خاصة لإقرار النظام الداخلي للحركة في موعد لا يتجاوز نهاية شهر كانون الثاني 2020.

وهنأ المجلس الثوري أبناء شعبنا من الطوائف المسيحية بأعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية، كما هنأ أبناء شعبنا العظيم بشكل عام وأبناء "فتح" في كل مكان بشكل خاص بذكرى انطلاقة الحركة الـ55، مستذكرين قادتها الشهداء المؤسسين، وعلى رأسهم القائد الرمز والمؤسس الشهيد الخالد ياسر عرفات.

وأكد المجلس موقف الحركة السابق الداعي لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية في الضفة وغزة والقدس، حيث أن هذه الانتخابات تشكل ضرورة لتجديد الشرعيات واستحقاقاً وطنياً ودستورياً.

وأكد المجلس ضرورة التوافق الوطني بعدم إجرائها من دون القدس ترشيحاً وانتخاباً داخل القدس، حيث أن التغاضي عن ذلك يعتبر تساوقاً مع متطلبات صفقة القرن والتي تعتبر القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ومعالجة كافة احتياجات شعبنا.

ورفض المجلس الثوري شروط الاتحاد الأوروبي التي يريد فرضها لتمويل المشاريع في القدس والمؤسسات في الأراضي الفلسطينية كافة، داعياً مؤسسات شعبنا الوطنية بعدم التعامل معها.

كما وجه المجلس دعوة للأشقاء في الدول العربية والإسلامية لمقاطعة أي دولة تخضع لضغوط الإدارة الأميركية وتقوم بنقل سفارتها أو ممثليتها إلى القدس المحتلة.

وفيما يلي البيان الختامي للمجلس :

عقد المجلس الثوري لحركة "فتح" دورته السابعة في ظل اشتداد هجمة الإدارة الأميركية على شعبنا وقضيته العادلة، وما رافقها من إجراءات احتلالية شرسة ضد أبناء شعبنا، ومقدساته في القدس المحتلة، وكافة أراضي دولة فلسطين المحتلة، وفي ظل أخطر المخططات الهادفة لتجسيد حلم الاحتلال بترسيخ دويلة غزة عبر بناء البنية التحتية لها، من خلال ما يسمى المستشفى الأميركي، والحديث عن بناء الميناء والمطار، وذلك في ظل البوح من قبل إدارة ترامب بانتهاء حل الدولتين عبر اعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وتشجيعها على الاستيطان في الأراضي المحتلة عام 1967، وتأتي هذه الدورة أيضاً في ظل القرار القاضي بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.

في بداية دورة المجلس، ترحم المجلس الثوري على أرواح الأسرى الشهداء الأبطال؛ بسام السايح، وسامي أبو دياك، والقائد الكبير المرحوم أحمد عبد الرحمن، وكل الشهداء الأبرار، ووجه التحية لأسرانا البواسل الصامدين في سجون الاحتلال والمبعدين، كما وجه تحية العز والفخار للأخوة في إقليم وسط الخليل وكافة أقاليم وكوادر الحركة في الخليل، ولكل عائلات وأهل هذه المدينة الباسلة وهم يخوضون معركة الشرف والإباء دفاعاً عن البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي الشريف؛ عبر المشاركة في الفعاليات والصلاة في الحرم، كما وجه التحية لإقليم القدس ولكل أهلنا سدنة الأقصى الشريف، كما وجه التحية لأبناء شعبنا على امتداد الوطن في المنافي والشتات، وهم يجسدون عظمة انتمائهم لفلسطين والتفافهم حول قيادتهم التي تخوض حرب الدفاع عن ثوابت شعبنا الوطنية.

افتتح الرئيس الدورة بخطاب شامل أكد فيه صلابة الموقف السياسي الرافض لصفقة القرن ومواجهة مخططات إدارة ترامب ودولة الاحتلال الهادفة إلى إجهاض مشروع شعبنا الوطني المعمد بدماء الشهداء وعذابات الأسرى ودموع الأمهات الثكلى، هذا المشروع القاضي بإقامة دولة فلسطين الديمقراطية المستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها الأبدية القدس الشرقية، وتحقيق عودة اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية.

وبخصوص الانتخابات التشريعية والرئاسية، أكد الرئيس الجدية الكاملة بإجرائها كضرورة وطنية وحق دستوري منذ زمن، محملاً مسؤولية تأخيرها لحركة حماس التي اختطفت غزة بقوة السلاح، وأكد الرئيس أنه لن تجري أي انتخابات من دون القدس انتخاباً وترشيحاً، مؤكداً أنه خاطب العديد من الدول للضغط على إسرائيل من أجل عدم عرقلة إجرائها في القدس هناك، وفي هذا الإطار؛ دعا الرئيس كل أبناء "فتح" لرص الصفوف وعدم السماح لأي كان بالعمل خارج الإطار، والتأكيد على دور الشباب والمرأة، داعياً لتشكيل لجنة من اللجنة المركزية والمجلسين الثوري والاستشاري لاستنهاض الحركة والتحضير للانتخابات على المستوى الداخلي، واختيار من تنطبق عليهم المعايير الدقيقة من الكفاءات كي يمثلوا "فتح" في انتخابات "التشريعي" عبر التواصل مع الأطر، والهيئات التنظيمية، وكافة القطاعات الحركية.

وناقش المجلس ما جاء في خطاب الرئيس، حيث أكد وبالإجماع ما جاء فيه، وقد اتخذ سلسلة من القرارات والمواقف على النحو التالي:

أولاً: القدس
وجه المجلس التحية لأبناء شعبنا في القدس العاصمة الأبدية لفلسطين وتحديداً أولئك المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى وبلدة العيسوبة وسلوان، وكل المدافعين عن كرامة وشرف الأمتين العربية والإسلامية، كما حيا المجلس أبناء "فتح" بقيادتها وقواعدها، وكذلك وجه التحية للعاملين والعاملات في الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني، حيث أدان المجلس قيام قوات الاحتلال بإغلاق مكاتب الإذاعة والتلفزيون الرسمي هناك، في محاولة بائسة لحجب حقيقة ما يجري من جرائم في القدس عن العالم، كما أدان إغلاق مكاتب التربية والتعليم والعديد من المؤسسات، داعياً أبناء شعبنا وعلى رأسهم أبناء فتح للتصدي للإجراءات الإسرائيلية الفاشية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية.

ودعا المجلس الدول العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها القومية والدينية تجاه القدس وحماية المسجد الأقصى، الذي يتعرض لاقتحامات يومية من المستوطنين وعلى رأسهم المسؤولون الإسرائيليون، إضافةً إلى حماية مقدساتنا الإسلامية والمسيحية من الهدم الناتج عن الحفريات المتواصلة تحتها بحثاً عن الهيكل المزعوم، كما دعا المجلس الأشقاء العرب والمسلمين لتوفير شبكة الدعم المالية وبشكل عاجل لتعزيز صمود أبناء شعبنا ومؤسساته في القدس، عملاً بقرارات القمم العربية والإسلامية.

وأكد المجلس دعمه ووقوفه إلى جانب كل مؤسساتنا في القدس، داعياً أشقاءنا وأصدقاءنا وأنصار العدالة والقانون الدولي للتحرك العاجل من أجل حمايتها من الهجمة الفاشية الإسرائيلية.

ووجه المجلس التحية للدول التي لم تخضع لضغوط إدارة ترامب من أجل نقل سفاراتها للقدس المحتلة، وبنفس الوقت أدان المجلس فتح البرازيل مكتبها التجاري في مدينة القدس المحتلة.
كما وجه المجلس دعوة للأشقاء في الدول العربية والإسلامية لمقاطعة أي دولة تخضع لضغوط الإدارة الأميركية وتقوم بنقل سفارتها أو ممثليتها الى القدس المحتلة.

 

ثانياً: على الصعيد السياسي
أكد المجلس التزام الحركة وبشكل لا يقبل الشك بمواقفها السياسية الرافضة لصفقة القرن وكل المخططات الصهيو- أميركية والتي تتساوق معها بعض دول الإقليم.

ودعا المجلس إلى انخراط كل قطاعات شعبنا بالمقاومة الشعبية، داعياً أبناء "فتح" لتوسيع دائرة هذه المقاومة وتصعيدها في كل مكان للتصدي للاستيطان، ورفضاً للاحتلال وتنديداً بالمواقف الأميركية المنتهكة لحقوق شعبنا التي أقرتها قرارات الشرعية الدولية.

ودعا المجلس أبناء أمتنا العربية والإسلامية بجماهيرها وأحزابها وقواها الحية، للوقوف مع أبناء شعبنا وهو يخوض معركة الدفاع عن القدس وحقه بإقامة دولته المستقلة والوقوف ضد عمليات التطبيع مع دولة الاحتلال.

ووجه المجلس التحية للمؤسسات الدولية والقوى الحية التي تقف مع شعبنا، ووجه المجلس تحية خاصة لمحكمة الاتحاد الأوروبي التي قررت وسم المنتجات المصنعة في المستعمرات الاستيطانية، كما حيـا القوى والمؤسسات الأوروبية الداعمة لمقاطعة منتجات هذه المستعمرات.

وفي هذا السياق، نؤكد وقوفنا مع حركة المقاطعة، داعين كل القوى والأحزاب للوقوف معها في العالم.

كما رفض المجلس الثوري شروط الاتحاد الأوروبي التي يريد فرضها لتمويل المشاريع في القدس والمؤسسات في الأراضي الفلسطينية كافة، داعياً مؤسسات شعبنا الوطنية لعدم التعامل معها.

ورحب المجلس الثوري بالبيان الصادر عن المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية بقبولها القضايا المرفوعة ضد القوة القائمة بالاحتلال باعتبارها جرائم إسرائيلية ضد شعبنا، ونعتبرها خطوة إيجابية في الطريق الصحيح باتجاه تجسيد مبدأ العدالة لشعب عانى من إرهاب الدولة المنظم الذي تقوم به دولة الاحتلال، ونطالبها باستكمال وتسريع الإجراءات الخاصة بالقضايا المرفوعة لديها.

ورحب المجلس الثوري بموقف مجلس النواب الأميركي باعتماد حل الدولتين ورفض الاستيطان والضم واعتباره منافياً للقانون الدولي والقرارات الأممية.
وأكد المجلس الثوري قرار سيادة الرئيس بإلغاء الاتفاقيات كافة الموقعة مع الاحتلال في حال إقدامه على ضم أراضي الأغوار، وفي هذا الإطار وجه المجلس التحية للأهل والمزارعين الصامدين في الأغوار.

ثالثاً: الانتخابات التشريعية والرئاسية

أكد المجلس موقف الحركة السابق الداعي لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية في الضفة وغزة والقدس، حيث إن هذه الانتخابات تشكل ضرورة لتجديد الشرعيات واستحقاقاً وطنياً ودستورياً.

وأكد المجلس ضرورة التوافق الوطني بعدم إجرائها من دون القدس ترشيحاً وانتخاباً داخل القدس، حيث إن التغاضي عن ذلك يعتبر تساوقاً مع متطلبات صفقة القرن والتي تعتبر القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ومعالجة كافة احتياجات شعبنا.

كما أكد المجلس أن هذه الانتخابات تشكل طريقاً أخيراً لحل مشكلة الانقسام التي يعاني من تبعاتها أبناء شعبنا في غزة بشكل خاص، وكل أبناء شعبنا بشكل عام، والتي تستغلها الدولة القائمة بالاحتلال عبر هجومها الشرس على شعبنا ومقدساته، لذلك لا بد من أخذ تعهدات من كل القوى والفصائل التسليم بنتائج الانتخابات على أرضية برنامج منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، ومفهوم الدولة والسلطة الواحدة بكل أذرعها المدنية والأمنية في كل من الضفة وغزة.


رابعاً: الحكومة
أعلن المجلس دعمه الكامل للحكومة التي يقودها المناضل عضو اللجنة المركزية محمد اشتية.
وتابع المجلس باهتمام تقرير رئيس الوزراء محمد اشتية الذي قدمه حول أداء الحكومة في المرحلة السابقة، وأبدى المجلس رضاه التام عن هذا الأداء والذي جاء في فترة صعبة، حيث الحصار المالي الذي تمارسه دولة الاحتلال في ظل الضغط الأميركي، وقد أيد المجلس السياسات التي تتبعها الحكومة بالانفكاك الاقتصادي التدريجي عن الاحتلال.

وشكر المجلس الثوري كافة الدول الشقيقة والصديقة التي دعمت الحكومة من أجل النجاح بأداء مهامها تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني، في ظل الضغوط الكبيرة التي تمارسها إدارة ترامب ودولة الاحتلال.

وطالب المجلس الثوري الحكومة بأخذ احتياجات أهلنا الإنسانية في مخيمات اللجوء والشتات وخاصة لبنان وسورية، وضرورة أن تشملهم وزارة التنمية الاجتماعية في برامجها، خاصة وأن حالات الفقر والعوز الشديد كبيرة. 

المصدر : الوطنية