قالت وزيرة خارجية السويد الجديدة، "آن ليندا"، إن حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) ليست معادية للسامية، وإنما هي حركة شرعية وغير عنيفة.

ونقل موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" تصريحات الوزيرة السويدية، التي كانت كافية لتثير حفيظة إسرائيل، أسوة بوزيرة الخارجية السابقة، "مارغوت فالستروم" التي استقالت من منصبها مطلع الشهر الماضي.

وخلال مقابلة مع التلفزيون السويدي، أوضحت ليندا أنها لا تدعم المقاطعة، ولا تدعم مقاطعة التجارة والتعاون مع إسرائيل، ولكنها تؤكد أن "المقاطعة هي وسيلة سياسية شرعية كجزء من نضال سياسي غير عنيف من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية التعبير وإنهاء الاحتلال". وأكدت أن بلادها تدعم المنظمات التي تهاجم الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدت الوزيرة التي زارت إسرائيل عدة مرات، أن حكومة بلادها لا تدعم مقاطعة إسرائيل، إلا أنها أكدت أن حركة "BDS" لديها الحق في تمثيل مواقفها، كما أشارت إلى أن الحكومة السويدية لا ترى أي تشابه بين نشاط "BDS" وبين النشاط المعادي للسامية.

وردا على ادعاءات نواب في البرلمان السويدي، داعمين لإسرائيل، بأن هناك طابعا معاديا للسامية لحركة المقاطعة، وتستخدم محفزات معادية للسامية في دعايتها، وأن الحكومة السويدية تدعم منظمات حقوق إنسان تؤيد المقاطعة، قال ليندا إن "السويد والاتحاد الأوروبي يدعمون منظمات المجتمع المدني التي تنشط بطرق مختلفة للدفع بالديمقراطية وحقوق الإنسان، سواء في إسرائيل أم في فلسطين".

وقالت أيضا "نحن ندعم هذه المنظمات من أجل الدفع بمساهمتهم في مجتمع حر وتعددي، وليس لأننا ندعم حركة المقاطعة أو ناشطيها".

وبحسبها فإن الحكومة السويدية تعارض مقاطعة إسرائيل، وتطمح لتعزيز التعاون معها. وقالت إن "الحكومة واضحة في تأييدها لاحتياجات إسرائيل الأمنية. وحقها في الوجود ليس موضع بحث. والحكومة تنظر بجدية إلى التهديدات التي تواجهها إسرائيل. ولكن حقيقة وجودها في منطقة تضع حقها في الوجود موضع شك يجعلها قابلة للاستهداف، ويبقى الحديث عن منطقة تحتاج إلى الدفع بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان فيها".

وحول العلاقات بين السويد وإسرائيل، قالت إنه "من المهم أن يتم تطبيع العلاقات بين البلدين"، مضيفة أنها ترغب بالقيام بزيارة رسمية إلى إسرائيل، وشددت على ضرورة أن تقيم بلادها علاقات جيدة مع الفلسطينيين أيضا.

 

ولفتت إلى أنها سبق أن زارت "سديروت"، وشاهدت الأضرار الناجمة عن الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة، وقالت إنها لا تشكك برغبة إسرائيل في ضمانات لأمنها، ولكنها أضافت أن ذلك لا يتناقض مع حقيقة أنه لا يمكن لإسرائيل أن تستمر في احتلال يتناقض مع القانون الدولي، فالفلسطينيون لهم الحق أيضا في العيش بأمان ضمن حدود معترف بها.

وقال مسؤولون إسرائيليون في ردهم على تصريحات ليندا، إنه بالرغم من التصريحات الإيجابية تجاه إسرائيل، فإن "الحديث عن تغيير تجميلي فقط في وزارة الخارجية السويدية". وأضافوا أن إسرائيل لا تزال بعيدة عن تغيير سياستها تجاه السويد، ولكنها ستفحص ما إذا كانت أقوال ليندا ستترجم إلى سياسة وأعمال محددة.

كما هاجم مسؤولون سياسيون إسرائيليون وزيرة الخارجية السويدية، وقالوا "إذا كانت هذه هي الطريق لتحسين العلاقات مع إسرائيل، فإنها تذهب في الاتجاه المعاكس".

وأضافوا أنه "بدون أي علاقة لمسألة ما إذا كانت حركة المقاطعة معادية للسامية أم لا، فإن الحركة هي جزء من حملة لنزع الشرعية عن إسرائيل، ولذلك فهي تلعب لصالح جهات معادية للسامية"، بحسبهم.

وأشار موقع "يديعوت أحرونوت" إلى أن إسرائيل كانت قد قاطعت وزيرة الخارجية السويدية السابقة، مارغوت فالستروم، في أعقاب تصريحات اعتبرتها "معادية لإسرائيل"، وذلك بسبب مطالبتها بالتحقيق في قتل فلسطينيين بدون محاكمة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما ربطت بين الهجوم الإرهابي على باريس، وبين حالة اليأس التي يعيشها الفلسطينيون.

وأشار أيضا إلى أن أولى الخطوات التي بادرت فالستروم إليها مع دخولها الوزارة كانت الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولذلك اعتبرتها إسرائيل "شخصية غير مرغوب بها"، وقوبلت طلباتها بزيارة البلاد بالرفض.

 

المصدر : الوطنية