تصدر وسم #مها_الحربي_رحمها_الله ، التراند السعودي  ، ضمن أكثر الوسم تغريداً وتداولاً صباح اليوم السبت ، والذي لقى تفاعل كبير من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي .

الوسم تحدث عن وفاة مها الحربي ، حيث تداول آلاف المغردين التغريدة الأخيرة للراحلة مها الحربي ، وهي تتحدث عن وصيتها ، فيما دعى البعض الأخر من المغردين للراحلة بالمغفرة والرحمة .

وتسائل البعض الآخر عن سبب وفاة مها الحربي ومن هي مها الحربي، ولماذا لاقى خبر وفاتها هذه الضجة الكبيرة عبر موقع تويتر ، ولماذا كل هذا الحب مع أن الأغلب لا يعرفها.

مصادر مقربة من الراحلة أكد خلال سلسلة من التغريدات عبر تويتر ، تفاصيل دقيقة عن مها الحربي ، وأوضحوا أن مها الحربي، هي فتاة نشأت في أسرة محبة للعلم والقرآن، عاشت حياتها بين الكتب ومن مسجد لآخر ومن درس إلى درس، حتى أصبحت تعرف بنشاطها وتميزها بين قريناتها، رغم صغر سنها إلا أنها كانت شعلة من النشاط، وقد آتاها الله لسانا فصيحا، وحجة محكمة، وأساليب تعليمية ودعوية .

وكل من قرأ لها كان يظنها في ال40من عمرها، وحين يقابلها ينصدم بصغر سنها ورجاحة عقلها وأدبها، نبغت في حفظ القرآن وإتقانه،وكانت شغوفة بخدمة كتاب الله،وبدأت رحلتها مع التعليم عن بعد، وكانت تدير مجموعاتها وحيدة،وفتح الله عليها أن كانت المجموعات بأعداد كبيرة، وكانت صاحبة خلق ورفق وأدب مع الطالبات مما زادهن قربا منها وإقبالا على حلقاتها.

ثم نبغت في حفظ الحديث،فكانت تحفظ الصحيحين وكتاب البلوغ والأربعين النووية، واللؤلؤ والمرجان والكثير الكثير من المتون العلمية والمعلقات والألفية، وغيرها من الكتب، وأجيزت بالكثير من المتون العلمية، كثيرة الإطلاع والقراءة في كتب التفاسير وكل ما يخص القرآن الكريم.

مؤخرا بدأت تصمت أكثر وتقول أختها بدأت لا تنام كما كانت سابقا، حيث أن والدتها تقوم من الليل، فتجدها مستيقظة، تسمع صوت تلاوتها، وتارة صلاتها،وكانت سابقا تقوم من الليل نصفه وربما أقل قليلا، ولكن مؤخرا كانت تقوم الليل كله .

وتقول والدتها، بدأت ألاحظ زيادة وردها من القرآن، فكل يومين أسمعها تكرر نفس السور، وهذا يعني أنها ختمت وبدأت من جديد.

في عصر يوم الأحد قالت لأهلها أريد الذهاب للحرم المكي، وخرجت فالتقتها إحدى الصديقات في ساحة الحرم، وكانت السماء تمطر مع صلاة المغرب، فقالت: ما أجمل هذا اليوم

أشعر بخفة عجيبة، وقالت لصديقتها شعرت والشيخ يقرأ في الركعة الأولى -كان أول يوم لإمامة الشيخ ياسر الدوسري- شعرت بشيء يسري في جسدي، كأنها السعادة تنبت فيه،ثم لما قرأ في الثانية بسورة الشرح، قالت انشرح صدري وشعرت بروحي تتلهف للصعود إلى السماء.

كان اللقاء بينهم قصير، وانقطعت أخبار مها حتى مساء الخميس، حيث وصلتنا رسالة جماعية من جوالها، دعواتكم لمها فهي في غرفة العمليات/ والصحيح أن أختها تلخبطت من السرعة والخوف، فأرادت القول في العناية وليس العمليات، وكانت مها قد تعرصت لأزمة قلبية، أدخلت العناية واستيقظت .

وهنا بدأت حكاية الرحيل، استيقظت وذكرت الله وتشهدت مرارا، وقالت لأمها لا تحزني واصبري يا أمي، ثم نظرت إلى والدها وقالت: قد كنت لي نعم الأب فهل كنت لك نعم البنت؟ قال نعم والله كنت كذلك، وقالت رضاكم عني، قالوا رضينا عليك اللهم ارضى عنها، ثم قالت لأمها أعطيني القرآن يا أمي

فأعطتها ، فضمته إلى صدرها وقالت: والله إنك لا تخذل صاحبك، ثم قالت : يا رب إن كنت مقبلة عليك فتقبلني بقبول حسن وأكرم وفادتي وأنت الرحمن الرحيم، وأوصت أهلها، ومكثت تذكر الله وتنظر إلى أهلها حتى فاضت روحها أمس الجمعة .

يشار إلى أن مها الحربي نشرت على حسابها الرسمي عبر تويتر ، وصيتها الأخيرة قائلة : "واعلموا أنكم ستلقون الله وسيسألكم ماذا فعلتم في هذه الأرض التي استخلفكم فيها لعبادته ، ستتغير هذه الدنيا وتتبدل أحوالها وسترون النكوص يتجسد أمامكم وستشعرون بالغربة فأثبتوا وتمسكوا بعرى الإسلام ولا تضعفوا فما دمتم لله ومع الله فهو يتولاكم سبحانه ، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

كما كتبت  :" قد يطول الغياب ولعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا فأوصيكم ونفسي ، لا تبادلوا ولا تغيروا فإن العمر قصير وان طالت أعوامه وأقبلوا على الله جدوا في طلب العلم ، اجتهدوا في العبادة ولا تركنوا الى دنيا فانية ولا الى صاحب هوى ، ولا تميلوا عند ضال فتسقطوا في براثن التيه".

 

Image

المصدر : وطنية