أمهل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، اليوم الجمعة، "شركاء الوطن" ثلاثة أيام لتقديم حلول للأزمة اللبنانية تقنع الشارع والشركاء الدوليين.
وقال الحريري إن كل المشاريع والأفكار التي تقدم بها لإصلاح الاقتصاد اللبناني وإخراجه من أزماته ووجهت بالعرقلة والرفض من شركائه في الحكومة.
وفي كلمة وجهها للشعب اللبناني بعد المظاهرات العارمة التي تجتاح البلد منذ مساء أمس، اتهم الحريري القوى السياسية في لبنان بالانشغال بالمناكفات السياسية وتصفية الحسابات الداخلية والخارجية.
وقال "منذ ثلاث سنوات وأنا أحاول إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية في لبنان، وما باشرت إصلاحًا إلا وجدت من شركاء الوطن من يقف في وجهي ويرفضه"، مشيرًا إلى أن البلاد فرض عليها "واقع أكثر من طاقتها وخارج إرادتها"، وهو ما تسبب في أزمة اقتصادية خانقة.
وأكد أن لبنان يواجه عجزا كبيرا بسبب الديون ونفقات الكهرباء وسلسلة الرتب والرواتب والهدر، وأن الحل هو في زيادة النمو، وضخ أموال ودماء جديدة في الاقتصاد، داعياً إلى "تعديل القوانين القديمة التي تجاوزها التاريخ".
ضرائب وزيادات
وفجّر ما نشرته صحف حكومية عن مشروع قرار بفرض ضرائب تمس اتصالات الواتساب، في قرار نادر بالعالم، وزيادة القيمة المضافة من 11 إلى 14% غضباً تصاعد منذ مساء أمس الخميس.
وتظاهر آلاف اللبنانيين الغاضبين، ووصلت الاحتجاجات لقلب العاصمة بيروت، وسط مطالبات حزبية وشعبية صريحة باستقالة حكومة الحريري التي ألغت اجتماعها اليوم.
غير أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، المشارك في الحكومة بأربعة وزراء، دعا حكومة الحريري للاستقالة نظراً لفشلها الذريع في وقف تدهور الأوضاع الاقتصادية.
وكتب جعجع على حسابه بموقع تويتر "أفضل ما يمكن أن يقدمه الرئيس سعد الحريري في هذه اللحظات الحرجة والعصيبة هو تقديم استقالة هذه الحكومة تمهيدا لتشكيل حكومة أخرى مختلفة تماما وجديدة تماما تستطيع قيادة عملية النهوض الاقتصادي المطلوبة في البلد".
من جانبه، دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط مناصري حزبه إلى التظاهر السلمي ضد ما سماه العهد، في إشارة منه إلى رئيس الجمهورية ميشال عون.
وقال جنبلاط إن العهد يحاول من خلال من وصفه برجله القوي، وزير الخارجية جبران باسيل أن يلقي المسؤولية على الغير، وهو الذي يعطل كل المبادرات الإصلاحية.
من جهته، دعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة لمحاسبة الطبقة السياسية على ما وصفه بالغش والمتاجرة بأصوات المواطنين من أجل مصالحها الشخصية.
وفي السياق نفسه، حذّرت دول عربية -بينها السعودية ومصر- مواطنيها في لبنان وحثتهم على ضرورة الابتعاد عن أماكن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، في حين طلبت سفارة الكويت في لبنان من مواطنيها الراغبين في السفر إلى لبنان الانتظار بسبب الاحتجاجات والاضطرابات التي يشهدها حاليا.
المصدر : الوطنية