وقع الرئيس محمود عباس، مرسوماً رئاسياً يقضي بتعيين السفيرة أمل عزمي جادو مساعد الوزير لشؤون أوروبا وكيلا لوزارة الخارجية الفلسطينية.

وبهذا المرسوم تكون الدبلوماسية الفلسطينية والسفيرة جادو أول امرأة فلسطينية تتولى هذا المنصب في وزارة الخارجية الفلسطينية بعد أن عملت في السلك الدبلوماسي منذ أكثر من عشر سنوات حيث تولت أولى المناصب الدبلوماسية عام 2009 حيث عينت برتبة مستشار اول في بعثة فلسطين في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وكانت قد بدأت عملها في السلطة الفلسطينية منذ عام 2005 بعد ان انهت دراسة الدبلوماسية والعلاقات الدولية في أقدم وأعرق الجامعات الدولية لتعليم العمل الدبلوماسي وهي جامعة فلتشر للدبلوماسية والعلاقات الدولية اضافة لكونها زميل الدراسات العليا بجامعة هارفارد حيث تخرجت بامتياز.

وتولت السفيرة جادو عدداً من المناصب السياسية والدبلوماسية المهمة خلال فترة سنوات عملها حيث تولت العمل في ديوان الرئاسة كما عملت في مجلس الوزراء الفلسطيني هذا الى جانب توليها متصب نائب السفير الفلسطيني في واشنطن فيما تتولى في السنوات الأخيرة منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية.

سيرة الذاتية للسفيرة جادو:

ولدت السفيرة جادو في مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين وعايشت ظروف القهر والحرمان والاضطهادات الإسرائيلية، حيث دفعتها سياسات العنصرية الإسرائيلية للسعي لحب العلم وتميزت في دراستها الابتدائية والاعدادية إلى جانب تفوقها في الثانوية العامة التي درستها أبان الانتفاضة الأولى حيث عايشت أشكال مختلفة من العدوان الاسرائيلي على مخيمها مما جعلها تؤمن بأهمية مخاطبة المجتمع الدولي من خلال دراستها في كلية الأدب بجامعة بيت لحم حيث درست اللغة الانكليزية وابدعت فيها وكانت خلال دراستها الجامعية الأولى من نشطاء حركة الشبيبة الطلابية في الجامعة وخارجها.

وعملت متطوعة في العديد من المؤسسات المحلية مثل مركز لاجئ لقضايا اللاجئين وحق العودة الى جانب تطوعها وعملها في مركز شباب عايدة الاجتماعي واللجنة الشعبية للخدمات بالمخيمات كما وعملت في مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية الذي يعمل على تعزيز علاقات التاخي الاسلامي المسيحي الذي تمثله بيت لحم كما أنها نشطت بالعمل في قضية الأسرى حيث تطوعت للعمل في نادي الاسير الفلسطيني؛ وكانت خلال فترة التطوع قريبة على ابناء المخيم وعائلات الاسرى الذين عملت على ترجمة اخبارهم للغة الانكليزية لفضح ممارسات الاحتلال الاسرائيلي بحق الأسرى.

الدراسات العليا بالقانون الدولي والعلاقات الدولية

درست السفيرة جادو الماجستير في جامعة بير زيت وانطلاقا من شعورها بالمسؤولية والتزامها تجاه وطنها وقضيتها رغبت في اكتساب المزيد من المهارات لكي تصبح دبلوماسية قادرة على تمثيل وطنها فلسطين في المحافل الدولية بمهارة وكفاءة وان تنشر معاناة ابناء شعبها فسافرت الى الولايات المتحدة وقضت فترة مع الهنود الحمر حيث اجرت ابحاثها لتكتب اطروحة الماجستير مقارنة ما بين ما تعرض اليه السكان الاصليين لأمريكا الشمالية من سياسات اضطهاد وقهر وعنصرية وتذويب وما يعانيه الشعب الفلسطيني جراء نفس السياسات التي تحاول اسرائيل تطبيقها على الشعب الفلسطيني مستفيدة من ام العنصرية الولايات المتحدة الامريكية. وعقب تخرجها من بيرزيت قررت الدكتورة جادو مواصلة طريق الدراسة حيث درست القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة فلتشر للدبلوماسية والعلاقات الدولية إضافة إلى كونعا زميل دراسات عليا بجامعة هارفارد حيث تخرجت بتميز منها وتولت منصب نائب السفير الفلسطيني في واشنطن لنحو سنتان عادت بعدها لأرض الوطن لتعمل فترة من الوقت في ديوان الرئاسة قبل ان تتولى منصبها الحالي كمساعد الوزير لشؤون اوروبا.

 

جوائز واوسمة دولية

تقديرا لإنجازاتها الاكاديمية والدبلوماسية وتمثيلها لفلسطين حصلت السفيرة جادو على العشرات من الجوائز الدولية ابرزها جائزة التفوق الاكاديمي والقيادة الشابة في اليابان وهي جائزة دولية يابانية على المستوى الدولي يتم فيها اختيار شخصيات ناجحة من جميع انحاء العالم.

كما حصلت السفيرة جادو على وسام نجمة ايطاليا بدرجة فارس من الرئيس الايطالي تقديرا لها على عملها ونجاحاتها في تعزيز العلاقات الفلسطينية الايطالية.

مشاركات بمئات المؤتمرات الدولية

تولي الدكتور جادو للمناصب السياسية لم يكن بالأمر الغريب فهي من فتيات ونساء فلسطين اللواتي ناضلن على اكثر من صعيد داخلي وخارجي حيث شاركت بالمئات من المؤتمرات الدولية في كافة انحاء العالم في اوروبا والولايات المتحدة واسيا ممثلة لفلسطين والقضية الفلسطينية وقدمت محاضرات حولها سواء كانت مؤتمرات تابعة للأمم المتحدة او مؤتمرات علمية بأرقى واكبر جامعات العالم.

انجازات بعملها الدبلوماسي مع اوروبا في السنوات الأخيرة

وحققت السفيرة جادو انجازات عديدة خلال عملها في السنوات الاخيرة كمساعد للوزير لشؤون الأوروبية حيث ساهمت لقاءاتها واجتماعاتها المكوكية في العديد من الدول الأوروبية إلى تبني هذه الدول مواقف مناصرة للشعب الفلسطيني وارست أسسا للحوار السياسي والحوار الاستراتيجي مع كل دول القارة الاوروبية وقادت مئات جلسات الحوار التي عززت علاقات فلسطين بالدول والمؤسسات الاقليمية الأوروبية كما استطاعت وبالتعاون مع سفراء فلسطين في دول أوروبا تأسيس للجان المشتركة مع ثمانية عشر دولة أوروبية.

المصدر : الوطنية