قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إن الاحتلال الإسرائيلي استثمر التفجيرات الأخيرة في قطاع غزة، لكي يبعد غزة أي تفاعل إيجابي مما قد يحدث في الجبهة الشمالية، في إشارة إلى التوتر الحاصل بين "إسرائيل" وحزب الله.
وأضاف هنية في حفل تأبين شهداء الشرطة الذين ارتقوا في التفجيرين الانتحاريين قبل أيام في غزة، أن التفجيرات جاءت في غزة التي شكلت عنصراً أخل بمخطط صفقة القرن.. لضرب الحالة الأمنية وغرضها بداية فلتان أمني، وكان سيتبعها عمليات شبيهة في مناطق مختلفة"، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن طائرات الاحتلال كانت تستهدف مؤخراً في غزة، المنظومة الأمنية لدى المقاومة، وأن هناك "معارك أمنية غير مرئية تدور بيننا وبينه". فيما قال إن أجهزتنا وضعت يدها خلال 24 ساعة على الحدث في صورته المباشرة.
وأوضح أن من خطط ونفذ هذه الجريمة، استهدف ضرب المنظومة الأمنية وخلخلتها في غزة، مبيناً أن حركته تقود معركة أمنية تحت طاولة مع الاحتلال، حيث لا تقل خطورة عن المعركة العسكرية.
وبين أن الأجهزة الأمنية تعاملت مع ملف الانحراف الفكري في محطات سابقة بشكل شمولي، وليس على الصعيد الأمني فقط، مضيفاً أن التفجيرات أيضاً هدفت إلى ضرب العلاقة الاستراتيجية بين فصائل المقاومة، في هذه المرحلة التي شهدت أوج التنسيق والتكامل سياسياً، وعسكرياً، وميدانياً، وأمنياً.
ولفت هنية إلى أن الأجهزة الأمنية ستنشر كامل تفاصيل الجريمة، حينما تكتمل الصورة ستجد أنه كان يخطط لإحداث صورة خطيرة جدًا في غزة. وتابع:" دماء شهداء الشرطة حمت غزة وفلسطين من صورة أخطر، ومن سيناريو أحقر، سنكشفه لشعبنا في الوقت المناسب، حينما تنتهي الأجهزة الأمنية من وضع يدها على كل شيء".
وأردف هنية قائلاً:" أي فكر يدفع من قام بذلك لاستهداف المجاهد الذي يقاتل على جبهة العدو ليلاً، ويؤمّن شعبه في النهار بكل مودة ومحبة، نحن مطمئنون، وهذه أحداث معزولة لن تخرجنا عن طوعنا، وفرائسنا لا تتعب، وسنقوم بهجمة مرتدة، وننتظر وزارة الداخلية لتقول كلمتها".
وتابع:" لا نريد أن نجعل الحكم على القضايا من منطلق مناكفة سياسية، ونريد أن نصل للمتورطين في هذا الأمر، ومن يفعل هذا العمل ليس له أي انتماء تنظيمي أو سياسي، ونحن لم نُربّ أبناءنا على هذا الفعل".
واعتبر رئيس المكتب السياسي لحماس، أن ما جرى هو نقطة فاصلة بين مرحلتين في التعاون مع هذا المسار، مشددًا على عدم السماح بالاجتهاد خارج النص الوطني أو الميداني أو الفكري.
وأوضح أن من قام بهذا العمل ليسوا متطرفين أو وسطين، بل عبارة عن نفوس مريضة غرقت في وحل المفاهيم، بعيداً عن عيون المرجعيات.
وأكمل حديثه:" الفكر الذي يسود فينا هو فكر وسطي معتدل، ويقول لا للتطرف والمغالاة والتشدد والتنطع، ولا لحرف البوصلة عن أهداف وطليعة الصراع على أرض فلسطين"، وفق تعبيره.
.
المصدر : الوطنية