أحدث موت الشاب الفلسطيني تامر السلطان في أوروبا، ضجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل المواطنين والنشطاء، وسط انفعالات قوية ومشحونة من داخل نفوس هؤلاء تجاه المتسببين بعذابات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ ما يزيد عن 12 سنة.
وشهدت مواقع التواصل من يوم أمس، حالة من الحزن أيضًا على موت تامر، ولاقى نبأ وفاته عطف كثير من الناس، نظرًا لأنه توفي في الغربة، وأنه هرب واقع غزة الأليم والمأساوي نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني.
وهناك اجماع كبير على تحميل قيادات وفصائل الشعب الفلسطيني المسؤولة عن موت وهجرة شباب غزة إلى أوروبا، لفشلهم المتكرر في إنهاء الانقسام وعدم إيجادهم حلولاً جذرية لمشاكل وأزمات غزة التي تتفاقم يوم بعد يوم، والتماشي مع مخطط "إسرائيل" الذي أعيد للواجهة من جديد، حول تهجير سكان غزة كمصلحة استراتيجية إسرائيلية.
لم يكن أحدًا يعلم متى خرج تامر من غزة، لكن الكل علم بوفاته. فالبعض يقول إنه توفي بعد إصابته بمرض معدي بسبب التلوث ولدغات من حشرات حين كان على حدود البوسنة، فيما الآخر يقول إنه توفي عندما كان يهاجر من دولة إلى دولة بأوروبا.
وكتب أستاذ اللغة الإنجليزية، الأكاديمي في جامعة الأقصى بغزة عصام شحادة، على موقع فيسبوك:" ترك الدكتور تامر السلطان غزة المحاصرة من أجل حياة أفضل في أوروبا وترك عائلته وراءه. لقد مات على حدود البوسنة اليوم. الدكتور تامر هو واحد من أكثر المدونين شعبية في غزة، وهو يظهر الأثار الكارثية للحصار. لم أقابله شخصيا من قبل ولكن أنا متابع نشط لمنشوراته. أنا وكل سكان غزة نحزن على خسارته المأساوية خالص تعازينا لعائلته. أرقد في سلام يا صديقي".
وتامر السلطان، الدكتور الصيدلي، ينتمي سياسيًا وفكريًا لحركة فتح، وأنه ترك زوجته وأطفاله الصغار في غزة بحثًا عن كرامة قد سلبت منه وفرصة عمل افتقدها.
وبعد دخولنا لحسابه على موقع فيسبوك، وجدنا أن السلطان نشط ومتفاعل في قضايا وهموم بلده، لاسيما أنه اعتقل وطورد لأكثر من مرة من قبل جهاز الأمن الداخلي التابع لحكومة غزة على أرائه وكتاباته السياسية.
يبدو أن موت السلطان، جعل المستوى الرسمي الفلسطيني يتحرك بتوجيهات من الرئيس محمود عباس، لمعرفة السبب الحقيقي وراء وفاته، وقطع الطريق أمام الإشائعات التي لا زالت تروج على مواقع التواصل الاجتماعي.
المصدر : خاص_ الوطنية