قال مراسل صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية لشؤون القدس، نير حسون، إن مطرقة فريدمان هي عمليا كانت مرفوعة في وجه الفلسطينيين، بما يؤكد أن الإدارة الأميركية منفصلة عن الواقع.
وبحسب حسون، فإن نشر صور السفير الأميركي، فريدمان، يوم أمس الأحد، وهو يحمل مطرقة بيده لهدم جدار تحت الأرض في قرية سلوان في القدس، لا يمكن تذكر صور مماثلة قبل 23 عاماً.
وفي حينه، تجمعت مجموعة مماثلة، وكان الراعي للاستيطان الأميركي "إيرفينغ موسكوفيتش"، أما اليوم فهو شلدون إدلسون. وفي حينه كان السياسي الإسرائيلي ورئيس بلدية الاحتلال في القدس سابقا، إيهود أولمرت، أما اليوم فهو الرئيس السابق، نير بركات.
وفي أيلول/ سبتمبر من العام 1996، جرى تزويد المشاركين بمطارق ومعاول لهدم جدار لفتح باب مخرج رئيسي عبر حفر نفق في قلب الصخر الطبيعي لنفق الجدار الغربي للمسجد الأقصى يمتد على طول 488 مترا،
وعندها رد الشارع الفلسطيني بانتفاضة استمرت ثلاثة أيام، أطلق عليها "هبة النفق"، وخلال بضعة أيام سقط عشرات الشهداء، وأصيب أكثر من 1600 آخرين، بينما قتل 17 جنديا إسرائيليا.
وقال مراسل صحيفة "هآرتس"، إن من خطط لمشهد يوم أمس الأحد، يبدو أنه فكر بـ"المشهد الأصلي"، وربما "أراد أن يثبت نقطة ما"، مشيراً إلى أن الحفل الذي نظم لكسر الجدار الذي بني خصيصا للمناسبة، بمشاركة فريدمان، مر بهدوء، مضيفاً أن "المجتمع الفلسطيني اليوم يختلف عما كان عليه عام 1996. كما أن موقع الجدار الذي يبعد 800 مترا عن المسجد الأقصى لا يماثل موقع النفق".
وأضاف:" حقيقة أن الحدث مر بهدوء نسبي في سلوان لا يعني أنه ليس ذا أهمية. و"عمليا فهو مذهل، ويجدر التوقف والتفكير بأية فترة غريبة نعيش عندما يمر حدث كهذا بدون اهتمام إعلامي وشعبي إسرائيلي ودولي".
ويتابع أنه يجدر النظر مرة أخرى إلى "سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، وأحد المقربين للرئيس الأميركي، دونالد ترمب، يقف حاملا مطرقة بزنة 5 كغم، وإلى جانبه عناصر اليمين المتطرف، وهو ينسف جدارا كجزء من احتفال لفتح طريق الحج إلى بيت المقدس. وكل ذلك يحصل تحت قرية فلسطينية في شرقي القدس، وهي منطقة غير معترف بها تحت السيادة الإسرائيلية".
وكتب أيضا أن صورة فريدمان وهو يحمل المطرقة تؤكد كل مخاوف الفلسطينيين، وليس من كون إدارة ترمب وسيطا غير منصف بين الطرفين، فحسب، وإنما تتماثل مواقفها مع مواقف اليمين المتطرف في إسرائيل. والأخطر من ذلك، أن الحديث يشير إلى انفصال مقلق عن الواقع".
ويضيف أنه رغم إصرار المشاركين على إطلاق اسم "مدينة داوود" على المكان، ورغم أن الرسم الكبير من وراء ظهرهم يمحو بيوت سلوان، فإن المكان لا يزال قرية فلسطينية كبيرة يعيش فيها 20 ألف فلسطيني، وأقل من 500 مستوطن يهودي. كما أن "طريق الحج"، التي جرى الاحتفال بها، تقود في نهاية المطاف إلى الحرم المقدسي، وهناك تنتصب مساجد وليس "بيت المقدس".
وينهي بالقول إن جاهزية الإدارة الأميركية لتجاهل كل ذلك، والتلويح بمطرقة بوجه الفلسطينيين بدون أدنى تفكير بمستقبل البشر الذين يعيشون هناك، هي سبب كبير للقلق.
المصدر : الوطنية