فند الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية عدنان الضميري، اليوم الثلاثاء، ادعاءات الإعلام الإسرائيلي باعتقال عشرات الضباط من الأجهزة الأمنية الفلسطينية بتهمة تسريب معلومات لحركة حماس.
وقال الضميري في تصريحات صحافية، نقلتها وكالة "وفا الرسمية"، رداً على الإعلام الإسرائيلي الذي زعم أن حركة حماس تجسست قبل حوالي عام على السلطة الفلسطينية من خلال تجنيد بضع عشرات من الضباط في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، إن "هناك معتقلين اثنين من الأجهزة الأمنية منذ سنتين بتهمة تسريب معلومات لحركة "حماس".
وأضاف:" أن مثل هذه التصريحات التي يشنها الإعلام العبري على الاجهزة الأمنية تثير لدينا بعض الشكوك حول الأهداف من وراء ذلك".
وكانت صحيفة " يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قد كشفت، اليوم الثلاثاء، عن قيام حركة حماس بتجنيد أشخاصًا من الضفة الغربية يعملون بأجهزة أمن السلطة الفلسطينية
وبحسب تقرير نشر على موقع الصحيفة، في عملية تجسس معقدة، نجحت حماس في تجنيد العشرات من ضباط قوات الأمن الفلسطيني الذين عملوا بها، مهمتهم كانت جمع معلومات عن عمليات ضد عناصر حماس، وبث معلومات كاذبة لتشويش معلومات استخبارية، وتعزيز الصراع.
وقالت الصحيفة، إن الخطة كشفت، وكل المتهمين في السجن، الخطة ادارتها قيادة حركة حماس في قطاع غزة والخارج، فيما نقلت عن مصادر وصفتها رفيعة المستوى في السلطة الفلسطينية قولها، إنه تم خطة حركة حماس عن طريق المخابرات العسكرية الفلسطينية، وبعد الكشف عن الخطة تم إبلاغ كافة قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وتم فتح تحقيق سري للوصول لعناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية الذين تم تجنيدهم من قبل حماس.
وذكرت أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية مسؤولة عن التنسيق الأمني الحساس أمام الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، والكشف والإحباط للبنى التحتية العسكرية والمدنية لحركة حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية.
وعن مهام الضباط الذين تم تجنيدهم لحركة حماس، قالت المصادر الفلسطينية، بحسب موقع صحيفة "أيديعوت أحرونوت"، إنها كانت من ضمن مهام المجندين نقل معلومات حساسة عن خطط الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى حركة حماس في قطاع غزة، وعن العمليات ضد البنية التحتية لحماس في الضفة الغربية، ومنهم من طلب منه بث معلومات كاذبة للتشويش على المعلومات الاستخبارية، ولتعميق واستغلال صراعات قائمة بين كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
ووفقا للتحقيقات، فإن حماس تمكنت من التسلل إلى عدد من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، منها ما هو حساس ومنها ما هو أقل حساسية. بينما قالت الصحيفة الإسرائيلية إن من بين الذين تم تجنيدهم، ضباطا في المخابرات العامة والأمن الوقائي، وهذان الجهازان يعتبران أكثر الأجهزة الأمنية حساسية في السلطة الفلسطينية، كما كان مجندان في قوات الأمن الوطني، والاستخبارات الفلسطينية والشرطة، وفي الدفاع المدني الفلسطيني.
وعن خطط التجنيد لدى حماس، قالت المصادر الفلسطينية، وفقا لما زعم به موقع الصحيفة، إن لحماس طرقا متعددة للتجنيد، إذ تم تجنيد البعض لوجود عائلات لهم في قطاع غزة، ومارست حماس ضغوطا عليهم من خلال اعتقال أفراد من عائلاتهم، وجزء منهم جند بالرشوة.
وتم خلال مجريات التحقيق اعتقال عدد من الضباط الذين اعترفوا بتجنيدهم لصالح حركة حماس، وزج بجمعيهم في سجون السلطة الفلسطينية، وأحيط اعتقالهم بالسرية الكاملة، وكان أبو مازن والقيادة الرفيعة في السلطة على اطلاع على مجريات ذلك أولا بأول، وذلك على ذمة "يديعوت احرنوت".
وقالت الصحيفة "إنه بقدر ما هو معروف، استطاعت السلطة الفلسطينية إفشال مخطط حركة حماس، إلا أن حركة حماس تحاول استغلال الوضع الاقتصادي الناتج عن تلقي موظفي السلطة الفلسطينية، بمن فيهم الأجهزة الأمنية 50% من رواتبهم بسبب توقف السلطة عن استلام أموال الضرائب نتيجة اقتطاع الحكومة الإسرائيلية لقيمة رواتب الأسرى وعائلات الشهداء من هذه الأموال".
وزعمت الصحيفة، أن حركة حماس تحاول إغراء عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية من خلال تقديم مئات الدولارات في كل شهر على أمل أن يتجاوب البعض منهم مع طلبات الحركة.
وتابعت:" هذه المبالغ أصبحت أكثر أهمية الآن خاصة قبل شهر رمضان، حيث تتزايد نفقات الأسرة الفلسطينية بشكل كبير، وبالتالي فإن خطر نجاح حركة حماس يتزايد على استغلال الضيق لتحقيق أهدافها".
وقالت إن قيادات في السلطة الفلسطينية أعربت في أحاديث مغلقة عن إحباطها لعمليات، لأن إسرائيل تعاقب السلطة الفلسطينية التي تحافظ على الهدوء في الضفة الغربية، وفي المقابل تقدم لحماس تسهيلات جدية مقابل أن توقف المظاهرات، وإطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
فيما حذر مصدر فلسطيني رفيع، نقلا عن الصحيفة المذكورة، بأن هذه السياسية ستقود إلى خلق خط مقاومة داخل الأجهزة الأمنية الفلسطينية ضد العلاقات والعمل الفعال القائم بينهم وبين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
المصدر : الوطنية